أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-12
1274
التاريخ: 7-10-2014
1906
التاريخ: 10-10-2014
2312
التاريخ: 7-12-2015
2301
|
ويتضمن هذا المطلب على فقرتين هما:
تعريف المحبة:
المحبة لغة:الحبُ هو نقيض البغض، وأصل هذه المادة يدل على اللزوم والثبات، واشتقاقه من أحبه إذا لزمه، تقول : احببت الشيء فأنه محب وهو محب().
واصطلاحا: هي الميل الى الشيء السار، وتعلق القلب به، وما تراه وتضنه خيرا ولا تبغضه .
ومن الناحية الواقعية فان محبة الإنسان للآخر لا تأتي إلا بعوامل تدعو هذا الطرف لمحبة الطرف الآخر سناتي عليها.
أما ماهيتها فهي من اساسيات الفطرة الإنسانية ان الإنسان يحب الآخر على أساس المنفعة، سواء أكانت تلك المنفعة مشروعة أم غير مشروعة، وكذلك المحبة التي تنشأ بين الشعوب والحكومات حيث تأتي على أساس المنفعة، لهذا وضع الإسلام ضابطا لهذه المحبة المتقابلة ألا وهو محبة الطرفين في الله تعالى، أي يحب الإنسان الآخر ليس على أساس منفعة متأرجحة وانما على أساس ثابت وهو محبة الإنسان للآخر على أساس محبته لله تعالى، ونتيجة هذه المحبة هي منفعة الجميع في الدنيا والاخرة، كما انها ضامنة في تشكيل حب متقابل بين الأفراد والجماعات والحكومات على أساس العمل المشترك والود بين جميع الاطراف، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا}.
ومحبة الانسان لربه تعني طاعته، وطاعته تعني محبة رسوله وأهل بيته (عليهم السلام) وجميع الصالحين والمؤمنين، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}.
وتأسيسا على ذلك فان محبة الفرد اتجاه الآخر ومحبة الشعوب مع بعضها والحكومات كلها تكون على أساس مدى ايمانهم بروح الإسلام، ومقاصده ومدى قدرتهم على تطبيق أحكامه بصدق واخلاص .
وعلى الرغم من جميل ما ذكرناه ولكن عندما يقرأ القارئ الكريم ذلك قد يجد فيه الكثير من المبالغة، حيث لا يمكن أن يرفع الإنسان البغض من قلبه لمن أساء إليه، وهذا صحيح وهو السائد في مجتمعاتنا خاصة، ولكن عندما نتدبر سيرة الرسول الأكرم واهل بيته الاطهار (عليهم السلام ) وجميع الصالحين نجدهم حبوا جميع الناس حتى انهم ارادوا الخير لمن أساء اليهم، بهدف الأجر والمثوبة والاصلاح والحفاظ على روح الإسلام، وليس بقصد الجبن والخوف، او الظفر بمنفعة شخصية او دنيوية زائلة، وانما بقصد مرضاة الله تعالى، لأنهم اعتبروا الصفح والمسامحة والعفو من أعظم الطاعات والعبادات .
ومن امثلة ذلك ما وقع مع الامام علي بن الحسين السجاد(عليه السلام ) الذي شتمه رجل وكان الامام لم يرد عليه، بل تبعه الامام(عليه السلام)الى بيته وقال له: (يا اخي انك كنت قد وقفت عليّ آنفا فقلت وقلت ... فان كنت قلت ما فيّ فاستغفر الله تعالى منه، وان كنت قلت ما ليس فيّ فغفر الله تعالى لك) ثم قبّل الامام الرجل بين عينيه، وإذا بالرجل يقدم للإمام أعظم الاعتذار، ويطلب منه العفو والسماح، وقال: بل قلتُ فيك ما ليس فيك وأنا أحق به، وهذا من اروع الشواهد بخصوص تأثير الأخلاق المتقابلة .
وخلاصة القول لو عرّفنا المحبة بالعديد من الآراء والتعريفات بغية الوصول الى ماهيتها وتطبيقاتها لم نصل الى معناها الواضح مثلما اوضح لفظ المحبة نفسه على مفهومها، فليس هناك أدق من تعريفها بـ (المحبة) كالعلم الذي عرّفوه بعدة تعريفات، ولكن أقرب المعاني اليه هو العلم نفسه، لأن لفظة المحبة قد سرت في الفاظ الناس وافهامهم واستخدامهم لها من حيث اللفظ والتطبيق، وان التجربة البشرية الشائعة هي مقابلة المحبة بمثلها والبغض بمثله.
|
|
للحفاظ على صحة العين.. تناول هذا النوع من المكسرات
|
|
|
|
|
COP29.. رئيس الإمارات يؤكد أهمية تسريع العمل المناخي
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يختتم دورته التطويرية الثانية للمؤسسات القرآنية
|
|
|