المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الوليد بن يزيد فرعون الامة
تفسير الآية (29-35) من سورة فاطر
22-9-2020
حكم ما لو تسلّف الساعي الزكاة‌
24-11-2015
الباعث على اختراع الشعر
23-03-2015
نظريات علم الدلالة الحديثة (النظرية السلوكية)
23-8-2017
Platonic Solids
7-10-2016


النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل الكتاب  
  
217   03:44 مساءً   التاريخ: 2024-12-01
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : نظام العلاقات الاجتماعية في نهج البلاغة
الجزء والصفحة : ص108ــ110
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-11-2016 2280
التاريخ: 19-1-2016 2466
التاريخ: 24-6-2016 29409
التاريخ: 3-1-2022 2471

خلال الفترة الزمنية الأولى من بعثة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وبعد استقراره في المدينة قام النبي بعقد معاهدات كثيرة وكان الكفّار أنفسهم طرفاً فيها في بعض الأحيان، وحافظ عليها كل المحافظة، ولم يسمح بنقضها إلا بعد أن نقضها الطرف الآخر.

وأبرز هذه المعاهدات هي الوثيقة التاريخية بين النبي (صلى الله عليه وآله) وبين اليهود وبعد وصوله إلى المدينة بخمسة أشهر.

هذه الوثيقة حددت أساس العلاقة في المجتمع الإسلامي الجديد مع هؤلاء الناس، وقد أقرهم النبي (صلى الله عليه وآله) فيها على دينهم وأموالهم واشترط عليهم أن لا يعينوا أحداً، وان دهم أمر فعليهم النصر، كما أن على المسلمين ذلك في المقابل.. ولكن سرعان ما نقض اليهود العهد وعادوا إلى المكر والخداع، والغدر، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهله.

والملاحظة المهمة في هذه الوثيقة المشار إليها هي أنها لم تقتصر على تنظيم علاقات المسلمين مع غيرهم، وإنما تعرض جانب كبير منها إلى تقرير قواعد كلية، وأسس عملية للعلاقات بين المسلمين أنفسهم، كان لا بد منها لتلافي الأخطاء المحتملة قبل أن تقع.

ومما جاء في هذه الوثيقة:

بسم الله الرحمن الرحيم:

هذا كتاب من محمد النبي (صلى الله عليه وآله) بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم، إنهم أمة واحدة من دون الناس والمهاجرون من قريش على ربعتهم(1) يتعاقلون بينهم، وهم يفدون عانيهم(2)  بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو عوف على ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولى....

كل طائفة منهم تفـدي عـانيها بالمعروف والقسط بيـن المؤمنين.

وإن المؤمنين لا يتركون مفرحا(3) بينهم، أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.

وإن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة(4) ظلم، أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين، وإن أيديهم عليه جميعاً، ولو كان ولد أحدهم.

ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر، ولا ينصر كافراً على مؤمن.

وإن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم.

وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.

وإن من تبعنا من يهود؛ فإن له النصر والأسوة، غيـر مظلومين، ولا متناصرين عليهم ...

لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم...

وليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف(5).

______________________________

(1) الربعة: الحال التي جاء الإسلام وهم عليها.

(2) العاني: الأسير والمعاقل: الديات.  

(3) المفرح: المثقل بالدين والكثير العيال.

(4) الدسيعة: الظلم.

(5) راجع الصحيح من سيرة النبي: السيد جعفر مرتضى ج3 ص70 نقلا عن سيرة ابن هشام ج2 ص147 ــ 150، والبداية والنهاية ج3 ص224 ــ 226. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.