أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015
2378
التاريخ: 25-06-2015
2859
التاريخ: 13-08-2015
2140
التاريخ: 9-04-2015
2111
|
هو عبد اللّه بن الزّبير (بفتح الزاي) بن الأشم بن الأعشى بن بجرة ابن قيس بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.
كان عبد اللّه بن الزّبير الأسدي من أهل الكوفة، و كان في الكوفة منزله و منشأه.
بدأت صلة عبد اللّه بن الزّبير الأسدي ببني أميّة منذ أيام معاوية بن أبي سفيان: في سنة 57 ه (677 م) كان الوالي على الكوفة عبد الرحمن بن أمّ الحكم (1) نائبا عن عبيد اللّه بن زياد. و اتّفق أن عبد اللّه بن الزّبير الأسدي هجا عبد الرحمن هذا فهدم عبد الرحمن داره في الكوفة و حبسه مدّة؛ فجاء عبد اللّه إلى دمشق متظلّما فعوّضه معاوية من داره عشرين ألف درهم (2) فيما قيل.
و بويع يزيد بن معاوية بالخلافة (60 ه-680 م) فوفد عليه عبد اللّه ابن الزّبير الأسدي فأكرمه و أعطاه كتابا إلى والي الكوفة زياد بن أبيه للزيادة في إكرامه. فلمّا مرّ عبد اللّه بن الزّبير الأسدي بقرقيسيا عرض له زفر بن الحارث الكلابي-و كان زفر من أنصار عبد اللّه بن الزّبير (بضم الزاي) - فحبسه أياما ثم أطلق سراحه (3).
و كان عبد اللّه بن الزّبير الأسدي، من أول أمره، متّصلا بأسماء بن خارجة الفزاريّ (4) يمدحه، و كان أسماء أيضا من أنصار بني أميّة. من أجل ذلك وقعت الوحشة بين عبد اللّه بن الزّبير الأسدي و بين المختار بن أبي عبيد الثّقفيّ الذي كان يلي الكوفة (66-67 ه-686 م) لعبد اللّه بن الزّبير (الكامل 597) بن العوّام (5).
فلمّا قتل المختار بن أبي عبيد، سنة 67 ه، و جاء مصعب بن الزبير (بضم الزاي) إلى ولاية الكوفة من قبل أخيه عبد اللّه حبس عبد اللّه بن الزبير الأسدي مدّة ثم أطلقه، فبقي ابن الزّبير الأسدي مع مصعب حتى قتل مصعب (72 ه-691 م) . في مطلع هذا الدّور يجب أن يكون ابن الزّبير الأسديّ قد هجا أسماء بن خارجة إرضاء لمصعب، و لأن بني أميّة كانوا في مطلع هذا الدور (منذ موت يزيد بن معاوية، سنة 64 ه) ضعافا يتنازعون على الخلافة، بينما كان عبد اللّه بن الزّبير في ذروة قوّته في الحجاز و العراق و مصر و خراسان. و بعد مقتل مصعب اتّصل ابن الزّبير الأسديّ بعبد الملك بن مروان (65-86 ه) و مدحه، كما اتّصل ببشر بن مروان (أخي عبد الملك و والي الكوفة من 71 إلى 74 ه) . و مع قصر هذا الدّور فان معظم قصائد ابن الزّبير الأسديّ في المديح كانت في عبد الملك و أخيه بشر، و كان حظّ بشر منها أكبر.
و عاش عبد اللّه بن الزّبير الأسديّ حتى أدرك ولاية الحجاج بن يوسف على العراق و دخوله إلى الكوفة، سنة 76 ه (695 م) ، فأرسله الحجاج إلى الرّي (خراسان) للجهاد فتوفّي فيها قبيل سنة 80 ه، في الاغلب.
عبد اللّه بن الزّبير (بفتح الزاي) الأسديّ شاعر مكثر مجيد له قصائد طوال و مقطّعات، و يرتجل أحيانا (الاغاني 13:254) . و قد كان أبوه و ابنه شاعرين (الاغاني 14:259،260) .
و فنون ابن الزّبير الاسديّ المديح و الرثاء و الادب و بعض الغزل و الهجاء، و كان هجّاء يخشى شرّه. و اسلوبه متين. و من ميّزاته العصبية الجاهلية و العاطفة الدينية الاسلامية. و مع أن في شعره شيئا من التهكّم فإنّ طلاوته قليلة.
المختار من شعره:
لمّا عاد عبد اللّه بن الزّبير الأسديّ من الشام إلى الكوفة بكتاب من يزيد بن معاوية (ص 462) إلى عبيد اللّه بن زياد دخل على عبيد اللّه بن زياد و أنشده قصيدة منها:
أ لم تعلمي، يا ليل، أنّي ليّن... هضوم، و أني عنبس حين أغضب (6)
و أنّي متى أنفق من المال طارفا... فانّي أرجو أن يثوب المثوّب (7)
أ أن تلف المال التلاد بحقّه... تشمّس ليلى عن كلامي و تقطب (8)
عشيّة قالت، و الركاب مناخة... بأكوارها مشدودة: أين تذهب (9)
أ في كل مصر نازح لك حاجة... كذلك ما أمر الفتى المتشعّب (10)
فو اللّه، ما زالت تلبّث ناقتي... و تقسم، حتى كادت الشمس تغرب (11)
دعيني، ما للموت عنّي دافع... و لا للذي ولّى من العيش مطلب
إليك، عبيد اللّه، تهوي ركابنا... تعسّف مجهول الفلاة و تدأب (12)
و قد ضمرت حتى كأن عيونها... نطاف فلاة ماؤها يتصبّب (13)
فقلت لها: لا تشتكي الأين، إنّه... أمامك قرم من أميّة مصعب (14)
إذا ذكروا فضل امرئ كان قبله... ففضل عبيد اللّه أثرى و أطيب (15)
و إنك لو يشفى بك القرح لم يعد... و أنت على الأعداء ناب و مخلب(16)
و أنت إلى الخيرات أول سابق... فأبشر، فقد أدركت ما كنت تطلب
لمّا جاء الحجّاج بن يوسف إلى الكوفة و قتل عمير بن ضابئ البرجميّ (راجع ترجمة الحجّاج، تحت) التقى عبد اللّه بن الزّبير الاسديّ بصديق له اسمه ابراهيم بن عامر الاسديّ، في سوق الكوفة، فسأله ابراهيم عن الخبر، فأنشده عبد اللّه:
أقول لإبراهيم لما لقيته... أرى الأمر أمسى واهيا متشعّبا (17)
تخيّر: فإمّا أن تزور ابن ضابئ... عميرا، و إمّا ان تزور المهلّبا (18)
هما خطّتا خسف نجاؤك منهما... ركوبك حوليّا من الثلج أشهبا (19)
فأضحى، و لو كانت خراسان دونه... رآها مكان السوق أو هي أقربا (20)
و قال يمدح أسماء بن خارجة بن حصن الفزاريّ:
إذا مات ابن خارجة بن حصن... فلا مطرت على الارض السماء
و لا رجع الوفود بغنم جيش... و لا حملت على الطهر النساء
ليوم منك خير من أناس... كثير حولهم نعم و شاء (21)
فبورك في بنيك و في أبيهم... إذا ذكروا، و نحن لك الفداء
روى أبو تمّام في باب الرثاء من ديوان الحماسة أبياتا هي (آل حرب: بنو أمية. هند و رملة ابنتا معاوية بن ابي سفيان) :
رمى الحدثان نسوة آل حرب... بمقدار سمدن له سمودا (22)
فردّ شعورهنّ السود بيضا... و ردّ وجوههن البيض سودا
فإنّك لو رأيت بكاء هند... و رملة، إذ تصكّان الخدودا (23)
سمعت بكاء باكية و باك... أبان الدهر واحدها الفريدا (24)
_____________________
1) أبو عبد اللّه عبد الرحمن بن أبي عقيل بن ربيعة بن الحارث الثقفي؛ و أمه أم الحكم
2) راجع الاغاني 14:221-222.
3) كان زفر بن الحارث الكلابي واليا على الموصل لعبد اللّه بن الزبير (بضم الزاي) المنافس لبني أمية في الحكم. و كانت قرقيسيا و شمالي العراق تابعين لعبد اللّه بن الزبير.
4) أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري من سادات العرب و أشراف الكوفة، كان فارسا شجاعا كريما ممدحا، مدحه عبد اللّه بن الزبير الأسدي و أعشى همدان. و مات أسماء بن خارجة في أيام الحجاج فقال الحجاج فيه: «هل سمعتم بالذي عاش ما شاء ثم مات حين شاء» «(البيان و التبيين 1:260، 2:72) . و كان اسماء بن خارجة أديبا شاعرا رويت له أقوال حكيمة (راجع البيان و التبيين 3:143،176) .
5) عبد اللّه بن الزبير بن العوام كان منافسا للأمويين في طلب الخلافة، و قد كان قد بويع بالخلافة فعلا في الجاز و العراق و مصر و اليمن ثم نازع الأمويين من سنة 64 إلى سنة 73 ه(1683-692 م) حتى قتله الحجاج بن يوسف (راجع ترجمة الحجاج بن يوسف) .
6) يا ليل: يا ليلى (منادى مرخم محذوف آخره) . هضوم: منفق لماله. العنبس: الاسد.
7) المال الطارف: المال الجديد، المكتسب «الذي حصله صاحبه» . . . ثاب: رجع، عاد. المثوب: المعطى، الذي تصدق به أو تبرع به صاحبه (كلما أنفقت مالا رجوت أن يعوضني اللّه بدلا منه) .
8) المال التلاد: القديم، الموروث. بحقه: في وجوهه التي يجب أن ينفق فيها. تشمس (تتشمس) : تنفر مني و تعرض عني ثم تعبس في وجهي (ان كرمي يغضب امرأتي ليلى) .
9) الركاب (النياق) مناخة (باركة) مشدودة بأكوارها (على كل واحدة منها الرحل أو السرج) -معدة و مهيأة للسفر.
10) مصر: بلد. نازح: بعيد. المتشعب: متفرق، كثير الوجوه. شارح الاغاني (14:235، الحاشية 2) يجعل «ما» زائدة فيصبح البيت: أ في كل مصر نازح لك حاجة؛ كذلك أمر (عادة) المتشعب. و معنى الذي أثبته أنا: أ في كل مصر نازح لك حاجة كذلك! (أي من السفر: أ تريد أن تسافر إلى كل بلد بعيد؟) ما أمر الفتى المتشعب؟ : ما ذلك الأمر المتشعب الوجوه (في السفر) الذي تعوده هذا الرجل.
11) تلبث ناقتي: تؤخرها عن السفر. و تقسم (أيمانا) .
12) تهوي: تسرع. تعسف (تتعسف) الطريق: تسير فيها على غير هدى (تلاقي فيها صعوبة و مشاق) .
13) ضمر: هزل و نحل (أصبح مهزولا نحيلا) . بعير نطف (بفتح النون و كسر الطاء) : قد تقرح جسمه من كثرة حك الرحل (السرج) بجسمه (لكثرة هزاله و بعد سفره) : عيونها (هنا) خيارها (أحسن إبلنا أصبحت لطول السفر و مشقة الطريق نحيلة مهزولة قد تقرح جسمها و جعل الماء، أي الصديد الخارج من القروح، يتصبب، أي يسيل بكثرة) .
14) الاين: التعب. القرم: الرجل السيد العظيم. المصعب: الشديد القدير (و أصل الفرم المصعب الجمل الذي يترك سارحا لا يركب و لا يحمل شيء عليه، بل يراد للفجولة أو للنسل، و هذا يكون عادة قويا جدا) .
15) كان قبله: كان قبل زمانه. أثرى: أكثر.
16) القرح (بفتح القاف) : أثر السلاح في البدن. القرح (بضم القاف) : الألم. لم يعد: لم يرجع (؟) -لعله يقصد: إذا شفيت أنت جرحا لأحد لم يصب بعدها بجرح قط (إن الذي تعطيه أنت اليوم عطاء لن يفتقر بعد ذلك أبدا) . أما على الأعداء فأنت ناب (سن و مخلب ظفر، مفرد أظفار) تتغلب على الاعداء و تصطادهم (تقهرهم) .
17) الواهي: الضعيف. المتشعب: المتفرق (ان حالنا شخصيا أصبحت صعبة: نفوذنا ضعيف و الأشياء المطلوبة منا كثار....
18) .... عليك، يا صاحبي، أن تختار أحد أمرين: إما أن تزور عمير بن ضابئ (اما ان تقتل كما قتل عمير بن ضابئ) و إما أن تزور المهلبا (و اما أن تذهب مع المهلب بن أبي صفرة إلى قتال الخوارج، و حينئذ يمكن أن تقتل أيضا) .
19) الخطة: الطريقة. الخسف: الذل. نجاؤك: خلاصك. الحولي (الفرس أو الجمل الذي مر عليه حول، أي عام كامل، و هو يكون عندئذ قويا جدا) . أشهب: أبيض. من الثلج أشهب: أشهب من الثلج: أشد بياضا من الثلج. و الشاعر يستعمل هنا «أشهب» (اسم تفضيل من «الشهبة» : البياض) خلافا للقاعدة المشهورة التي لا تقر صياغة اسم التفضيل من الألوان و العيوب على وزن «أفعل» ، و ان كان الكوفيون يجيزون ذلك.
20) و الذي لا يريد أن يقتل كما قتل عمير بن ضابئ و لا يريد أن يذهب إلى الغزو يهرب إلى خراسان (البعيدة) ثم يراها أقرب من الذهاب إلى السوق، أي إلى سوق حكمة (بفتح الحاء و الكاف) و هو مكان قريب من الكوفة (الهرب إلى مكان بعيد مثل هذا أهون من الموت أو من الذهاب إلى حرب الخوارج) .
21) أنت في يوم واحد من أيامك خير من جماعة كثيرين من الناس في جميع أيامهم، و لو كان حولهم نعم (ابل) و شاء (غنم) كثيرة (يقصد: و لو كانوا أغنياء كثيرا) .
22) الحدثان: نوائب الدهر. المقدار: القدر (الأمر المحتوم: الموت) . سمد: حزن حزنا شديدا جعله يغفل عن كل شيء و ينساه.
23) صك الخد: لطمه في المصيبة.
24) أبعد الدهر عنها ابنها الوحيد (أخذه الموت) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|