مظاهر الاهتمام بالخبر الصحفي  

مظاهر اهتمام الصحافة المطبوعة بالأخبار أن الصحف تخصص للأخبار والمادة الخبرية النصيب الأكبر من مساحاتها التحريرية، كما أنها تفرد للأخبار صفحاتها الأولى والمواقع المميزة على الصفحات الداخلية. كما تخصص الصحف عدداً كبيراً من محرريها لمهام جمع الأخبار والمعروف أن قسم الأخبار في الصحف اليومية يضم غالبية الصحفيين العاملين في الصحيفة كما تنفق الصحيفة على مراسلين تبعث بهم إلى الدول الأجنبية لموافاتها بالأخبار، وعلى الوسائل التكنولوجية التي تمدها بالمزيد من أخبار العالم.

وعلى الرغم من أن الصحافة المطبوعة ليست هي وسيلة الإخبار الوحيدة في المجتمع الحديث، بعد منافسة الإذاعة والتليفزيون والصحف الإلكترونية لها في المجال الإخباري، إلا أنها - أي الصحافة المطبوعة - لازالت تحتفظ بمكانتها كوسيلة إخبارية أولى مفضلة لدى الناس، خاصة جماهير المتعلمين. فلا يزال للأخبار المطبوعة على صفحات الصحف تميزها عن الأخبار المسموعة والأخبار المسموعة المرئية. فالمستمع أو المشاهد الذي يستمع إلى الخبر من الراديو أو الراديو أو من التليفزيون لازال حريصاً على رؤية الخبر مطبوعاً في صحيفة من الصحف، حيث يعد نشر الخبر في الصحف نوعاً من تأكيد حدوثه، كما أن الوقت المسموح به لعرض الخبر في الراديو أو في التليفزيون لا يسمح لهاتين الوسيلتين بتقديم كافة زوايا الخبر للمستمع وللمشاهد الذي يبقى دائما في حاجة إلى معرفة مزيد من التفاصيل حول الخبر الذي سمعه. ولعل ما يؤكد ذلك أن نشرة الأخبار في الراديو أو في التليفزيون تستغرق في الغالب بين خمس دقائق - كحد أدنى - وثلاثين دقيقة كحد أقصى، وهو زمن قصير لا يفي بحاجة الغالبية من الجماهير في معرفة الأخبار والإلمام بتفاصيلها.

وبالإضافة إلى ما سبق فإن المعايير التي تضعها الإذاعات المسموعة لاختيار الأخبار التي تذيعها في نشراتها - وأغلبها معايير سياسية بما يتفق مع سياسة الدولة التي تحتكر وسائل الإعلام الإلكترونية في مجتمعات العالم الثالث تؤدي إلى حرمان المستمع والمشاهد من معرفة أخبار كثيرة يلجأ إلى الصحف للتعرف عليها، على أساس أن القيود التي تفرضها الحكومات على عملية نشر الأخبار في الصحف أقل وطأة من تلك التي قد تفرضها على الإذاعات.