المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



قلة الطعام  
  
116   10:56 صباحاً   التاريخ: 2025-03-27
المؤلف : السيد حسين نجيب محمد
الكتاب أو المصدر : الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص235ــ239
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-25 123
التاريخ: 25-1-2016 2578
التاريخ: 15-4-2016 3845
التاريخ: 2024-10-14 470

إنَّ قلة الطعام والشراب أنفع للصحة الجسدية والعقلية والروحية ولكنّا لا نريد بذلك الجوع المؤدّي إلى الضعف والهزال فإنَّ ضرره كضرر الإسراف وعلى حد تعبير الإمام علي (عليه السلام) وهو يتحدث عن المعادلة في الطعام: ((... وإن أجهده الجوع قعد به الضعف، وإن أفرط به الشبع كظته البطنة فكل تقصير به مضر، وكل إفراط له مفسده))(1).

وإنما نريد به الطعام الذي يكفي لدوام الحياة واستمرارها.

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه))(2).

عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((قلة الأكل محمودة في كل حال، وعند كل قوم، لأن فيه المصلحة للباطن والظاهر))(3).

فإنَّه أنفع لصحة الإنسان في أبعادها الثلاث.

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من قل طعمه صح (بدنه) وصفا قلبه، ومن كثر طعمه سقم (بدنه) وقسا قلبه))(4).

عن الإمام علي (عليه السلام): ((من قل طعامه قلَّ آلامه))(5).

فمن الناحية الجسدية فإنَّ قلة الطعام تعطي النشاط والقوة والحيوية، وهذا ما نجده في الفقراء دون الأغنياء.

ولذا ليس غريباً إن وجدنا أنَّ قوت جيش المسلمين في كثير من الغزوات كان التمر والماء.

وعن الإمام علي (عليه السلام): ((... وكأني بقائلكم يقول: إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران ومنازلة الشجعان، ألا وإنَّ الشجرة البرية أصلب عوداً والرواتع الخضرة أرق جلوداً، والنباتات العذبة أقوى وقوداً وأبطأ خموداً))(6).

وأما من الناحية العقلية والنفسية والروحية فإنَّ قلة الطعام تصفي الذهن فيزداد الذكاء وتُصفّى النفس والروح فيزداد الإشراق.

فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((نور الحكمة الجوع))(7).

وعنه (صلى الله عليه وآله): ((اشربوا وكلوا في إنصاف البطون فإنَّه جزء من

النُّبوَّة))(8).

من هنا فقد كان العُبَّاد يوصون مريدهم الذين يريدون السير إلى الله تعالى، ويريدون العلم النوراني، بقلة الطعام والشراب والمنام.

ففي وصية الإمام الصادق (عليه السلام): ((... فإيَّاك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنه يورث الحماقة والبله، ولا تأكل إلا عند الجوع، وإذا أكلت فكل حلالاً وسم بالله وأذكر حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه، فإن كان ولا بُدَّ، فثلثٌ لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه))(9).

وعنه (عليه السلام): ((قلة الأكل محمود في كل حال وعند كل قوم، لأنَّ فيه المصلحة للباطن والظاهر، والمحمود من الأكل أربعة: ضرورة، وعدة، وفتوح، وقوت: فالأكل بالضرورة للأصفياء، والعدة للقوام الأتقياء، والفتوح للمتوكلين، والقوت للمؤمنين، وليس شيء أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل وهي مورثة شيئين: قسوة القلب وهيجان الشهوة، والجوع إدام للمؤمن وغناء الرّوح، وطعام القلب، وصحة البدن، قال النَّبيُّ (صلى الله عليه وآله): ما ملأ ابن آدم وعاء أشرّ من بطنه، وقال داود (عليه السلام): ترك اللقمة مع الضرورة إليها أحبُّ إليَّ من قيام عشرين ليلة، وقال النَّبيُّ (صلى الله عليه وآله): المؤمن يأكل بمعي واحد والمنافق بسبعة أمعاء، وقال النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): ويلٌ للنَّاس من القبقبين فقيل: وما هما يا رسول الله؟ قال: الحلق والفرج، وقال عيسى بن مريم (عليه السلام): ما مرض قلب بأشدّ من القسوة وما اعتلت نفس بأصعب من نقص الجوع، وهما زمامان للطرد والخذلان(10).

قال بعضهم لابنه: يا بُني عوّد نفسك الاثرة، ومجاهدة الهوى والشهوة، ولا تنهش نهش السباع، ولا تقضم قضم البراذين، ولا تُدمن الأكل إدمان النعاج، ولا تلقم لقم الجمال، إنَّ الله جعلك إنساناً، فلا تجعل نفسك بهيمة ولا سبعاً، واحذر سرعة الكظّة، وداء البطنة، فقد قال الحكيم: إذا كنت بَطِناً فعدّ نفسك من الزَّمنى.

وقال الأعشى:

* والبِطّنَة يوماً تُسفِّه الأحلاما *

واعلم أنَّ الشبع داعية البشم، والبشم داعية السَّقم، والسقم داعية الموت، ومن مات هذه الميتة فقد مات موتة لئيمة، وهو مع هذا قاتلُ نفسه وقاتل نفسه ألوم من قاتل غيره، يا بني، والله ما أدى حق السجود والركوع ذو كظّة، ولا خشع لله ذو بِطنة، والصوم مصحة، ولربَّما طالت أعمار الهند، وصحت أبدان العرب، ولله در الحارث بن كلدة حيث زعم أن الدواء هو الأزم، وأنَّ الداء إدخال الطعام في إثر الطعام، يا بُني لم صفت أذهان الأعراب، وصحت أذهان الرهبان مع طول الإقامة في الصوامع، حَتَّى لم تعرف وجع المفاصل، ولا الأورام، إلا لقلة الرزء، ووقاحة الأكل،، وكيف لا ترغب في تدبير يجمع لك بین صحة البدن وذكاء الذهن وصلاح المعاد والقرب وعيش الملائكة، يا بُني لم صار الضبّ أطول شيء ذماءً، إلا لأنَّه يتبلَّغ بالنَّسيم، ولم زعم الرسول (صلى الله عليه وآله) أنَّ الصوم وجاء، إلا ليجعله حجاباً دون الشهوات! فافهم تأديب الله ورسوله، فإنَّهما لا يقصدان إلا مثلك، يا بُني، إنِّي قد بلغتُ تسعين عاماً ما نقص لي سن، ولا انتشر لي عصب، ولا عرفتُ دنين أنف، ولا سيلان عين، ولا تقطير بول، ما لذلك علة إلا التخفيف من الزاد، فإن كُنتَ تحبُّ الحياة فهذه سبيل الحياة، وإن كُنتَ تريد الموت فلا يُبعد الله إلا من ظلم.

_______________________

(1) نهج البلاغة: حكم 180.

(2) المحجة البيضاء: ج 3، ص9.

(3) المصدر نفسه : ص9.

(4) طب المعصومين: ص39.

(5) المصدر نفسه.

(6) نهج البلاغة: كتاب 45.

(7) طب المعصومین: ص 115.

(8) المصدر نفسه ص30.

(9) تزكية النفس: ص 170.

(10) بحار الأنوار: ص 337. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.