المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



واجب الطبيب المهني  
  
3552   12:23 مساءاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : السيد علي عاشور
الكتاب أو المصدر : آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص47-49
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016 13582
التاريخ: 2024-09-22 178
التاريخ: 15-4-2016 3553
التاريخ: 15-4-2016 2360

ـ من هو الطبيب الحاذق؟

وقد قيل: هو الذي يراعي في علاجه عشرين أمراً:

(أحدها): النظر في نوع المرض: من أي الأمراض هو؟.

(الثاني): النظر في سببه: من أي شيء حدث؟ والعلة الفاعلة التي كانت سبب حدوثه، ما هي؟.

(الثالث): قوة المريض، وهل هي مقاومة للمرض، أو أضعف منه؟ فان كانت مقاومة للمرض مستظهرة عليه تركها والمرض، ولم يحرّك بالدواء ساكنا.

(الرابع): مزاج البدن الطبيعي ما هو؟.

(الخامس): المزاج الحادث على غير المجرى الطبيعي.

(السادس): سن المريض.

(السابع): عادته.

(الثامن): الوقت الحاضر من فصول السنة، وما يليق به.

(التاسع): بلد المريض وتربته.

(العاشر): حال الهواء في وقت المرض.

(الحادي عشر): النظر في الدواء المضاد لتلك العلة.

(الثاني عشر): النظر في قوة الدواء ودرجته، والموازنة بينها وبين قوة المريض.

(الثالث عشر): أن لا يكون كل قصده إزالة تلك العلة فقط، بل إزالتها على وجه يأمن معه حدوث أصعب منها. فمتى كانت إزالتها لا يؤمن معها حدوث علة أخرى أصعب منها أبقاها على حالها، وتلطيفها هو الواجب. وهذا كمرض أفواه العروق: فانه متى عولج بقطعه وحبسه خيف حدوث ما هو أصعب منه.

(الرابع عشر): أن يعالج بالأسهل فالأسهل، فلا ينتقل من العلاج بالغذاء الى الدواء، إلا عند تعذره، ولا ينتقل الى الدواء المركب، إلا عند تعذر الدواء البسيط.

فمن سعادة الطبيب: علاجه بالأغذية بدل الأدوية، وبالأدوية البسيطة بدل المركبة.

(الخامس عشر): أن ينظر في العلة: هل هي مما يمكن علاجها، أو لا؟ فان لم يمكن علاجها حفظ صناعته وحرمته، ولا يحمله الطمع على علاج لا يفيد شيئاً.

وإن أمكن علاجها، نظر: هل يمكن زوالها، أم لا؟ فان علم أنه لا يمكن زوالها، نظر: هل يمكن تخفيفها وتقليلها؟ أم لا؟ فان لم يمكن تقليلها، ورأى أن غاية الإمكان إيقافها وقطع زيادتها: قصد بالعلاج ذلك، وأعاد القوة، وأضعف المادة.

(السادس عشر): أن لا يتعرض للخلط قبل نضجه بإستفراغ، بل يقصد إنضاجه، فاذا تم نضجه بادر الى استفراغه.

(السابع عشر): أن يكون له خبرة باعتلال القلوب والأرواح وأدويتها، وذلك أصل عظيم في علاج الأبدان. فان انفعال البدن وطبيعته عن النفس والقلب أمر مشهود.والطبيب إذا كان عارفاً بأمراض القلب والروح وعلاجهما، كان هو الطبيب الكامل. والذي لا خبرة له بذلك ـ وإن كان حاذقاً في علاج الطبيعة وأحوال البدن ـ. نصف طبيب.

وكل طبيب لا يداوي العليل بتفقد قلبه وصلاحه، وتقوية روحه وقواه بالصدقة وفعل الخير والإحسان، والاقبال على الله والدار الآخرة – فليس بطبيب، بل متطبب قاصر.

ومن أعظم علاجات المرض فعل الخير والإحسان، والذكر والدعاء، والتضرع والابتهال الى الله، والتوبة. ولهذه الأمور تأثير في دفع العلل وحصول الشفاء، أعظم من الأدوية الطبيعية. ولكن بحسب استعداد النفس وقبولها، وعقيدتها في ذلك ونفعه.

(الثامن عشر): التلطف بالمريض والرفق به، كالتلطف بالصبي.

(التاسع عشر): أن يستعمل أنواع العلاجات الطبيعية والالهية، والعلاج بالتخييل. فان لحذاق الأطباء في التخييل أموراً عجيبة لا يصل اليها الدواء. فالطبيب الحاذق يستعين على المرض بكل معين.

(العشرون): وهو ملاك أمر الطبيب ـ ان يجعل علاجه وتدبيره دائراً على ستة اركان: حفظ الصحة الموجودة، ورد الصحة المفقودة بحسب الإمكان، وإزالة العلة أو تقليلها بحسب الإمكان، واحتمال أدنى المفسدتين لإزالة أعظمهما، وتفويت أدنى المصلحتين لتحصيل أعظمهما. فعلى هذه الأصول الستة مدار العلاج. وكل طبيب لا تكون هذه أخيته (قاعدته) التي يرجع اليها، فليس بطبيب. والله أعلم(1) .

_____________

1ـ كتاب الطب لابن القيم الجوزية : 107-114.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.