أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-06
![]()
التاريخ: 9-10-2014
![]()
التاريخ: 5-2-2022
![]()
التاريخ: 26-11-2014
![]() |
المصادر الشيعيّة في أسباب النزول
تنتمي المصادر الحديثيّة الشيعيّة إلى مختلف العصور منذ القرن الهجريّ الأوّل كما تقدّم ، وقد ألّف أصحاب الأئمّة عليهم السّلام خلال تلك الفترة ما يعرف بالأصول الأربعمائة ، « 1 » والمصادر الأولى وإن لم تصلنا ، إلّا أنّ أعلام الطائفة قد استفادوا منها بعد تبويبها وترتيبها في تدوين كتبهم ومجامعهم الحديثيّة ، وسنذكر هذه الكتب والمجامع ، في مسرد المصادر هذا ، تبعا لما تحويه من أسباب النزول ، على أن نشير من غير استقصاء إلى بعض موارد أسباب النزول التي وردت فيها .
أوّلا : الكتب والمجامع الحديثيّة
أهمّ الكتب والمجامع الحديثيّة التي نقلت أسباب النزول :
كتاب بصائر الدرجات في فضائل آل محمّد ، لأبي جعفر محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار ، المتوفّى ( 290 هـ ) ، وقد أورد فيه الأحاديث المرتبطة بفضائل أهل البيت عليهم السّلام ، ومن ذلك ما ورد في أسباب نزول بعض الآيات . « 2 » الكافي : وهو من مؤلّفات محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكلينيّ الرازي ، المعروف بالشيخ الكليني ، المتوفّى سنة 329 هـ ، وهو بمثابة دائرة معارف إسلاميّة ، ويشتمل على ثلاثة أقسام رئيسيّة : الأصول وتحتوي على مباحث في العقائد والأخلاق ، والفروع المختصّ بالأبواب الفقهيّة ، والروضة التي تشتمل على أحاديث مختلفة من تفسير وتاريخ وخطب ورسائل ، وقد وردت روايات أسباب النزول في الأقسام الثلاثة « 3 ».
الأمالي : للشيخ محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ( 306 - 381 ق ) ، المعروف بالشيخ الصدوق ، ويضمّ كتابه هذا 97 مجلسا و 1049 حديثا في الأبواب المتنوّعة ، ورد ضمنها مجموعة من الأسباب . « 1 » الاختصاص : للشيخ محمّد بن النعمان العكبري البغدادي ، المعروف بالشيخ المفيد : ويضمّ هذا الكتاب مجموعة من الأحاديث المرتبطة بالأبواب المتنوّعة ، وتتركّز جلّ رواياته في المجال العقائديّ ، ومنها أسباب النزول . « 2 » تهذيب الأحكام : وهو من تأليف أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ ، الملقّب بشيخ الطائفة ( المتوفّى 460 ق ) ، وقد جمع فيه الروايات الفقهيّة في الأبواب المتنوّعة ، وورد فيه بعض أسباب نزول الآيات . « 3 » الأمالي : للشيخ الطوسيّ أيضا ، ويضمّ 46 مجلسا و 1537 من الأحاديث المتنوّعة ، وورد بعضها في أسباب نزول الآيات . « 4 » كتاب مناقب آل أبي طالب ، تأليف ابن شهرآشوب ( ت 588 ) ، وجمع فيه الروايات المرتبطة بفضائل أهل البيت عليهم السّلام ، وبعضها في أسباب النزول « 5 ».
الاحتجاج : لأبي منصور أحمد بن عليّ الطبرسيّ ( من أعلام القرن السادس الهجريّ ) ، « ويحتوي على احتجاجات النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والأئمّة عليهم السّلام مع المخالفين في الأصول والفروع » ، « 6 » وقد ورد فيه بعض أسباب النزول. « 7 » وما نلاحظه في جولة عامّة على الكتب الحديثيّة :
أوّلا : إنّ روايات أسباب النزول تتركّز في الكتب الحديثيّة العامّة غير الفقهيّة ، أو في الأبواب العامّة من المجامع الحديثيّة ، ثمّ تقلّ في أبواب الفقه ، رغم أنّ الروايات الفقهيّة تبلغ أضعاف الروايات العامّة في المجامع الحديثيّة ، وهذا يعني أنّ موضوع الأسباب يتركّز في مجال العقائد والتاريخ ، ويقلّ في مجال الفقه .
ثانيا : إنّ الأسباب التي وردت في كتب الحديث قد وردت في السور المختلفة من آيات القرآن الكريم .
ثالثا : من بين الكتب الحديثيّة التي ركّزت على أسباب النزول ، كتب مناقب وفضائل أهل البيت عليهم السّلام ، وهي كتب مرتبطة بالعقائد ( بحث الإمامة ) ، وقد كثر التأليف في مثل هذه الكتب ، منذ القرون الهجريّة الأولى ، فالسيّد الجلاليّ قد أحصى أكثر من : 18 مصنّفا في مجال الآيات النازلة في أهل البيت عليهم السّلام ، وأكثر من : 18 كتاب في الآيات النازلة في أمير المؤمنين عليه السّلام ، « 8 » على أنّه يشير إلى أنّ إحصاءه هذا لم يكن على نحو الاستقصاء ، « 9 » كما يلاحظ أنّ أغلب هذه المصنّفات تنتمي إلى القرون الهجريّة الأولى . « 10 » في المقابل فإنّ العامّة يفتقدون إلى مثل هذه الكتب الحديثيّة ، حيث لم يدوّنوا كتبا تجمع الروايات العقائديّة ، « 11 » لذا اختصّت مدرسة أهل البيت عليهم السّلام بانضمام كتب الحديث المختصّة بالعقائد إلى إطار نقل روايات أسباب النزول .
ثانيا : ضمن كتب التفسير
من أهمّ وأوائل تفاسير الشيعة التي وصلت إلينا ، والتي يمكن أن تشكّل مصدرا من مصادر روايات أسباب النزول : تفسير القمّي : لعليّ بن إبراهيم القمّي ، وتفسير العيّاشي : لمحمّد بن مسعود العياشي ، وكلاهما من علماء الشيعة في القرن الثالث ، وقد كانا المعتمد لمن ألّف فيما بعد في مجال التفسير بالمأثور ، كعبد علي بن جمعة العروسي الحويزيّ ، من علماء القرن الحادي عشر ، « 12 ».
والسيّد هاشم الحسيني البحراني ، المتوفّى 1107 هـ ، « 13 » حيث أكثروا نقل روايات تفسيري القمّي والعيّاشيّ ، ولا سيّما ما نقل في مجال أسباب النزول ، ويظهر من خلال استقراء روايات أسباب النزول في نور الثقلين والبرهان أنّ عمدة مصادرهما في هذا المجال هو بالأخصّ تفسير القمّي ، فقد أكثروا منها حتّى لا تكاد الأسباب المنقولة عن غيره تبلغ عددا يذكر . « 14 » وفي مراجعة لعملي القمّي والعيّاشيّ تستوقفنا بعض الملاحظات :
يلاحظ أنّ تفسير القمّي يحفل بعدد أكبر بكثير من أسباب النزول ، قياسا إلى تفسير العيّاشي ، مع أنّهما قاما بجمع روايات أهل البيت عليهم السّلام .
يعبّر في تفسير القمّي كثيرا بمصطلح : سبب النزول ، فيقول : سبب نزولها كذا . . . ، وطبعا ذلك من غير أن يجعل الأسباب في عنوان أو باب مستقلّ عن بقيّة الروايات .
عمد عليّ بن إبراهيم إلى الاجتهاد أحيانا في أسباب النزول مع الإشارة إلى طريقة استدلاله ، فأدخل فيها ما كان اجتهادا منه ، كما في قوله تعالى : {لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189] حيث ذكر أنّها : « نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام ؛ لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم « أنا مدينة العلم وعليّ عليه السّلام بابها ولا تدخلوا المدينة إلّا من بابها ». « 15 » ختاما نشير إلى أنّ ثمّة مصادر تفسيريّة يمكن الاستفادة منها في مجال نقل
روايات أسباب النزول ، كالتفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام ، « 16 » وكذلك تفسير الحبري ، « 17 » إلّا أنّ عدد روايات أسباب النزول فيها قليل جدا .
ثالثا : السيرة
الإرشاد في معرفة حجج اللّه على العباد : للشيخ المفيد ، وقد تعرّض فيه لسيرة الأئمّة عليهم السّلام ، وأورد فيه بعض أسباب النزول لا سيّما عند الحديث عن سيرة عليّ عليه السّلام « 18 ».
________________
( 1 ) . هناك خلاف بين العلماء حول زمان تأليف الأصول الأربعمائة ، فابن شهرآشوب ينسب إلى الشيخ المفيد قوله بأنّ زمان تأليفها يمتدّ بين زمان الإمام عليّ عليه السّلام وزمان الإمام الحسن العسكرىّ عليه السّلام ( معالم العلماء ، ص 39 ) ، فيما يرى أبو عليّ الطبرسيّ في إعلام الورى أنّها ممّا جادت به أنامل أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام وتلامذته ، فحسب ( إعلام الورى ، ج 1 ، ص 535 ) .
( 2 ) . كما في بيان سبب نزول الآيات التالية ، الرعد ، 43 ( ص 234 ، ح 11 ؛ ص 236 ، ح 18 ) ؛ الشعراء ، 192 ( ص 93 ، ح 6 ) ؛ فاطر ، 32 ( ص 48 ، ح 1 ) ؛ فصّلت ، 30 ( ص 93 ، ح 15 ) ؛ الزخرف ، 43 ( ص 71 ، ح 7 ) ؛ الذاريات ، 54 ( ص 110 ، ح 4 ) . . . .
( 3 ) . فممّا ورد في قسم الأصول ، أسباب نزول الآيات ، البقرة ، 143 ( ج 2 ، ص 38 ، ح 1 ) ؛ النساء ، 59 ( ج 1 ، ص 226 ، ح 1 ) ؛ الحجر ، 97 ( ج 2 ، ص 71 ، ح 3 ) ؛ النحل ، 83 ( ج 1 ، ص 354 ، ح 77 ) ؛ النحل ، 106 ( ج 2 ، ص 173 ، ح 10 ) ؛ طه ، 116 ( ج 1 ، ص 353 ، ح 73 ) ؛ الحجّ ، 25 ( ج 1 ، ص 348 ، ح 44 ) ؛ الليل ، 1 - 11 ( ج 2 ، ص 367 ، ح 4 ) . . . .
وممّا ورد في الفروع ، البقرة ، 158 ( ج 4 ، ص 245 ، ح 4 ) ؛ البقرة ، 196 ( ج 4 ، ص 9 ، ح 4 ) ؛ المائدة ، 33 ( ج 7 ، ص 245 ، ح 1 ) ؛ المائدة ، 106 ( ج 7 ، ص 5 ، ح 7 ) ؛ يوسف ، 108 ( ج 5 ، ص 14 ، ح 1 ) ؛ النور ، 6 - 9 ( ج 6 ، ص 163 ، ح 4 ) . . . .
وممّا ورد في الروضة ، النساء ، 88 - 90 ( ج 8 ، ص 327 ، ح 504 ) ؛ الأنعام ، 93 ( ج 8 ، ص 200 ، ح 242 ) ؛ التوبة ، 19 ( ج 8 ، ص 203 ، ح 245 ) ؛ هود ، 5 ( ج 8 ، ص 144 ، ح 115 ) ؛ الحجّ ، 73 ( ج 8 ، ص 337 ، ح 534 ) . . . .
( 1 ) . كما في آل عمران ، 135 ( ص 45 ، ح 3 ) ؛ الأنعام ، 33 ، 34 ( ص 92 ، ح 3 ) ؛ الأعراف ، 158 ( ص 157 ، ح 1 ) ؛ الرعد ، 7 ( ص 227 ، ح 13 ) . . . .
( 2 ) . كما في آل عمران ، 145 ( ص 158 ) ؛ العنكبوت ، 69 ( ص 127 ) ؛ الحجرات ، 1 ( ص 128 ) . . . .
( 3 ) . منها في البقرة ، 196 ( ج 5 ، ص 25 ، ح 74 ) ؛ القلم ، 51 ، 52 ( ج 3 ، ص 263 ، ح 746 ) . . . .
( 4 ) . كما في البقرة ، 207 ( ج 2 ، ص 159 و 165 ) ؛ آل عمران ، 77 ( ج 1 ، ص 368 ) ؛ النساء ، 69 ( ج 2 ، ص 233 ) ؛ يس ، 78 - 83 ( ج 1 ، ص 18 ) ؛ المجادلة ، 9 ( ج 2 ، ص 217 ) ؛ العاديات ، 1 - 11 ( ج 2 ، ص 21 ) . . . .
( 5 ) . لاحظ : البقرة ، 14 - 15 ( ج 3 ، ص 94 ) ؛ البقرة ، 82 ( ج 2 ، ص 9 ) ؛ آل عمران ، 102 ( ج 2 ، ص 177 ) ؛ المائدة ، 56 ( ج 3 ، ص 105 ) ؛ الشعراء ، 3 ( ج 2 ، ص 342 ) ؛ الأحزاب ، 9 ( ج 3 ، ص 134 ) ؛ الزمر ، 64 ( ج 1 ، ص 59 ) ؛ الشورى ، 9 - 10 ( ج 2 ، ص 339 ) ؛ الرحمن ، 19 ( ج 3 ، ص 318 ) ؛ الحديد ، 21 ( ج 3 ، ص 99 ) ؛ الحاقّة ، 44 - 51 ( ج 3 ، ص 37 ) ؛ الأعلى ، 1 ( ج 2 ، ص 15 ) ؛ النصر ، 1 ( ج 1 ، ص 234 ) . . . .
( 6 ) . مهريزي ، دروس في نصوص الحديث ونهج البلاغة ، ص 124 .
( 7 ) . كما في ، المائدة ، 3 ( ص 254 ) ؛ الشورى ، 23 ( ص 198 ) ؛ المنافقون ، 1 ( ص 329 ) . . . .
( 8 ) . وليس هذا بغريب ف ، « قد تضافرت الآثار عن كبار الصحابة في هذا المعنى ، فعن ابن عبّاس قال : ما نزل في أحد من كتاب اللّه تعالى ما نزل في عليّ ، وعنه أيضا قال : نزلت في عليّ ثلاثمائة آية ، وعن مجاهد قال : نزلت في عليّ سبعون آية لم يشركه فيها أحد » ( شواهد التنزيل ، فصل 5 ، 1 ، 39 - 43 ) .
( 9 ) . يقول : « وبما أنّ الأغراض تختلف في جمع الآيات وذكر أسبابها حسب اختلاف المواضيع المقصودة بالبحث والتأليف ، فإنّ الوقوف على جميع ما ألّف على النمط متعذّر ، ولم أتفرّغ للتتبّع الكامل كي أستقصي جميع المؤلّفات المختصّة كذلك . . . » ( السيّد الجلالي ، تراثنا ، ج 4 ، ص 50 ) .
( 10 ) . السيّد الجلاليّ ، تراثنا ، ج 4 ، ص 67 .
( 11 ) . كما لم يدوّنوا كتبا حديثيّة في مجال الأدعية والزيارات ، ولا الأخلاق والآداب ، وكذا الطبّ والصحّة ، راجع : المهريزي ، دروس ، ص 160 - 163 .
( 12 ) . وذلك في تفسيره المعروف بنور الثقلين .
( 13 ) . في تفسيره البرهان .
( 14 ) . ومن السهولة بمكان التحقّق من ذلك ، وكذلك الحصول على نماذج من أسباب النزول ، لذا فإنّنا لا نجد حاجة إلى ذكر نماذج لما ورد من أسباب النزول في التفسيرين المذكورين .
( 15 ) . تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 68 .
( 16) . كما ورد في البقرة ، 97 ، 98 ؛ راجع : ص 448 ، ح 296 - 298 .
( 17 ) . كما في آل عمران ، 200 ؛ راجع : ص 252 ، ح 17 .
( 18 ) . كما في بيان سبب نزول ، البقرة ، 113 ( ج 1 ، ص 166 ) ؛ البقرة ، 196 ( ج 1 ، ص 173 ) ؛ البقرة ، 207 ( ج 1 ، ص 53 ) ؛ آل عمران ، 59 - 61 ( ج 1 ، ص 167 ، 168 ) ؛ المائدة ، 67 ( ج 1 ، ص 175 ) ؛ الأنفال ، 5 ، 6 ، 47 ( ج 1 ، ص 67 ، 68 ) ؛ التوبة ، 25 ، 26 ( ج 1 ، ص 141 ) ؛ الإسراء ، 81 ( ج 1 ، ص 138 ) ؛ الأحزاب ، 1 - 25 ( ج 1 ، ص 69 ؛ ج 1 ، ص 105 ) ؛ الإنسان ، 8 - 12 ( ج 1 ، ص 178 ) ؛ العاديات ، 1 ( ج 1 ، ص 117 ؛ ج 1 ، ص 165 ) . . . .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|