أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
8469
التاريخ: 15-11-2015
26332
التاريخ: 8-06-2015
6025
التاريخ: 2024-03-10
823
|
مقا- لزم : أصل واحد صحيح ، يدلّ على مصاحبة الشيء بالشيء دائما ، يقال : لزمه الشيء يلزمه. واللزام : العذاب الملازم للكفّار.
مصبا- لزم الشيء يلزم لزوما : ثبت ودام ، ويتعدّى بالهمزة ، فيقال ألزمته ، أي أثبتّه وأدمته ، ولزمه المال : وجب عليه ، ولزمه الطلاق : وجب حكمه وهو قطع الزوجيّة ، وألزمته المال والعمل وغيره فالتزمه ، ولازمت الغريم ملازمة ولزمته ألزمته أيضا : تعلّقت به ، ولزمت به كذلك والتزمته : اعتنقته ، فهو ملتزم ، ومنه يقال لما بين باب الكعبة والحجر الأسود الملتزم ، لأن الناس يعتنقونه أي يضمّونه في صدورهم.
لسا- اللزوم : معروف ، والفاعل لازم ، والمفعول به ملزوم ، ولازمه ملازمة ولزاما ، والتزمه ، وألزمه إيّاه فالتزمه ، ورجل لزمة : يلزم الشيء فلا يفارقه. لو لا دعاؤكم أي دعاؤه إيّاكم الى الإسلام فقد كذّبتم فسوف يكون لزاما ، أي عذابا لازما لكم ، قال أبو عبيدة : فيصلا. واللزام : مصدر لازم. واللزام بالفتح مصدر لزم كالسلام ، وقد قرئ بهما جميعا. واللزم : فصل الشيء ، من قوله كان لزاما فيصلا ، وقال غيره : هو من اللزوم. وصار الشيء ضربة لازم كلازب.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو انضمام شيء الى شيء آخر على الدوام والوجوب. وفي التعبير بالمصاحبة والثبوت والوجوب مسامحة ، فانّ هذه المفاهيم لها استقلال في أنفسها ، واللزوم هو مقارنة الى آخر على سبيل الوجوب والدوام.
فلا بدّ من وجود القيدين- الانضمام ، والوجوب. وأمّا مطلق مفاهيم الضمّ أو الوجوب أو الثبوت : فيكون تجوّزا.
وأمّا مفهوم الفصل والتعلّق : فمن آثار الأصل ، فانّ الشيء إذا ثبت انضمامه ودام فقد تحقّق انفصاله عن الغير ، ووجب تعلّقه الى ما ينضمّ اليه.
وسبق في الضمّ : أنّ الاتّصال أخصّ منه ، كما أنّ اللصوق أشدّ منه.
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ } [هود : 28] والرحمة هي الحقائق والمعارف الإلهيّة والفيوضات الروحانيّة والهداية المعنويّة الّتى بها تتحقّق السعادة الانسانيّة والكمالات الحقّة. وهذه الحقايق قد خفيت عنهم وحرموا عن الاستفادة عنها وكرهوا لها ، فكيف يجوز في هذه الحالة إكراههم وإلزامهم عليها.
{فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا } [الفتح : 26] فالإلزام في هذا المورد بمناسبة وجود الاقتضاء ، وتحقّق الشوق والميل عملا ، وكانوا أحقّ بها.
وسبق أنّ الكلمة عبارة عن إبراز ما في الباطن سواء كان باللسان أو بالأعمال ، فيراد ظهور حقيقة التقوى في قولهم وفعلهم ، وهذا كمال التوفيق من اللّه عزّ وجلّ لعبده المؤمن.
{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا} [الإسراء : 13]. سبق أنّ الطائر هو ما انتشر وسطع من كلام أو عمل أو غيرهما بسرعة وخفّة ، فيكون كالقلادة في عنقه.
فهذا الطائر الظاهر من الإنسان بسرعة بحيث يغفل عن ضبطه والتسلّط عليه يكون كالقلادة المحيطة بعنقه لا ينفكّ عنه الى أن يحاسب به ، وذلك بمقتضى كمال الدقّة والعدالة في رعاية الحقّ ، فلا يرى في المحاسبة أقلّ اختلال وانحراف وغفلة.
{وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128) وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى } [طه : 127 - 129]. {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا } [الفرقان : 77] أي يكون الجزاء والهلاكة والتكذيب ملازمة لهم لا تفارقهم ولا تؤخّر الى يوم القيامة ، بل يجزون بأعمالهم من دون تأخير ، ولكنّ النظام الأتمّ والتدبير الموجود في الخلق والتقدير في الآجال تمنع عن ذلك.
والعبء بمعنى التهيئة والتهيّؤ والمبالاة. وما نافية. والدعاء : الدعوة :
أي ما يتهيّأ بالمقابلة والمخاطبة والتوجّه إليكم ولا يبالى بأمركم لو لا موضوع لطف من اللّه في دعوتكم الى الفلاح والكمال والسعادة ، ولكنّكم خالفتم وكذّبتم هذه الدعوة ، فسوف تكون هذه المخالفة والتكذيب ملازمة لهم.
ثمّ إنّ اللزام مصدر من المفاعلة ، وهذا الباب يدلّ على الاستمرار ، فالدوام في الكلمة يستفاد من هيئة الكلمة وصيغتها ، مضافا الى أنّ الوجوب يلازم الدوام ، فالدوام من آثار الوجوب.
ولا يخفى أنّ تفسير اللزام بالعذاب : انّما هو مأخوذ من تفاسير القرآن المجيد ، وقد ذكرنا كرارا أنّ المفسّرين يفسّرون الكلمات القرآنيّة بتناسب الموارد من دون تحقيق فيها ، ولذا يفسّرون كلمة واحدة بمعاني مختلفة باختلاف الموارد ، في كلّ مورد على حسب اقتضاء ذلك المقام.
______________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|