المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

حكم كثير الشك في الوضوء
13-12-2016
المناهج الحديثة في الجغرافية البشرية- منهج تحليل لنظم - خصائص النظام
17-11-2021
عناصر القرا ر الاداري
15-6-2016
تكرر الكفارة
24-8-2017
معنى كلمة بلس
3-7-2022
إمامة علي بن ابي طالب (عليه السلام)
4-3-2018


الاب في اسرته  
  
2025   06:38 مساءً   التاريخ: 8-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص29-30
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-3-2022 1850
التاريخ: 24-10-2018 1567
التاريخ: 22-3-2021 1755
التاريخ: 1/9/2022 1660

لا تعني الابوة الكشف عن القوة واظهار النفوذ والمكانة فحسب، بل لابد من الاهتمام بالأسرة والاولاد وتدبير مختلف امورهم. وتتضح مكانة الاب وشانه من خلال اشرافه على عائلته وتوفير معاشها وحمايتها من الاخطار والا فلا قيمة لذلك الاب الذي لا يبالي بهذه الامور ابدا ولا يؤدي وظيفته.

فالأب هو سيد الاسرة ومصدر افتخارها وسرورها والمشفق عليها وهو كملائكة الرحمة التي تنزل على البيت اذ نراه يبذل جهده وسعيه من اجل بناء ورشد افراد اسرته وتوجيههم نحو طريق الخير والفضيلة .

يوفر الاب كل ما تحتاج اليه الاسرة ويعطف على اطفاله ويحترمهم ويستفسر عن احوالها فردا فردا، ويحل مشاكلهم ويبذل جهده من اجل خدمتهم، ولا يبتغي التأثر عليهم سلبا او الاضرار بهم.

انه مصدر للبهجة والرحمة قبل ان يكون مصدرا للخوف والنقمة، فلا يظلم اهل بيته ابداً، حيث يقول الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) بهذا الشأن : ( خير الرجال من امتي الذين لا يتطاولون على اهليهم ويحنون عليهم ولا يظلمونهم(.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.