تعتبر افكار بوسويه السياسية تأييداً لواقع السلطة التي كان يمارسها لويس الرابع عشر الذي جعله مثقفاً لولي عهده. وبحكم هذه الوظيفة التي كان يشغلها بوسويه وبحكم منطلقاته الدينية وضع كتابه المسمى: «السياسة المستمدة من الكتاب المقدس (الذي قدم فيه جميع براهينه وامثلته من الكتب المقدسة. يعد كتاب بوسويه نموذجاً للفكر الديني المؤيد للسلطة. اذ انه الى مصدرها الالهي مشبهاً اياها كهوبز بسلطة الاب على الاسرة. ويعتبر ان الملوك مفوضين لحكم شعوبهم من قبل الله. ولهذا فلا يبرر اي خروج على السلطة مهما كانت جائرة لأن طاعة الملوك هي طاعة الله. كما ان شرعية السلطة تكمن عنده في وجودها: «ليس العرش الملكي عرش انسان ولكنه عرش الله ذاته «. وهكذا فان أصلح اشكال الحكومات بنظر بوسويه هي الملكية الوراثية التي تستند على الحق الالهي في الحكم وتنتقل بين الذكور من الابن الاكبر الى الابن الأكبر متأثراً بذلك بالنظام الاقطاعي الذي تنتقل فيه السلطة أو حيازة الارض على هذا الشكل (1).

............................................
1- للمزيد انظر محمد طه بدوي: المرجع نفسه وكذلك محمد كامل ليلة: النظم السياسية. دار النهضة العربية بيروت 1969.