أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-12-2015
5288
التاريخ: 22-9-2020
3511
التاريخ: 22-12-2015
3724
التاريخ: 24-12-2015
2069
|
(أبو أيوب الأنصاري) أبو أيوب خالد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار وهو تيم ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي من بنى النجار كان من كبار الصحابة شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد وكان سيدا معظما من سادات الأنصار وهو صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وآله نزل عنده لما خرج من بنى عمرو ابن عوف حين قدم المدينة مهاجرا من مكة فلم يزل عنده حتى بنى مسجده ومساكنه ثم أنتقل إليها.
وروى ابن شهرآشوب في المناقب مرفوعا عن سلمان (رض) قال لما قدم النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة تعلق الناس بزمام الناقة فقال النبي صلى الله عليه وآله يا قوم دعوا الناقة فهي مأمورة فعلى باب من بركت فانا عنده فأطلقوا زمامها وهي تهف في السير حتى دخلت المدينة فبركت على باب أبى أيوب الأنصاري ولم يكن في المدينة أفقر منه فانقطعت قلوب الناس حسرة على مفارقة النبي صلى الله عليه وآله فنادى أبو أيوب يا أماه افتحي الباب فقد قدم سيد البشر وأكرم ربيعة ومضر محمد المصطفى والرسول المجتبى فخرجت وفتحت الباب وكانت عمياء فقالت وا حسرتاه ليت كان لي عين أبصر بها إلى وجه سيدي رسول الله فكان أول معجزة النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة انه وضع كفه على وجه أم أبى أيوب فانفتحت عيناها.
قال الذهبي وفد أبو أيوب على ابن عباس بالبصرة فقال انى أخرج عن مسكني لك كما خرجت عن مسكنك لرسول الله صلى الله عليه وآله فأعطاه ذلك وعشرين الف درهما وأربعين عبدا. وكان أبو أيوب من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين " عليه السلام " وأنكر على أبى بكر تقدمه على علي " عليه السلام " وروى عن الصادق " عليه السلام " انه قام في ذلك اليوم فقال اتقوا الله عباد الله في أهل بيت نبيكم وأوردوا إليهم حقهم الذي جعله الله لهم فقد سمعتم مثل سمع إخواننا في مقام بعد مقام لنبينا صلى الله عليه وآله ومجلس بعد مجلس يقول أهل بيتي أئمتكم بعدي ويومئ إلى على " عليه السلام " ويقول هذا أمير البررة وقاتل الكفرة مخذول من خذله منصور من نصره فتوبوا إلى الله من ظلمكم ان الله تواب رحيم ولا تتولوا عنه مدبرين ولا تتولوا عنه معرضين قال أبو عمر بن عبد البر في كتاب الاستيعاب ان أبا أيوب شهد مع علي " عليه السلام " مشاهده كلها. وروى عن الكلبي وابن اسحق قالا شهد معه يوم الجمل وصفين وكان على مقدمته يوم النهروان.
وقال إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفين قال حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثنا ابن فضيل قال حدثنا الحسن بن الحكم النخعي عن رباح بن الحرث النخعي قال كنت جالسا عند على إذ قدم قوم متلثمون فقالوا السلام عليك يا مولانا فقال أو لستم قوما عربا قالوا بلى ولكنا سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله قال فلقد رأيت عليا ضحك حتى بدت نواجده ثم قال اشهدوا ثم إن القوم مضوا إلى رحالهم فتبعتهم فقلت لرجل منهم من القوم قال نحن رهط من الأنصار وذاك يعنون رجلا منهم أبو أيوب الأنصاري صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وآله قال فأتيته فصافحته.
وروى هذا الخبر بعبارة أخرى عن رياح بن الحرث المذكور قال كنت في الرحبة مع أمير المؤمنين " عليه السلام " إذ أقبل ركب يسيرون حتى أناخوا بالرحبة ثم أقبلوا يمشون حتى أتوا عليا " عليه السلام " فقالوا السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته قال من القوم قالوا مواليك يا أمير المؤمنين قال فنظرت إليه وهو يضحك ويقول من أين وأنتم قوم عرب قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم وهو آخذ بعضدك يقول أيها الناس الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قلنا بلى يا رسول الله صلى الله عليه وآله قال إن الله مولاي وانا مولى المؤمنين وعلى مولى من كنت مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقال " عليه السلام " أنتم تقولون ذلك قالوا نعم قال " عليه السلام " وتشهدون عليه قالوا نعم قال " عليه السلام " صدقتم فانطلق القوم وتبعتهم فقلت لرجل منهم من أنتم يا عبد الله قال نحن رهط من الأنصار وهذا أبو أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذت بيده فسلمت عليه وصافحته.
وروى ابن ديزيل في كتاب صفين أيضا عن يحيى بن سليمان عن إبراهيم الهجري عن أبي صادق قال قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق فأهدت له الا رد جزورا فبعثوها معي فدخلت إليه وسلمت عليه وقلت له يا أبا أيوب قد كرمك الله بصحبة نبيه صلى الله عليه وآله ونزوله عليك فمالي أراك تستقبل الناس بسيفك تقاتل هؤلاء مرة وهؤلاء مرة قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلينا ان نقاتل مع علي " عليه السلام " الناكثين فقد قاتلناهم وعهد إلينا ان نقاتل معه القاسطين فهذا وجهنا إليهم يعنى معاوية وأصحابه وعهد إلينا ان نقاتل معه المارقين ولم أرهم بعد.
وروى أبو بكر محمد بن الحسن الآجري تلميذ أبى بكر بن داود السجستاني في الجزء الثاني من كتاب الشريعة بإسناده ان علقمة بن قيس والأسود بن يزيد قالا أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا ان الله تعالى أكرمك بمحمد صلى الله عليه وآله إذ أوحى إلى راحلته فبركت على بابك وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ضيفك فضيلة فضلك الله بها ثم خرجت تقاتل مع علي بن أبي طالب فقال مرحبا بكما وأهلا وإنني أقسم لكما بالله لقد كان رسول الله في هذا البيت الذي أنتما فيه وما في البيت غير رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى " عليه السلام " جالس عن يمينه وانا قائم بين يديه وأنس إذ حرك الباب فقال رسول الله يا أنس أنظر من بالباب فخرج فنظر ورجع فقال هذا عمار بن ياسر قال أبو أيوب فسمعت رسول الله يقول يا أنس افتح لعمار الطيب ابن الطيب ففتح الباب فدخل عمار فسلم على رسول الله فرد عليه السلام ورحب به وقال يا عمار سيكون في أمتي بعدي هناة واختلاف حتى يختلف السيف بينهم حتى يقتل بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض فان رأيت ذلك فعليك بهذا الذي عن يميني يعنى عليا " عليه السلام " وان سلك الناس كلهم واديا فاسلك وادى على وخل الناس طرا، يا عمار ان عليا لا يزل عن هدى يا عمار ان طاعة على من طاعتي وطاعتي من طاعة الله تعالى.
وروى الخطيب في تاريخه ان علقمة والأسود أتيا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقالا له يا أبا أيوب ان الله أكرمك بنزول محمد صلى الله عليه وآله وبمجئ ناقته تفضلا من الله تعالى واكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس جميعا ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب أهل لا إله إلا الله فقال يا هذا ان الرائد لا يكذب أهله ان رسول الله صلى الله عليه وآله أمرنا بقتال ثلاثة مع علي " عليه السلام " بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين فأما الناكثون فقد قاتلناهم وهم أهل الجمل طلحة والزبير واما القاسطون فهذا منصرفنا عنهم يعنى معاوية وعمرو بن العاص واما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروان والله ما أدرى أين هم ولكن لابد من قتالهم انشاء الله تعالى ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعمار تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك على الحق والحق معك يا عمار ان رأيت عليا سلك واديا وسلك الناس كلهم واديا فاسلك مع علي فإنه لن يرديك في ردئ ولن يخرجك من هدى يا عمار من تقلد سيفا أعان به عليا قلده الله يوم القيامة وشاحين من در ومن تقلد سيفا أعان به عدو على " عليه السلام " قلده الله وشاحين من النار قلنا يا هذا حسبك رحمك الله.
وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين قال حدثنا عمرو بن سعد عن الأعمش قال كتب معاوية إلى أبى أيوب الأنصاري وكان من شيعة على " عليه السلام " كتابا وكتب إلى زياد بن سمية وكان عاملا لعلى " عليه السلام " على بعض فارس كتابا ثانيا فأما كتابه إلى أبى أيوب الأنصاري فكان سطرا واحدا حاجيتك لا تنسى الشيباء أبا عذرها ولا قاتل بكرها فلم يدر أبو أيوب ما هو قال فأتى به عليا فقال يا أمير المؤمنين ان معاوية كهف المنافقين كتب إلى بكتاب لا أدرى ما هو قال علي عليه السلام فأين الكتاب فدفعه إليه فقرأه قال نعم هذا مثل ضربه لك يقول ما أنسى الذي لا تنسى الشيباء لا تنسى أبا عذرها والشيباء المرأة البكر ليلة افتضاضها لا تنسى بعلها الذي افترعها ابدا ولا تنسى قاتل بكرها وهو أول ولدها كذلك لا أنسى انا قتل عثمان وأما الكتاب الذي كتبه إلى زياد فإنه كان وعيدا وتهديدا فقال زياد وبلى على معاوية كهف المنافقين وبقية الأحزاب يهددني ويتوعدني وبيني وبينه ابن عم محمد صلى الله عليه وآله معه سبعون ألفا سيوفهم على عواتقهم يطيعونه في جميع ما يأمرهم به لا يلتفت رجل منهم وراءه حتى يموت اما والله لأن ظفر ثم خلص إلى ليجدني احمر ضرابا بالسيف، قال نصر بن مزاحم احمر أي مولى فلما ادعاه معاوية عاد عربيا منافيا.
قال نصر وروى عمر بن شمران معاوية كتب في أسفل كتابه إلى أبى أيوب الأنصاري.
أبلغ لديك أبا أيوب مألكة * انا وقومك مثل الذئب والنقد
اما قتلتم أمير المؤمنين فلا * ترجوا الهوادة منا آخر الأبد
ان الذي نلتموه ظالمين له * أبقت حزازته صدعا على كبدي
انى حلفت يمينا غير كاذبة * لقد قتلتم إماما غير ذوي أود
لا تحسبوا انني أنسى مصائبه * وفى البلاد من الأنصار من أحد
في أبيات اخر فلما قرأ الكتاب على " عليه السلام " قال لشد ما شحذكم معاوية يا معشر الأنصار أجيبوا الرجل فقال أبو أيوب يا أمير المؤمنين انى ما شاء ان أقول شيئا من الشعر تعبي به الرجال إلا قلته قال عليه السلام فأنت إذا أنت فكتب أبو أيوب إلى معاوية اما بعد فإنك كتبت لا تنسى الشيباء أبا عذرها ولا قاتل بكرها فضربتها مثلا لقتل عثمان وما نحن وما قتل عثمان ان الذي تربص بعثمان وثبط يزيد بن أسد وأهل الشام عن نصرته لأنت وان الذي قتلوه لغير الأنصار وكتب في آخر كتابه:
لا توعدنا ابن حرب إننا نفر * لا نبتغي ود ذي البغضاء من أحد
فاسعوا جميعا بنوا الأحزاب كلكم * لسنا نريد رخاكم آخر الأبد
نحن الذين ضربنا الناس كلهم * حتى استقاموا وكانوا بيني الأود
فالعام قصرك منا ان ثبت لنا * ضرب يزايل بين الرأس والجسد
اما على فانا لا نفارقه * ما رقرق الأل في الداوية الجرد
اما تبدلت منا بعد نصرتنا * دين الرسول أناسا ساكني الجند
لا يعرفون أضل الله سعيهم * الا اتباعكم يا راعى النقد
لقد بغى الحق هضما شر ذي كلع * واليحصبيون طرا بيضة البلد
قال فلما أتى معاوية كتاب أبى أيوب كرهه.
وأخرج الكشي بإسناده عن محمد بن سليمان قال قدم علينا أبو أيوب الأنصاري فنزل ضيعتنا يعلف خيلا له فأتيناه فأهدينا له قال فقعدنا عنده فقلنا يا أبا أيوب قاتلت المشركين بسيفك هذا مع رسول الله ثم جئت تقاتل المسلمين فقال إن النبي أمرني بقتال القاسطين والمارقين والناكثين وقاتلت القاسطين وإنا نقاتل إن شاء الله بالسعفات بالطرافات بالنهروانات وما أدري أنى هي.
قال المؤلف ثم شهد أبو أيوب (ره) وقعة النهروان مع أمير المؤمنين وهو على مقدمته فقاتل المارقين أيضا كما أمره النبي صلى الله عليه وآله بذلك.
ولما أخرج معاوية يزيد على الصائفة وهي غزوة الروم - وإنما سميت الصائفة لأنهم يغزون صيفا لمكان البرد والثلج - خرج معه أبو أيوب الأنصاري رغبة في جهاد المشركين فمرض في أثناء الطريق ولما صاروا على الخليج ثقل أبو أيوب فاتاه يزيد عائدا وقال له ما حاجتك يا أبا أيوب فقال اما دنياكم فلا حاجة لي فيها ولكن إذا مت فقدموني ما استطعتم في بلاد العدو فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يدفن عند سور القسطنطينة رجل صالح من أصحابي وقد رجوت أن أكونه ثم مات فجهزوه وحملوه على سرير فكانوا يجاهدون والسرير يحمل ويقدم فجعل قيصر يرى سرير يحمل والناس يقتتلون فأرسل إليهم ما هذا الذي أرى قالوا صاحب نبينا وقد سألنا ان ندفنه في بلادك ونحن منفذون وصيته فأرسل إليهم العجب كل العجب من عقولكم تعمدون إلى صاحب نبيكم فتدفنونه في بلادنا فإذا وليتم أخرجناه إلى الكلاب فقالوا إنا والله ما أردنا ان نودعه بلادكم حتى نودع كلامنا آذانكم فانا كافرون بالذي أكرمناه هذا له لأن بلغنا انه نبش من قبره أو عبث به ان تركنا بأرض العرب نصرانيا إلا قتلناه ولا كنيسة إلا هدمناها فكتب إليهم قيصر أنتم كنتم أعلم منا فوحق المسيح لأحفظنه بيدي سنة ثم دفنوه عند سور القسطنطينة فبنى عليه قبة يسرج فيها إلى اليوم وأختلف المؤرخون في السنة التي كانت بها هذه الغزاة ومات فيها أبو أيوب فقال المسعودي في مروج الذهب كانت سنة خمس وأربعين وقال غيره كانت سنة خمسين وقيل إحدى وخمسين وقيل اثنين وخمسين والله أعلم.
وسئل الفضل بن شاذان عن أبي أيوب وقتاله مع معاوية المشركين فقال كان ذلك منه قلة فقه وغفلة ظن أنه إنما يعمل عملا لنفسه يقوى به الاسلام ويوهي به الشرك وليس عليه من معاوية متى كان معه أولم يكن والله أعلم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|