المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6194 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

أدلّة منكري العدل الإلهي
27-11-2015
آلية عمل السلطة الانضباطية
2023-07-16
أفضل السبل لتربية الشبان
2023-04-11
اللحظات الأخيرة
5-7-2017
السيد الحسين بن علي بن الحسين بن شدقم
13-6-2017
معنى كلمة سير
19-11-2015


المفضّل بن عمر  
  
5902   11:29 صباحاً   التاريخ: 7-9-2016
المؤلف : اللجنة العلمية
الكتاب أو المصدر : معجم رجال الحديث - موسوعة طبقات الفقهاء
الجزء والصفحة : .......
القسم : الحديث والرجال والتراجم / اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-9-2017 2950
التاريخ: 4-9-2016 2277
التاريخ: 8-8-2017 1528
التاريخ: 29-7-2017 1752

اسمه:

المفضّل بن عمر الجعفي، الفقيه المحدث أبو عبد اللّه، وقيل: أبو محمد الكوفي. ولد بالكوفة في نهاية القرن الاَوّل، في أيام الاِمام محمد الباقر - عليه السّلام- (نحو 100 هـ ـ قبل 183هـ).

أقوال العلماء فيه:

ـ قال النجاشي  " مفضل بن عمر أبو عبدالله ، قيل أبو محمد الجعفي : وفي ، فاسد المذهب ، مضطرب الرواية ،لا يعبأ به ، قيل : إنه كان خطابيا ،وقد ذكرت له مصنفات لا يعول عليها " .

ـ ذكره الشيخ الطوسي في رجاله تارة : في أصحاب الصادق (عليه السلام ) ، قائلا : " مفضل بن عمر الجعفي الكوفي " . وأخرى . في أصحاب الكاظم (عليه السلام) ، قائلا : " مفضل بن عمر ، لقي أبا عبدالله عليه السلام " .

ـ عده البرقي في أصحاب الصادق (عليه السلام) ، قائلا : " المفضل بن عمر الجعفي ، مولى ، كوفي " .

ـ قال ابن الغضائري : " المفضل بن عمر الجعفي ، أبوعبدالله ، ضعيف متهافت ، مرتفع القول ، خطابي ، وقد زيد عليه شيء كثير ، وحمل الغلاة في حديثه حملا عظيما ، ولا يجوز أن يكتب حديثه ، وروى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام " . ( إنتهى ) .

ـ  عده الشيخ المفيد من خاصة أبي عبدالله (عليه السلام) وبطانته ، وثقاته الفقهاء الصالحين . ممن روى النص بالإمامة من أبي عبدالله عليه السلام على ابنه أبي الحسن موسى (عليه السلام)،  وعده الشيخ من الممدوحين .

قال السيد الخوئي : كلام الشيخ هذا كالصريح في اعتماده على المفضل بن عمر ، وأنه

غير مطعون عليه .

ـ عد ابن شهر آشوب المفضل بن عمر الجعفي من خواص أصحاب الصادق (عليه السلام) .

وعده من الثقات الذين رووا صريح النص على موسى بن جعفر عليهما السلام من أبيه

نبذه من حياته :

كان من كبار العلماء، ومن فقهاء الرواة، أخذ العلوم عن الاِمام أبي عبد اللّه الصادق - عليه السّلام- وروى عنه وعن الاِمام موسى الكاظم - عليه السّلام- ، ووقع في اسناد كثير من الروايات عن أئمّة أهل البيت - عليهم السّلام- تبلغ مائة وأحد عشر مورداً، واتّهمه جماعة بالغلو وبغير ذلك، إلاّ أنّ كثيراً من العلماء رجّح وثاقته، بل جلالة قدره، ونفوا عنه هذه التهم فقد عدّه الشيخ المفيد من شيوخ أصحاب أبي عبد اللّه - عليه السّلام- وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين.

وذكره الشيخ الطوسي في السفراء الممدوحين، حيث روي أنّ الاِمام الصادق - عليه السّلام- جعله وكيله بعد وفاة عبد اللّه بن أبي يعفور. كما رويت فيه عدة روايات عن الاَئمّة - عليهم السّلام- ، تشير إلى أنّه كان محموداً عندهم، فعن يونس بن يعقوب، قال: أمرني أبو عبد اللّه - عليه السّلام- أن آتي المفضل وأعزّيه بإسماعيل وقال:

اقرأ المفضل السلام وقل له: إنّا قد أُصبنا بإسماعيل فصَبَرنا فاصبر كما صبرنا، إذا أردنا أمراً وأراد اللّه عزّ وجلّ أمراً فسلّمنا لأمر اللّه عزّ وجلّ. وعن موسى بن بكر قال: كنت في خدمة أبي الحسن - عليه السّلام- ، ولم أكن أرى شيئاً يصل إليه إلاّ من ناحية المفضل بن عمر ولربّما رأيت الرجل يجيء بالشيء فلا يقبله منه ويقول: أوصله إلى المفضل.

وروي أنّ الاِمام الكاظم - عليه السّلام- ترحّم عليه، وقال: أما إنّه قد استراح. قيل: يكفي في جلالة المفضل تخصيص الاِمام الصادق - عليه السّلام- إياه بكتابه المعروف بتوحيد المفضل، وهو الذي سماه النجاشي بكتاب «فكر» و في ذلك دلالة واضحة على أنّ المفضل كان من خواص أصحابه ومورد عنايته.

وللمفضل بن عمر وصية قيمة حافلة بأخلاق أهل البيت - عليهم السّلام- وآدابهم وسيرتهم، أوصى بها إخوانه، وهي طويلة، نكتفي بذكر بعض فقراتها: أُوصيكم بتقوى اللّه وحده لا شريك له، وشهادة أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمداً عبده ورسوله، اتقوا اللّه وقولوا قولاً معروفاً، وابتغوا رضوان اللّه، واخشوا سخطه، وحافظوا على سنّة اللّه، ولا تتعدّوا حدود اللّه، وراقبوا اللّه في جميع أُموركم، وارضوا بقضائه فيما لكم وعليكم. عليكم بالفقه في دين اللّه والورع عن محارمه، وحسن الصحبة لمن صحبكم برّاً كان أو فاجراً. ألا وعليكم بالورع الشديد فانّ ملاك الدين الورع، صلوا الصلوات لمواقيتها وأدّوا الفرائض على حدودها. ألا ولا تقصروا فيما فرض اللّه عليكم، وبما يرضى عنكم، فإنّي سمعت أبا عبد اللّه - عليه السّلام- يقول: «تفقهوا في دين اللّه ولا تكونوا أعراباً، فانّه من لم يتفقه في دين اللّه لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة». عليكم بولاية آل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم- ، أصلحوا ذات بينكم، ولا يغتب بعضكم بعضاً، تزاوروا وتحابّوا وليُحسن بعضكم إلى بعض. لا تغضبوا من الحق إذا قيل لكم، ولا تبغضوا أهل الحق إذا صدعوكم به، فإنّ الموَمن لا يغضب من الحق إذا صدع به ، هذا وقد روى الكشي في شأن المفضل عدة روايات ، منها مادحة ومنها ذامة ،

أما المادحة فهي كما تلي.

" محمد بن مسعود ، قال : حدثني عبدالله بن خلف ، قال : حدثنا علي بن حسان الواسطي ، قال : حدثني موسى بن بكير ، قال : سمعت أبا الحسن يقول لما أتاه موت المفضل بن عمر ، قال : رحمه الله ، كان الوالد بعد الوالد ، أما انه قد استراح .

محمد بن مسعود ، عن إسحاق بن محمد البصري ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن بشير الدهان ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام لمحمد بن كثير الثقفي : ما تقول في المفضل بن عمر ؟ قال : ما عسيت أن أقول فيه ، لو رأيت في عنقه صليبا ، وفي وسطه ( كسطحا ) لعلمت أنه على الحق ، بعد ما سمعتك تقول فيه ما تقول . قال : رحمه الله ، لكن حجر بن زائدة ، وعامر ابن جذاعة أتياني فشتماه عندي فقلت لهما : لا تفعلا فإني أهواه ، فلم يقبلا فسألتهما وأخبرتهما أن الكف عنه حاجتي فلم يفعلا ، فلا غفر الله لهما ، أما إني لو  كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم علي ، ولقد كان كثير عزة في مودته لها أصدق منهما في مودتهما لي ، حيث يقول : لقت علمت بالغيب أني أخونها * إذا هو لم يكرم علي كريمها أما إني لو كرمت عليهما لكرم من يكرم علي .

حدثني أبو القاسم نصر بن الصباح - وكان غاليا - حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري - وهو غال وكان من أركانهم أيضا - قال : حدثني محمد بن الحسن بن شمون - وهو أيضا منهم - قال : حدثني محمد بن سنان - وهو كذلك - عن بشير النبال أنه قال : قال أبوعبدالله عليه السلام لمحمد ابن كثير الثقفي - وهو من أصحاب المفضل بن عمر أيضا - : ما تقول في المفضل ابن عمر ؟ وذكر مثل حديث إسحاق بن محمد البصري سواء .

حدثني إبراهيم بن محمد م ، قال : حدثني سعد بن عبدالله القمي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن أحمد ، عن أسد بن أبي العلاء ، عن هشام بن أحمد ، قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن المفضل بن عمر ، وهو في ضيعة له في يوم شديد الحر ، والعرق يسيل على صدره ، فابتدأني فقال : نعم والله الذي لا إله إلا هو ، المفضل بن عمر الجعفي ، حتى أحصيت نيفا وثلاثين مرة يقولها ويكررها ، قال :

إنما هو والد بعد الوالد .

قال الكشي : أسد بن أبي العلاء يروي المناكير ، لعل هذا الخبر إنما روي في حال استقامة المفضل قبل أن يصير خطابيا " .

قال السيد الخوئي : وهذه الرواية رواها الشيخ بإسناده ، عن هشام بن أحمر باختلاف يسير . الغيبة : في الموضع المتقدم .

" وحكى نصر بن الصباح . عن ابن أبي عمير بإسناده ، أن الشيعة حين  أحدث أبو الخطاب ما أحدث خرجوا إلى أبي عبدالله عليه السلام ، فقالوا : أقم لنا رجلا نفزع إليه في أمر ديننا وما نحتاج إليه من الاحكام . قال : لا تحتاجون إلى ذلك ، متى ما احتاج أحدكم عرج إلي وسمع مني وينصرف ، فقالوا : لابد فقال : قد أقمت عليكم المفضل اسمعوا منه واقبلوا عنه ، فإنه لا يقول على الله ،وعلي إلا الحق ، فلم يأت عليه كثير شئ حتى شنعوا عليه وعلى أصحابه ، وقالوا أصحابه لا يصلون ، ويشربون النبيذ ، وهم أصحاب الحمام ، ويقطعون الطريق والمفضل يقربهم ويدنيهم .

حدثني حمدويه بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن محمد بن عمر ابن سعيد الزيات . عن محمد بن حريز ، قال : حدثني بعض أصحابنا من كان عند أبي الحسن الثاني عليه السلام جالسا ، فلما نهضوا قال لهم : القوا أبا جعفر عليه السلام فسلموا عليه واحدثوا به عهدا ، فلما نهض القوم التفت إلي وقال : يرحم الله المفضل إنه كان ليكتفي بدون هذا " .

قال السيد الخوئي : رواها محمد بن يعقوب بإسناده ، عن يحيى بن حبيب الزيات ، قال : أخبرني من كان عند أبي الحسن الرضا عليه السلام جالسا ، وذكر مثل ما ذكره

الكشي باختلاف يسير .

وحدثني محمد بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبدالله ، عن أحمد بنى محمد بن عيسى ، عن البرقي ، عن عثمان بن عيسى ، عن خالد بن نجيح الجوان ، قال : قال لي أبو الحسن عليه السلام : ما يقولون في المفضل بن عمر ؟ فقلت : يقولون فيه هبه يهوديا أو نصرانيا وهو يقوم بأمر صاحبكم ، قال : ويلهم ما أخبث ما أنزلوه ما عندي كذلك ، ومالي فيهم مثله .

علي بن محمد ، قال : حدثني سلمة بن الخطاب ، عن علي بن حسان ، عن موسى بن بكير ، قال : كنت في خدمة أبي الحسن عليه السلام ولم أكن أرى شيئا يصل إلى إلا من ناحية المفضل بن عمر ، ولربما رأيت الرجل يجئ بالشيء فلا يقبله   منه ويقول ، أوصله إلى المفضل " .

قال السيد الخوئي : هذه الرواية رواها الشيخ أيضا بإسناده ، عن موسى بن بكر في الموضع المتقدم من الغيبة .

وأما الروايات الذامة فهي كما تلي ، قال الكشي:

" جبرئيل بن أحمد ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن حماد بن عثمان ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول للمفضل بن عمر الجعفي : يا كافر يا مشرك مالك ولا بني ، يعني إسماعيل بن جعفر وكان منقطعا إليه ، يقول فيه مع الخطابية ثم رجع بعده .

حدثني الحسين بن علي بندار القمي ، قال : حدثني سعد بن عبدالله بن أبي خلف القمي ، قال : حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، والحسن بن موسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله بن مسكان ، قال : دخل حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة الازد على أبي عبدالله عليه السلام ، فقالا له : جعلنا فداك إن المفضل بن عمر يقول : إنكم تقدرون أرزاق العباد . فقال : والله ما يقدر أرزاقنا إلا الله ، ولقد احتجت إلى طعام لعيالي فضاق صدري ، وابلغت إلى الفكرة في ذلك حتى أحرزت قوتهم . فعندها طابت نفسي لعنه الله وبرئ منه . قالا : أفتلعنه وتتبرأ منه ؟ قال : نعم فالعناه وابرءا منه ، وبرئ الله ورسوله منه .

قال : نصر بن الصباح رفعه عن محمد بن سنان ، عن عدة من أهل الكوفة كتبوا إلى الصادق عليه السلام ، فقالوا : إن المفضل يجالس الشطار ، وأصحاب الحمام ، وقوما يشربون الشراب ، ينبغي أن تكتب إليه وتأمره ألا يجالسهم ، فكتب إلى المفضل كتابا وختمه ودفعه إليهم ، وأمرهم أن يدفعوا الكتاب من أيديهم إلى يد المفضل ، فجاؤا بالكتاب إلى المفضل ، منهم مزرارة ، وعبدالله بن بكير ، ومحمد  بن مسلم ، وأبو بصير ، وحجر بن زائدة ، ودفعوا الكتاب إلى المفضل ، ففكله وقرأه .

قال السيد الخوئي : هذه الروايات أيضا ضعاف ، إلى الروايتين الثانية ، والرابعة ، ثم إن

الكشي ذكر رواية في ترجمة المفضل لا مادحة ، ولا ذامة ، وهي هذه :

" حدثني محمد بن مسعود ، قال : حدثني إسحاق بن محمد البصري ، قال : حدثني عبدالله بن القاسم ، عن خالد بن الجوان ، قال : كنت أنا ، والمفضل بن عمر ، وناس من أصحابنا بالمدينة ، وقد تكلمنا في الربوبية . قال فقلنا مروا إلى باب أبي عبدالله عليه السلام حتى نسأله ، فقمنا بالباب ، قال : فخرج إلينا وهو يقول : بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون . قال الكشي : إسحاق ، وعبدالله ، وخالد ، من أهل الارتفاع " .

ثم إنه قد وردت عدة روايات أخر مادحة في المفضل بن عمر ، غير ما تقدم .فروى محمد بن سنان ، قال : دخلت على أبي الحسن عليه السلام قبل أن يحمل إلى العراق بسنة ، وعلي ابنه عليه السلام بين يديه ، فقال لي : يا محمد ، فقلت : لبينك ، قال : إنه سيكون في هذه النسخة ، حركة ( إلى أن قال ) : يا محمد إن المفضل كان أنسي ومستراحي .

وتقدمت الرواية عن الكليني ، والكشي ، والصدوق في ترجمة محمد بن سنان ، وروى محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى . عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن مفضل ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة ، فافتدعا من مالي .

وروى عن محمد بن يحيى ، عن علي بن الحكم ، عن يونس بن يعقوب ، قال : أمرني أبوعبدالله عليه السلام أن آتي المفضل وأعزيه بإسماعيل ، وقال : إقرأ المفضل السلام وقل له : إنا قد أصبنا بإسماعيل فصبرنا ، فأصبر كما صبرنا ، إنا أردنا أمرا ، وأراد الله عزوجل أمرا ، فسلمنا لأمر الله عزوجل .

قال السيد الخوئي : هذه الرواية تدل على شدة علاقة الصادق عليه السلام بالمفضل بن عمر ، والرواية صحيحة .

والذي يتحصل مما ذكرنا أن نسبة التفويض والخطابية إلى المفضل بن عمر لم تثبت ، فإن ذلك وإن تقدم عن ابن الغضائري ، إلا أن نسبة الكتاب إليه لم تثبت ، كما مرت الاشارة إليه غير مرة ، وظاهر كلام الكشي وإن كان أن المفضل كان مستقيما ثم صار خطابيا ، إلا أن هذا لا شاهد عليه ، ويؤكد ذلك كلام النجاشي حيث قال : " وقيل إنه كان خطابيا " فإن يشعر بعدم ارتضائه ، وأنه قول قاله قائل .

وأما ما تقدم من الروايات الواردة في ذمه فلا يعتمد بما هو ضعيف السند منها ، نعم إن ثلاث روايات منها تامة السند ، إلا أنه لا بد من رد علمها إلى أهلها ، فإنها لا تقاوم ما متقدم من الروايات الكثيرة المتضافرة التي لا يبعد دعوى العلم بصدورها من المعصومين إجمالا ، على أن فيها ما هو الصحيح سندا ، فلابد من حملها على ما حملنا عليه ما ورد من الروايات في ذم زرارة ، ومحمد بن مسلم ، ويزيد ابن معاوية وأضرابهم .

ويؤكد ذلك أن الاختلاف إنما هو في الروايات التي رويت عن الصادق عليه السلام . وأما روى عن الكاظم والرضا عليهما السلام فكلها مادحة على ماتقدم . وهذا يكشف عن أن القدح الصادر عن الصادق سلام الله عليه إنما كان لعلة .

ويكفي في جلالة المفضل تخصيص الامام الصادق عليه السلام إياه بكتابه المعروف بتوحيد المفضل ، وهو الذي سماه النجاشي بكتاب فكر ، وفي ذلك دلالة واضحة على أن المفضل كان من خواص أصحابه ومورد عنايته .  أضف إلى ذلك ما تقدم من توثيق الشيخ المفيد إياه صريحا ، ومن عد الشيخ إياه من السفراء الممدوحين ، وأما ما ذكره النجاشي من أنه كان " فاسد الذهب " . مضطرب الرواية ، لا يعبأ به . . وقد ذكرت له مصنفات لا يعول عليها " ففيه

تفصيل :

أما قوله فهو فاسد المذهب ، فيعارضه ما تقدم من الشيخ المفيد من عده من الفقهاء الصالحين ومن خاصة أبي عبدالله عليه السلام ، وبطانته . ولا يسعنا إلا ترجيح كلام الشيخ المفيد على كلام النجاشي من جهة معاضدته بما تقدم من الروايات التي لا يبعد دعوى التبادر الاجمالي فيها . وأما قوله : مضطرب الرواية ، فهو إن صح لا يكشف عن عدم الوثاقة ، كما تقدم بيانه في ترجمة المعلى بن محمد البصري . وأما قوله : وقد ذكرت له مصنفات لا يعول عليها فهو مبني على ما ذكره من أنه فاسد المذهب ، مضطرب الرواية ، وقد عرفت الحال فيه ، على أن الظاهر كلامه أن هذه المصنفات لم يعلم أنها مصنفات المفضل ، وإنما هو أمر مذكور ، والطريق الذي ذكره إلى كتبه ضعيف . والنتيجة أن المفضل بن عمر جليل ، ثقة ،

أثاره:

صنّف عدّة كتب منها: كتاب «يوم وليلة» وكتاب «فكر»، وكتاب «بدء الخلق والحث على الاعتبار» وكتاب «علل الشرائع». وكتاب «التوحيد» هذا هو مجموعة من الدروس، أملاها عليه الاِمام الصادق - عليه السّلام- ، ومنها من حكم الاَسرار، وأسرار الحكم ما خفي على الكثير علمها، حيث ذكر فيها - عليه السّلام- من بدائع خلق اللّه تعالى وغرائب صُنعه في الانسان والحيوان والنبات والشجر وغير ذلك ما يدل على قدرة اللّه تعالى في خلقه، وتدبيره، وإرادته.*

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ينظر: معجم رجال الحديث ج19/رقم الترجمة 12615، وموسوعة طبقات الفقهاء ج566/2.




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)