كتابة البحث الإعلامي

يتوقف أسلوب كتابة البحث على الهدف من البحث؛ فالبحث الذي ينشر في إحدى الدوريات العلمية يتبع الأسلوب الذي تحدده كل دورية للنشر بها من حيث أسلوب الكتابة وإثبات المراجع. ويقوم الباحث عند كتابته البحث بتحليل وتفسير البيانات بعد الانتهاء من هذه الخطوة، تبدأ خطوة كتابة تقرير البحث. وعن طريق هذه الخطوة يستطيع الباحث أن ينقل إلى القراء ما توصل إليه من نتائج، كما يستطيع أن يقدم بعض المقترحات والتوصيات التي خرج بها من البحث، ويشترط أن تكون هذه المقترحات ذات صلة وثيقة بالنتائج التي أمكن الوصول إليها، وأن تكون محددة تحديداً دقيقاً. وتتجلى مهارة الباحث في الربط بين ما يتوصل إليه من نتائج وبين ما يقترحه من حلول للمشكلات التي أسفرت عنها الدراسة، والتي تشير إليها نتائج البحث بدون مبالغة أو حشو أو إسهاب. وهناك ملاحظة تبرز لنا عند كتابة البحوث الإعلامية وتتعلق بالبحوث الكمية والكيفية، فبينما تتم كتابة البحوث الكمية بأسلوب مختصر فعال ومحدد مسبقاً، وان كان غير جذاب تتم كتابة البحوث الكيفية بأسلوب أكثر حرية ويميل إلى الأسلوب الأدبي. وهناك ثلاثة أساليب مختلفة لكتابة البحوث الإعلامية الكيفية: الأسلوب الأول هو الأسلوب الواقعي ويقوم على تقديم وجهة نظر موضوعية غير عاطفية باستخدام ضمير الغائب، والأسلوب الثاني هو الأسلوب الاعترافي ويقوم على تقديم وجهة نظر الباحث باستخدام ضمير المتكلم، والأسلوب الثالث هو الأسلوب الانطباعي ويقوم على استخدام الاستعارات والصور الحية للتأثير على القارئ. وتنتج البحوث الكيفية كماً كبيراً من البيانات، ويعد التحدي الأكبر هو اختصار هذا الجزء ليصل إلى حجم مناسب وهناك مبدآن يساعدان في هذا الصدد هما أولاً تذكر أنه من المستحيل أن تقول كل شيء في تقرير البحث، وحاول أن تقدم صوراً قلمية موجزة وأمثلة توضيحية ومقتبسات تساعد في توضيح النتائج، وثانياً: اختر البيانات التي توضح مدى تنوع المعلومات التي تم جمعها.

وتعد عملية كتابة البحث جوهر البحث العلمي بمختلف أنواعه سواء كان بحث صغير يكتب استيفاءً لمتطلبات شهادة البكالوريوس أو رسالة الماجستير أو أطروحة الدكتوراه، إذ إن معرفة تقنيات البحث العلمي ضرورية لكل من يرغب في إنجاز بحث علمي أصيل سواء على مستوى المراحل الجامعية الأولية أو العليا. وتكشف مخططات البحث العلمي في الكثير من الجامعات العربية عن غياب الاهتمام بالتقنيات البحثية والأساليب الفنية لإعداد البحوث الرصينة. ويُعبر مخطط البحث العلمي عن التصور المقترح لمشروع البحث العلمي، وهو بمثابة تصميم أولي للموضوع المراد بحثه، وغالباً ما يُنقح المخطط، ويُستدرك عليه إضافة وحذفاً أثناء عملية الإعداد والمراجعة. ويحتاج إعداد المخطط أو خطة البحث من الباحث إلى دراسة مستفيضة؛ وتحقيق عميق؛ قبل الوصول إلى الصورة النهائية التي تتطلب موافقة لجنة من الأساتذة المختصين كما هو معمول به في كثير من الجامعات المرموقة.