أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015
13092
التاريخ: 8-06-2015
8294
التاريخ: 10-12-2015
4456
التاريخ: 11-12-2015
3693
|
مصبا - القدس : بضمّتين ، وإسكان الثاني تخفيف ، هو الطهر ، والأرض المقدّسة : المطهرّة. وتقدّس اللّٰه : تنزّه ، وهو القدّوس ، والقادسيّة : موضع بقرب الكوفة ، وهي آخر أرض العرب وأوّل سواد العراق.
مقا - قدس : أصل صحيح ، وأظنّه من الكلام الشرعي الإسلامي ، وهو يدلّ على الطهر. ومن ذلك الأرض المقدّسة هي المطهّرة ، وتسمّى الجنّة حظيرة القدس ، أي الطهر. وجبرئيل عليه السّلام روح القدس ، وكلّ ذلك معناه واحد. و في صفة اللّٰه تعالى القدّوس ، وهو ذلك المعنى ، لأنّه منزّه عن الأضداد والأنداد والصاحبة والولد.
لسا - التقديس : تنزيه اللّٰه تعالى ، وهو المتقدّس القدّوس المقدّس ، ويقال القدّوس فعّول من القدس وهو الطهارة. قال ثعلب : كلّ اسم على فعّول فهو مفتوح الأوّل مثل سفّود وكلّوب وسمّور وتنّور ، إلّا السبّوح والقدّوس ، وهو من أبنية المبالغة. والقدس والقدس : اسم ومصدر ، ومنه قيل للجنّة : حضيرة القدس.
والتقديس : التطهير والتبريك. ومن هذا بيت المقدس ، أي المكان الّذى يتطهرّ به من الذنوب. والأرض المقدّسة : الشام. والنسبة مقدسي ومقدّسي. ويقال للراهب : مقدّس.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو القداسة والمباركة ، أي الطهارة المعنويّة ، والطهر أعمّ من الظاهري والمعنوي.
وقد سبق الفرق فيما بين مترادفاتها في السبح فراجع.
والقدس والقدس : مصدران ، يقال : قدس يقدس قدسا وقدسا : تبارك وطهر طهارة معنويّة.
{وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة : 87]. {إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ} [المائدة : 110]. {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ } [النحل : 102] قلنا إنّ الروح مصدرا بمعنى الجريان اللطيف وظهور التجلّي ، والرّوح اسم مصدر وهو مظهر التجلّي وظهور الإفاضة الجارية. وإضافة الروح الى القدس :
يدلّ على تجلّى الروح وظهوره في القلب بعنوان القداسة والتبارك بعد أنّ ازيل الضعف والخلاف عنه.
فيتحصّل في القلب حالة الطمأنينة والانكشاف والحضور ، بزوال أي كدورة وظلمة واضطراب وترديد.
والتقديس : جعل شيء ذا قدس ، يقال : قدّسه فتقدّس ، وهو مقدّس ومقدّس.
{فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى } [طه : 12]. {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ} [المائدة : 21] يراد المحيط الّذى جعل ذا قدس ، بعوارض وعناوين ثانويّة.
{وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة : 30] يراد التسبيح وتقديس النفوس للّٰه ، وهذا في قبال-. {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة : 30].
وإذا أريد التسبيح وتقديس اللّٰه عزّ وجلّ : يقال : سبّحه وقدّسه ، كما في - كي نسبّحك كثيرا - بحذف اللام.
وأمّا القدّوس : فهو من الأسماء الحسنى ، بمعنى صاحب القدس والمتّصف به وبالطهارة المعنويّة الحقّة والمنزّه عمّا يخالف القدس وعن كلّ ضعف ونقص وعيب ومحدوديّة وفقر ، فهو قدّوس مطلق من جميع الجهات بذاته وفي ذاته.
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} [الحشر: 23]. {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ} [الجمعة : 1] وقد ذكر هذا الاسم بعد اسم الملك ، فانّ المالكيّة المطلقة مظنّة التعدّي والجور والظلم والتحميل ، ومنشأ هذه الأمور إنّما هو الفقر الذاتي والضعف والمقابلة بما يخالف جريان ملكه وسلطته ، وظهور ما في سريرته من رذائل الصفات من التجبّر والتكبّر والطمع.
واللّٰه المتعال منزّه عن أي نقص وضعف وفقر بذاته ولذاته ، وجميع ما سواه مخلوقون محتاجون- واللّٰه هو الغنىّ.
فهو تعالى مالك مطلق في طهارته وقداسته الذاتيّة ، لا يعتريه أي كدورة و
ضعف - وهو العزيز بذاته والحكيم في أموره.
فالله تعالى له قداسته في ذاته بالتنزّه عن الحدّ والتناهي والضعف ، وفي صفاته باتّصافه بصفات الجمال والجلال ، وفي أفعاله وأموره بالعدل والإحسان والفضل والتنزّه عن الطغيان والظلم.
وأمّا حظّ العبد من هذا الاسم واتّصافه بهذه الصفة : أن يكون له قداسة وطهارة في أفكاره وعقائده ، وفي صفاته وأخلاقه ، وفي أعماله وآدابه ، بحيث لا يشوبه خلل وانكدار في هذه المراتب الثلث ، ويكون منزّها عن كلّ عيب وانحراف في ظاهره وباطنه.
وأمّا من يظهر القدس في أعماله الظاهرة ويرائي ويتقدّس : فهو من المراءين المنحرفين ، نعوذ باللّٰه من شرورهم ومكائدهم.
فانّ شرّهم للإسلام والمسلمين أشدّ من شرور الكفّار والمشركين ، فانّهم من مصاديق المشركين والمنافقين المعاندين في الحقيقة ، ويدّعون ما ليس في باطنهم منه أثر ، ويراءون ما ليس في قلوبهم منه خبر ، ويقولون ما لا يعلمون ، وهم عن الحقّ لمبعدون.
___________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|