المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


المحبة  
  
47   12:57 صباحاً   التاريخ: 2024-10-03
المؤلف : الشيخ علي رضا بناهيان
الكتاب أو المصدر : النظام التربوي الديني
الجزء والصفحة : ص 403 ــ 413
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017 9108
التاريخ: 25-4-2018 1922
التاريخ: 2024-02-20 854
التاريخ: 2024-05-30 603

من المواضيع المهمة جدا التي يلتفت إليها في مسار جهاد النفس، هو موضوع المحبة. المحبة تارة تنعقد بالدنيا وتارة تنعقد بالله وبأهل البيت (عليهم السلام). فلنبين بادئ ذي بدء العلاقة بين جهاد النفس وأصل الحب، ثم ننتقل إلى موضوع حب أهل البيت (عليهم السلام) والذي لم ينفك عن موضوع تقبل الولاية وإعطاء زمام الإدارة إلى الولي.

إن جهاد النفس بمعنى جهاد النفس ضد النفس / السلاح الوحيد لمجاهدة الرغبات التي لا قيمة لها، هو الرغبات الأخرى في قلب الإنسان

جهاد النفس، بمعنى محاربة بعض النزعات السطحية في داخل الإنسان. ولابد أن تكون هذه الحرب على يد فئة أخرى من النزعات التي هي في قلب الإنسان أيضا. إذن جهاد النفس بمعنى جهاد النفس ضد النفس، ويعني محاربة بعض الرغبات عن طريق رغبات أخرى. إن هذه المعركة قائمة في داخل الإنسان، وأما الإدارة التي تدير هذه الحرب من خارج وجود الإنسان ليس لها سوى أن تعطي برنامجا لإدارة هذه المعركة.

السلاح الوحيد المتاح استخدامه في عملية جهاد النفس ومحاربة بعض الرغائب، هو رغائب من نمط آخر. فإننا لو كنا ننطوي على رغائب سطحية وحسب، لا نقدر على هذا الجهاد. في الواقع أثناء جهاد النفس يتبارزان رغبتان مع بعض ثم تنتهي عملية الجهاد بتفضيل إحدى الرغبتين على الأخرى. إن هذه اللحظة هي لحظة الانتخاب، فعبر الانتخاب الأمثل نتمكن من إنتاج القيمة وإثبات قيمتنا أيضا. إذن لابد أن تكون محاربة الرغبات السطحية عن طريق رغبة ذات قيمة.

ألم تؤد محاربة الرغبات إلى ظهور عقد نفسية؟!

أثناء جهاد النفس وعدم تلبية بعض الرغائب قد يتبادر هذا السؤال إلى الذهن، وهو ألم تؤد محاربة الرغبات إلى ظهور عقد نفسية؟ خاصة وإن التوصية بجهاد النفس وإبعاد بعض الرغبات قد جاءت متعارضة مع بعض نظريات علماء النفس الذين هم يشيرون على الإنسان بممارسة كل ما يحب ويرغب فيه ليرتاح نفسيا.

هكذا يوصي بعض العلماء النفسانيّين المتغربين فيقول: (إن كنت قد فرحت بحدث ما، مثل ما إذا حصلت على إرث ضخم بعد وفاة أبيك وكنت مسرورا جدا بهذا الإرث، فلا داعي لحضورك في مجلس عزاء أبيك والتظاهر بالحزن واللوعة! بل بالعكس الأولى هو أن تظهر فرحك)! وهذا ما يسمّونه بالصدق في الثقافة الغربية ويعتبر عملا قيميّا. ولذلك يصل بهم الأمر في سبيل تلبية رغبات النفس وعبر تأصيل الصدق أن يزول الحياء من المجمع. ولكن الواقع هو أنه لا يجوز ذبح جميع القيم من أجل صيانة الصدق.

فلا يختبئ هذا الهوس خلف عنوان الصدق كما يحصل اليوم في المجتمع الغربي، بل يجب أن يحارب هوى النفس هذا بسلاح الحياء. يقولون في الغرب أرح نفسك ولا تجامل أحدا ويعبرون عن هذا السلوك بالصدق. فأحد عوامل شيوع بعض مظاهر الصدق في الغرب هو مثل هذه الأخلاقيات التي يوصي بها علماء النفس هناك.

إن جهاد النفس لا يعقّد الإنسان نفسيا

هل أن عدم تلبية رغبة من رغبات الإنسان يؤدي إلى ظهور بعض المشاكل من قبيل الابتلاء بعقد نفسية ويضر بالإنسان؟ يقول علماء النفس في الغرب: لأنك قد تتأذى فلا تجاهد نفسك فخذ راحتك وكن على رسلك، إذ قد يضر بك هذا الجهاد. ولكننا نقول إن جهاد النفس لا يلحق ضررا بالإنسان، إذ عندما تحارب رغبة سيئة، فإنك في الواقع تحاربها برغبة حسنة، فإذا قويت هذه الرغبة الحسنة يصبح جهاد النفس إرضاء للنفس من جهة أخرى.

فعلى سبيل المثال إنك تحب الله وتشعر باللذة والبهجة عند امتثال أمره، أو إنك تحب يوم القيامة ومغتبط بكونك محترما ومثابا في ذلك اليوم، فإنك عندما تترك إحدى رغباتك السطحية لصالح حبك لله ورغبتك في يوم القيامة، في الواقع قد لبّيت رغبة أقوى وأهم. لذلك تصفو روحك وينتابك شعور باطمئنان أعمق لكونك قد لبيت رغبتك المثلى والاهم. إن الرغبة في التقرب إلى الله أصيلة وأعمق جذورا، فإذا أقصيت رغبة سطحية لغرض تلبية هذه الرغبة لن تصاب بعقد نفسية، إذ قد لبيت نزعة ورغبة أعمق فلا تحزن لينجر حزنك هذا إلى عقد نفسية.

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (النَّظْرَةُ سَهُمْ مسموم من سهام إبليس، فمَنْ تَرَكَهَا خَوْفًا مِنَ اللَّهِ أعطاه إيماناً يجد حلاوته في قلبه) (مستدرك الوسائل، ج 14، ص 268). فمن غض بصره عن الحرام فهو في الواقع قد لبى رغبة أخرى من رغباته. إن الحب الذي أعانك على غض النظر عن الحرام هل هو موجود أم لا؟! فإذا كانت هذه النزعة والرغبة موجودة فلا شك في أنك قد استمتعت بتلبيتها. إن كنت قد عززت حبك الله ولأهل البيت (عليهم السلام)، سوف تجاهد نفسك من منطلق هذا الحب ولن تصاب بعقد نفسية، لأنك في نفس الوقت الذي تجاهد رغبة ما، تلبي رغبة أخرى وهي أقوى وأعمق منها.

لابد أن نضيّق سعة تلبيتنا لرغباتنا القليلة القيمة بحسب ظرفنا

جهاد النفس يعني محاربة الرغبات السيئة والعديمة القيمة. ولكن لابد أن نعرف أن أسلوب محاربة هذه الرغبات ليس هو أن نتركها بتاتا. فإنه يجب عليكم أن تلبوا بعض رغباتكم وإن كانت قليلة القيمة، ولكن لابد من تضييقها.

لقد كان أولياء الله قد ضيقوا رغباتهم القليلة القيمة إلى أقصى حد، بينما نحن فلابد أن نضيق سعة تلبيتنا لرغباتنا القليلة القيمة بحسب ظرفنا. أما وسيلة تضييق الرغبات القليلة القيمة وإزالة الرغبات السيئة، فهي الرغبات العميقة. يجب أن نعزز رغباتنا العميقة وهذا أمر ممكن.

تعزيز الحب لله عمل صعب

تعزيز الحب لله ليس بعمل هين، إذ ما دام قلب الإنسان ينطوي على حبة من خردل من حب الدنيا لن يدخل فيه من حبّ الله شيء. فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (كَمَا أَنَّ الشَّمْسَ واللَّيْلَ لَا يَجْتَمِعَانِ كَذَلِكَ حُبُّ اللَّهِ وحُبُّ الدُّنْيَا لَا يَجْتَمِعَانِ) (غرر الحكم، 2513) إذن لابد من المحاولة لتعزيز رغبات عميقة أخرى. فعلى سبيل المثال: 1- إن حب الجنة ورضوان الله أهون على الإنسان من حب الله 2ـ بمقدور الإنسان أن يعزّز خوفه من النار ويتقوى به على خفض حب الدنيا. إن الخوف من نار جهنم يستبطن في داخله حب العافية الأبدية، فإذا اشتد هذا الحب جدير به أن يكون حافزا لجهاد النفس. 3ـ الطريق الآخر لإضعاف الرغبات السيئة هي أن نستخدم حب الصحة والعافية في هذه الدنيا. فلنذكر أنفسنا بأن ارتكاب الذنوب تلحق بنا مشاكل وأضرارا في هذه الدنيا فضلا عن الآخرة، إذ أن كثيرا من مصائبنا الدنيوية قد حلت بنا بسبب ذنوبنا.

المستويات المختلفة في الرغبات الجيّدة

كما عرفنا أن السلاح الوحيد لمحاربة الرغبات السيئة هو الرغبات الجيدة. وإن قمة الرغبات الجيدة هي حب الله. أما حب الجنة فيقع في وسط الرغبات الجيدة والخوف من نار جهنم يقع في مرتبة نازلة من حب الجنّة وهو أسهل حصولا لدى الإنسان. ثم يأتي بعد ذلك الخوف من المصائب الدنيوية. فكل هذه المشاعر والنزعات كامنة في قلب الإنسان. كما يقع الخوف من ضغطة القبر ونزع الروح وسكرات الموت بين الخوف من مصائب الدنيا وعذاب الآخرة، فلابد من صرف الوقت على هذه المشاعر ودراسة الروايات ذات الصلة بها. ولابد من بذل قصارى الجهود في سبيل تعزيز هذه المشاعر وتمرين النفس عليها والتفكر فيها والمطالعة حولها وتعزيزها. وقد سهل الله في شهر رمضان عملية تعزيز الرغبات الجيدة.

إن شهر رمضان الفرصة رائعة لتعزيز الأهواء الصالحة. كل ذنب تتركه وكل جرعة غيظ تتجرعها وكل أمر إلهي تمتثله من شأنه أن يعزز رغباتك الصالحة، كما بإمكانك أن تبادر بتعزيز هذه الرغبات بشكل مباشر. فمن يلبّي أهواءه الحميدة تصفو نفسه وتزداد حيوية ونشاطا، كما تجلو نفسه الراضية والمطمئنة أيضا.

من بين المشاعر الصالحة، الشعور الذي يدفع الإنسان إلى الأمام أسرع، هو حب أهل البيت (عليهم السلام)

إن حب أهل البيت (عليهم السلام) يقضي على الأهواء القليلة القيمة. إذا لبى الإنسان هوى نفسه، يخرج عن اعتداله ويسلب الحكمة ويعجز عن الفهم والمعرفة. بينما إذا عزّز الإنسان نزعاته الصالحة يتعادل روحه.

يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (ذِكْرُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ شِفَاءٌ مِنَ الْوَغَلِ والْأَسْقَامِ ووَسْوَاسِ الرَّيْبِ وحُبُّنَا رِضا الرب) (تحف العقول، 114).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (مَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ حُبَ الْأَئِمَّةِ مِنْ أهل بيتي فقَدْ أَصَابَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلَا يَشْكَّنَّ أَحَدَّ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ فَإِنَّ فِي حُبِّ أَهْلِ بَيْتِي عشرون ـ عشرين ـ خصلة عشرٌ مِنْهَا فِي الدُّنْيَا وعَشْرٌ مِنْهَا في الآخرة أما التي في الدُّنْيَا فَالزُّهْدُ والْحَرْصُ عَلَى الْعَمَلِ والْوَرَعُ فِي الدِّينِ والرَّغْبَةُ فِي الْعِبَادَةِ والتوبة قبل الْمَوْتِ والنَّشَاطُ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ والْيَأْسِ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَالْحِفْظُ لِأَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالتَّاسِعَةُ بُغْضَ الدُّنْيَا وَالْعَاشِرَةُ السَّخَاءُ وَأَمَّا الَّتِي فِي الْآخِرَةِ فَلَا يُنْشَرُ لَهُ دِيوَانٌ وَلَا يُنْصَبُ لَهُ مِيزَانٌ وَيُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَيُكْتَبُ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النار ويبيض وجهه ويكسى من حلل الْجَنَّةِ ويَشْفَعُ فِي مِائَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وينظر الله عز وجل إِلَيْهِ بِالرَّحْمَةِ ويُتَوَّجُ مِنْ تِيجَانِ الْجَنَّةِ والْعَاشِرَةُ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَطُوبَى لِمُحِبِّي أَهْلِ بَيْتِي) (الخصال، ج 2، ص 515).

كلما تم جهاد النفس بشكل أفضل، كلما ازداد الإنسان حبا لأهل البيت (عليهم السلام)، وكلما ازددت حبا لأهل البيت (عليهم السلام) تزداد قوة على جهاد النفس. فأرجو أن لا نكون من الخجلين يوم القيامة أمام الحسين (عليه السلام) إذ يقول الله لنا، أما كان الحسين (عليه السلام) أهلا لأن تعشقه وتحبه أكثر مما كنت تحبه؟! فلماذا لم تسمح له بأن يحتل قلبك برمته ؟!.... صلى الله عليك يا أبا عبد الله. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.