أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015
2902
التاريخ: 27-1-2016
3346
التاريخ: 10-04-2015
2561
التاريخ: 23-06-2015
1822
|
هو أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن ابراهيم ابن طباطبا من نسل الحسن بن عليّ بن أبي طالب[عليهما السلام]. ولد ابن طباطبا هذا في أصبهان و نشأ فيها و لم يغادرها قطّ، و أخذ العلم و الأدب عن أئمّتها. و كانت وفاته في أصبهان سنة 322 ه(934 م) .
خصائصه الفنّيّة:
كان أبو الحسن محمّد بن طباطبا العلويّ شاعرا و ناقدا و مؤلّفا. و يبدو أنّه كان مكثرا من الشعر، و لكنّ شعره قليل البراعة و إن كان ينكشف عن مقدرة فإنّ له، مثلا، قصيدة مطلعها:
يا سيّدا دانت له السادات... و تتابعت في فعله الحسنات
أبياتها تسعة و أربعون أخلاها من حرفي الراء و الكاف (1). و يبرز في شعره المرح و الهزل. و له مدح و هجاء و وصف. و هو ناقد له كتاب «عيار الشعر» جعل فيه مقدّمة موجزة في نقد الشعر استند في معظمها إلى رأي ابن قتيبة و رأي الجاحظ؛ و هو يصرّ على أهميّة استكمال عدّة الشعر قبل نظمه و على ترديد النظر فيه بالتنقيح بعد نظمه. و له أيضا من الكتب: تهذيب الطبع، كتاب العروض، المدخل إلى معرفة المعمّى من الشعر، كتاب في تقريظ الدفاتر.
المختار من آثاره:
-الطبع و أدوات الشعر:
. . . . فمن صحّ طبعه و ذوقه لم يحتج إلى الاستعانة على نظم الشعر بالعروض التي هي ميزانه، و من اضطرب عليه الذوق لم يستغن من تصحيحه و تقويمه بمعرفة العروض و الحذق به (2).
و للشعر أدوات يجب إعدادها قبل مراسه و تكلّف نظمه: فمن تعصّت عليه أداة من أدواته لم يكمل له ما يتكلّفه منه، و بان الخلل في ما ينظمه، و لحقته العيوب من كلّ جهة.
فمنها التوسّع في علم اللغة و البراعة في فهم الإعراب و الرواية لفنون الآداب و المعرفة بأيام الناس و مناقبهم و مثالبهم و الوقوف على مذاهب العرب في تأسيس الشعر و التصرّف في معانيه-في كلّ فنّ قالته العرب فيه-و سلوك مناهجها في صفاتها (3) و مخاطباتها. . . . و إطالتها و إيجازها. . . . و عذوبة ألفاظها و جزالة معانيها و حسن مباديها و حلاوة مقاطعها و إيفاء كلّ معنى حظّه من العبارة و إلباسه ما يشاكله من الألفاظ حتّى يبرز (الشعر) في أحسن زيّ و أبهى صورة (و) حتّى لا يكون متفاوتا مرقوعا، بل يكون كالسبيكة المفرغة (4) و الوشي المنمنم (5) و العقد المنظّم و اللباس الرائق فتسابق معانيه ألفاظه فيلتذّ الفهم بحسن معانيه كالتذاذ السمع بمونق (6) كلامه. . . . .
فإذا أراد الشاعر بناء قصيدة مخض (7) المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه في فكره نثرا و أعدّ له ما يلبسه إياه من الألفاظ التي تطابقه و القوافي التي توافقه و الوزن الذي يسلس (8) القول عليه. فإذا اتّفق له بيت يشاكل المعنى الذي يرومه(9) أثبته و أعمل فكره في شغل القوافي بما تقتضيه من المعاني على غير تنسيق للشعر و ترتيب لفنون القول فيه، بل يعلّق(10) كلّ بيت يتّفق له نظمه على (ما يمكن أن يكون من) تفاوت (11) بينه و بين ما قبله. فإذا كملت له المعاني و كثرت الأبيات وفّق بينها بأبيات تكون نظاما لها و سلكا جامعا لما تشتّت منها. ثمّ يتأمّل ما قد أدّاه إليه طبعه و نتيجة فكرته فيستقصي انتقاده و يرمّ ما وهى (12) منه و يبدّل بكلّ لفظة مستكرهة لفظة سهلة نقيّة. و ان اتّفقت له قافية قد شغلها في معنى من المعاني و اتّفق له معنى آخر مضادّ للمعنى الآخر-و كانت تلك القافية أوقع (13) في المعنى الثاني منها في المعنى الأوّل-نقلها إلى المعنى المختار الذي هو أحسن و أبطل ذلك البيت أو نقض بعضه (14) و طلب لمعناه قافية تشاكله. . . .
و قد جمعنا ما اخترناه من أشعار الشعراء في كتاب سمّيناه «تهذيب الطبع» يرتاض من تعاطى قول الشعر بالنظر فيه و يسلك المنهاج الذي سلكه الشعراء و يتناول المعاني اللطيفة كتناولهم إيّاها و يحتذي على تلك الأمثلة التي طرّقوا أقوالهم (15) فيها. . . .
___________________
1) راجع القصيدة و سبب نظمها في معجم الأدباء 17:145-149.
2) العروض (بفتح العين، و هي لفظة مؤنثة) : ميزان الشعر. و لعل «الحذق به» -الحذق في علم الشعر.
3) الصفات: الأوصاف (جمع وصف، أحد فنون الشعر) .
4) السبيكة (القطعة المصبوبة من المعدن) المفرغة (المصبوبة مرة واحدة حتى لا يعرف أحد من أين تبتدئ و لا إلى أين تنتهي) .
5) الوشي: التطريز. المنمنم: المزخرف (زخرفا دقيقا على نظام معلوم) .
6) المونق: الجميل الذي يسر العين.
7) مخض فلان اللبن: (وضعه في وعاء ثم حركه) حتى ينفصل الزبد من المخيض (الماء الباقي بعد انفصال الزبد) .
8) يسلس: يلين و يسهل.
9) يشاكل: يشابه، يوافق. يروم: يطلب.
10) علق: أثبت، دون، كتب.
11) التفاوت: التباين، اختلاف الشيء الواحد في أحوال متعددة (على غير نظام معين) .
12) رم: أصلح. و هى: ضعف.
13) أوقع: أحسن موقعا (أكثر موافقة) .
14) نقض: هدم.
15) احتذى فلان شيئا: صنع الأشياء على مثاله. طرقوا أقوالهم فيها: جعلوا أقوالهم (شعرهم و نثرهم) طرائق (أنواعا) . . .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|