المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تقويم جزيرة صقلية وعمل العرب فيها.
2023-08-17
امتناع الخلاء. (1)
1-07-2015
Phrasal compounds
25-1-2022
المنافسة السياسية والفكرية سبب من اسباب الخوف عند الكبار
22-04-2015
التصوير الإشعاعي الذاتي autoradiography
8-12-2017
العوامل التي تؤثر في توزيع النباتات
31-5-2016


إبراهيم بن المهدي  
  
5142   06:25 مساءاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص230-232
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-06-2015 3898
التاريخ: 27-1-2016 3160
التاريخ: 20-7-2019 8398
التاريخ: 29-12-2015 2817

هو أبو إسحاق إبراهيم بن الخليفة المهديّ و أخو هارون الرشيد، ولد في أول شهر ذي القعدة من سنة 162 ه‍(19-7-779 م) . و كانت أم ابراهيم جارية سوداء اسمها شكلة (بفتح الشين أو كسرها) فنشأ هو أسود عظيم الجثّة فكان يسمّى التنّين.

كان ابراهيم بن المهدي منصرفا إلى الغناء و العزف على الطنبور و إلى قول الشعر، و قد أخذ بعض غنائه عن أخته عليّة. و ليس في حياته من الأحداث سوى مبايعته بالخلافة:

لمّا جعل المأمون، و هو في مرو، ولاية العهد لعليّ الرضا، في 2 رمضان سنة 210 ه‍(24-3-817 م) غضب العبّاسيون في بغداد فخلعوا طاعة المأمون و بايعوا إبراهيم بن المهدي (آخر ذي الحجّة 201 ه‍-أواخر تموز- يوليو 817 م) . فبعث المأمون لقتال ابراهيم جيشا بقيادة الحسن بن سهل فهزم الحسن بن سهل جيوش ابراهيم و دخل بغداد (أواخر سنة 203 ه‍ -819 م) ، فانسحب ابراهيم من ميدان الحياة العامّ، و لكنّه ظلّ يهجو المأمون.

ثم انتقل المأمون من مرو إلى بغداد (204 ه‍) ، و لكن لم يظفر بإبراهيم إلاّ بعد بضع سنين فسجنه مدّة (سنة 210 ه‍) لفحش هجائه فيه ثم أطلقه. و كانت وفاة ابراهيم بن المهديّ في سامرّا في 7 رمضان 224 ه‍(تموز-يوليو 839 م) .

خصائصه الفنّيّة:

كان ابراهيم بن المهديّ شاعرا مكثرا محسنا رقيق الشعر، و كان حسن الضرب على الطنبور حسن الغناء يغنّي في أشعاره. و فنون شعره الغزل و النسيب و المدح و الهجاء، و له رثاء و خمر ثم شيء من النثر في رسائل إخوانية.

المختار من شعره:

- بعد أن أكثر ابراهيم بن المهدي من هجاء المأمون اعتذر اليه و قال يمدحه بقصيدة مطلعها:

يا خير من ذملت يمانية به... بعد الرسول لآيس أو طامع (1)

ثم قال:

و عفوت عمّن لم يكن عن مثله... عفو، و لم يشفع إليك بشافع

إلاّ العلوّ عن العقوبة بعد ما... ظفرت يداك بمستكين خاضع

فرحمت أطفالا كأفراخ القطا و عويل عانسة كقوس النازع (2)

قسما و ما أدلي إليك بحجّة... إلاّ التضرّع من مقرّ خاشع

ما إن عصيتك، و الغواة تمدني... أسبابها، إلاّ بنيّة طائع (3)

- لما استخفى ابراهيم بن المهديّ من المأمون، كانت تقوم على خدمته جارية جميلة فقال في النسيب بها:

يا غزالا لي إليه... شافعٌ من مقلتيه

و الذي أجللت خدْ... دَيه فقبّلت يديه

بأبي وجهك ما أكـ...ـثر حسّادي عليه

أنا ضيف، و جزاء الضـ...ـيف إحسانٌ إليه

- و له في النسيب:

و نهيت نومي عن جفوني فانتهى، و أمرت ليلي أن يطول فطالا.

نظر العيون إلى العيون هو الذي جعل العيون على العيون وبالا (4)

__________________

1) ذملت يمانية به: (سارت به ناقة يمانية سيرا لينا) .

2) أفراخ القطا: كناية عن صغار الطير التي لا تستطيع نهوضا (طيرانا و لا العناية بنفسها في مطعمها الخ) . . العويل: شدة البكاء. العانسة (في القاموس: العانس) الفتاة التي كبرت و لم تتزوج. و العانسة: الناقة السمينة. كقوس النازع: شديدة الانحناء (كناية عن كبرها في السن) -لأن القوس إذا نزع فيها الانسان (جعل سهما في وترها ثم جذبه اليه) كثر انحناؤها.

3) أنا اضطررت إلى مجاراة الغواة (الذين ضلوا ثم دفعوني إلى العصيان عليك) بينما كنت بيني و بين نفسي مطيعا لك (لا أريد الثورة عليك) .

4) الوبال: الهلاك.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.