أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-04
997
التاريخ: 2023-04-16
1219
التاريخ: 2023-03-30
1138
التاريخ: 2024-01-03
1287
|
جلس أردوان الرابع على العرش في الوقت الذي كانت فيه الدولة البرتية قد أنهكتها الحروب الخارجية — التي تَقدَّمَ ذكرها — والفتن الداخلية التي بدأت منذ سنة 197م، تارةً بين الأسرة وتارةً يثيرها الشعب على ملوكها لضعف الدولة، حتى طمع بها أعداؤها، فزادت في عهده الفتن والاضطرابات، وكثرت المشاغب في الأسرة المالكة، فاغتنم الرومانيون فرصةَ تلك الاضطرابات المتوالية التي أنهكت الدولة، وحمل الإمبراطور الروماني قراقلا على ما بين النهرين سنة 216، ثم عقد خلفه مرقيانوس في سنة 217م صلحًا مع أردوان هذا، ولكن الدولة البرتية لم تكد تستريح من الحروب الخارجية حتى ثار الفرس سنة 224م بزعامة أردشير بن بابك من آل ساسان(1)، الذي عزم على تأسيس دولته، ونهض بقومه من الهضاب التي في غربي «إيران»، فأخضع في مدة قصيرة جميع بلاد «فارس»، وتبعه خلق كثير من الفرس الميديين، ثم حالَفَ جماعة كبيرة من الملوك والأمراء الذين تحت سلطة البرتيين فانحازوا إليه، وعزم على محو تلك الدولة التي حكمتهم مدة خمسة أجيال، فهمَّ أردوان الرابع بإخماد تلك الثورة بادئ بدء، فخابت مساعيه بعد عدة معارك دارت رحاها بينه وبين أردشير، فاندحرت جيوشه وأعلن أردشير ملوكيته المستقلة في «باخترا» وسمَّى نفسه ملكًا.
وبعد حروب دامت نحو سنتين انتصر أردشير انتصارًا باهرًا، ومزَّقَ جيوش الدولة البرتية، وافتتح «العراق» وغيره من الأقطار التي تحت حكمهم، ودخل عاصمة الملك «أكتسيفون» سنة 226م، واستولى على جميع ما كان لتلك الدولة من المستملكات والبلاد والأموال، وانهزم الملك البرتي أردوان الرابع إلى جبال «أرمينيا» — وقيل قتل في المعركة الأخيرة(2) — فانقرضت دولة البرتيين التي أسَّسها «أرشك» بعد أن دامت 474 سنة (248 قبل الميلاد–226 بعد الميلاد)، وضمت مدن «إيران» الحديثة وأكثر بلاد الأفغان، وقسمًا كبيرًا من «تركية آسيا»، وأقاليم متسعة من أملاك «روسيا» الحالية و«العراق» وبلاد «آشور» وبلاد «مادي» التي في ضمنها «كردستان»، وملكت في بعض الأحيان بلاد ما بين النهرين — الجزيرة — لأنها كانت تارة تكون للروم وتارة لهم، ولكنها لم تحكم «العراق» إلا نحو 352سنة (126ق.م–226 بعد الميلاد)، وعدد ملوكهم الذين حكموا العراق 20 ملكًا، أولهم مهرداد السادس وآخِرهم أردوان الرابع(3)، وقد وجد الباحثون من النقابين في مدينة لاكاش — لجش — قصرًا من بناء هؤلاء الملوك قد شيَّدوه فوق هيكل أنينو الذي كان مرصودًا لإله المدينة (4).
...........................................
1- قيل إنه كان من كبار القوَّاد في تلك الدولة.
2- ويروى أن هذه الدولة بقيت مدة في «أرمينيا» بعد ذلك، وقيل ظهر لها فرع في الجزيرة دام 210 سنوات (218–428م)، قرضها الساسانيون أيضًا في عهد الملك شابور الأول.
وقيل: إن أردوان الرابع هذا كان له أخ اسمه «أشك»، فلما تغلَّبَ الساسانيون على مملكة «أردوان»، ذهب «أشك» إلى جهة الجزيرة وأسَّسَ دولة جديدة فيها سنة 218م.
3- ويروى أن آخِرهم أردوان الخامس، ولكنه خطأ.
4- ووجد بعض الأعراب النازلين قرب حصية — موقع بين بغداد والمسيب — قطعة من تابوت برتي، فاشتراها منه أحد الأوروبيين في سنة 1923م، ومن الأنهر التي حفرها البرتيون نهر الملك الذي احتفره أردوان الرابع.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|