العوامل البيئية التى تؤثر على نمو المحاصيل (الرطوبة الجوية)

يطلق على بخار الماء الذى يحمله الهواء بالرطوبة الجوية ويتميز الماء الموجود بالهواء عن الماء الأرضي في أن الأول يوزع فى الهواء بانتظام كما أنه يتحكم في كمية الماء المفقودة من النبات بينما الماء الأرضى غير منتظم فى توزيعه كما أنه لا يتيسر بالكامل للنبات وتنحصر مصادر بخار الماء الموجودة بالهواء فى كل من الأسطح المعرضة للتبخر وفي النباتات ويعبر عن كمية الماء الموجودة فى الجو بالرطوبة المطلقة، وتتأثر الرطوبة المطلقة بعوامل عدة أهمها درجة الحرارة والرياح وكمية المياه الموجودة بالمنطقة حيث تقاس الرطوبة المطلقة بعدد جرامات الماء الموجودة فى متر مكعب من الهواء.

والرطوبة النسبية هي كمية بخار الماء الموجودة في الجو بالنسبة لما يستطيع الهواء حملة في حالة التشبع فالرطوبة النسبية هى أوضح دليل عن الجو عند درجة حرارة معينة كما تختلف الرطوبة النسبية باختلاف الوقت من اليوم كما تختلف باختلاف فصول السنة فتبلغ ذروتها قبل بزوغ الشمس وتكون أقل ما يمكن من الساعة الثانية وحتى الرابعة عصراً بالنسبة لفترات اليوم. أما بالنسبة لفصول السنة فترتفع الرطوبة النسبية في فصل الشتاء عن باقي فصول العام. كما أن الرطوبة النسبية تختلف من منطقة لأخرى داخل المنطقة الواحدة فتزداد في المناطق الساحلية وفى الوادي عن المناطق الجنوبية والصحراء الشرقية والغربية في مصر.

ولا يتوقف بخار الماء الموجود فى الهواء على صور الرطوبة فقط فعندما تعرض كتلة من الهواء الرطب للتبريد فان الرطوبة النسبية تقترب من 100% مع أن معدل الرطوبة الكلية لم يتغير وإذا زاد التبريد عن ذلك يتحول البخار إلى ندى حيث يتكثف بخار الماء على هيئة قطرات صغيرة. كما أن الهواء عند تعرضه لدرجة أقل يتكون الضباب وأحيانا قطع دقيقة من الثلج. وكل من السحب والضباب تختلف فى موقع وجودها والسحب توجد بعيدة عن الأرض بينما الضباب يمتد من الأرض لأعلى وتعكس السحب جزءاً من الأشعة الشمسية التي تقع عليها كما تمتص جزءاً كبيراً منها وهي بذلك تمنع الأشعة الشمسية من المرور بالأرض.

العوامل المؤثرة على الرطوبة الجوية:

1- درجة الحرارة: عند ارتفاع درجة الحرارة يزداد مقدار ما يمكن أن يتحمله الهواء الجوي من بخار الماء وبذلك تنخفض الرطوبة النسبية وهذا ما يتضح من ارتفاع درجة الرطوبة النسبية أثناء الليل وانخفاضها بالنهار.

2- التعرض للشمس: الشمس هي مصدر الحرارة ذات التأثير السابق على الرطوبة والمناطق المعرضة للشمس تكون ذات رطوبة نسبية أقل.

3- الرياح: كلما كانت الرياح جافة كلما ساهم فى طرد الهواء المحمل ببخار الماء مما يقلل من الرطوبة النسبية.

4- محتوى الماء الأرضى: يزداد الماء المتبخر من الأرض بارتفاع كمية الرطوبة الموجودة بها ولهذا ترتفع الرطوبة الجوية النسبية بالقرب من الأرض.

5- الكساء الخضري: ترتفع الرطوبة النسبية بالغرب من النبات وذلك لما يفقده النبات من ماء في صورة نتح كما تتأثر الرطوبة النسبية من جهة أخرى بالكساء الخضرى عن طريق تقليله لتأثير كل من درجة الحرارة والرياح.

أثر الرطوبة الجوية على نمو المحاصيل:

تلعب الصور المختلفة لبخار الماء فى الجو دوراً هاماً في حياة النبات سواء كانت بالسلب أو بالايجاب ولابد من إيضاح كل من هذه الأدوار للاستفادة منها أو لتفادى الضرر التي تحدثه بالنبات.

1- تأثير الرطوبة على معدل النتح فكلما انخفضت الرطوبة النسبية كلما زاد معدل النتح وزيادة معدل النتح تؤثر على الكثير من العمليات الفسيولوجية للنبات. فكلما زاد النتح كلما نقص ضغط انتفاخ الخلايا مما يؤدى إلى ذبول النبات. كما تزداد سرعة انتقال السكريات لارتفاع درجة الرطوبة النسبية والعكس ومع ذلك فإنه يتلاشى تأثير الرطوبة النسبية على النبات عند توفر الرطوبة الأرضية.

2- تعتبر الرطوبة النسبية من العوامل الهامة التي تؤثر على عقد الأزهار وعند انخفاض الرطوبة النسبية تسقط كثير من الأزهار في بعض المحاصيل.

3- زيادة جودة بعض المحاصيل عند ارتفاع الرطوبة النسبية ولذلك تزرع الأقطان طويلة التيلة التي تحتاج إلى رطوبة نسبية تزيد عن 70% أثناء نضج اللوز في شمال مصر.

4- يودی ارتفاع الرطوبة النسبية على انتشار بعض الأمراض مثل صدأ القمح لذلك يفضل زراعة الأصناف المقاومة للمرض فى المناطق التي ترتفع بها الرطوبة الجوية النسبية.

5- يؤدى البرد وهو أحدى صور الرطوبة الجوية أضراراً لسيقان النبات ويتوقف ضرر البرد على شدة سقوطه وطور النبات الذي يسقط عليه البرد.

6- يعتبر الندى سلاحاً ذو حدين من فوائده المساعدة في حصاد بعض المحاصيل الشتوية مثل الشعير والقمح والفول بحيث لا يحدث فقد للحبوب نتيجة انتشار البذور أو الحبوب أثناء الحصاد بعض المحاصيل كما أنه يساهم في سرعه ذوبان الأسمدة الكيمائية في الماء أما من ناحية الضرر فإن الندى يعطل إجراء بعض العمليات مثل جنى القطن أو دراس بعض المحاصيل مثل الأرز والقمح والشعير والفول البلدى.

7- الرطوبة النسبية العالية تعمل على خفض تركيز المواد التي رشت بها النباتات كالمبيدات الحشرية والفطرية ومبيدات الحشائش الأمر الذى يؤدى إلى زيادة التركيز عن المعدل الموصى به أو اعادة الرش.

8- تؤثر السحب على سرعة انتقال المواد السكرية بالنبات ووجد أن الجو الملبد بالغيوم شجع النمو الخضري للكتان.