أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-6-2017
2962
التاريخ: 22-6-2017
2072
التاريخ: 2023-04-21
2132
التاريخ: 22-6-2017
3449
|
هُناك بعضٌ من اللياقات الّتي لم تندرج ضمن الفصول السابقة، وهي لياقات ليس لها علاقة بالمناسبة، بل هي من لياقات متفرّقة أشارت لها الروايات الشريفة، وسنتعرّض لها في هذا الفصل الأخير من هذا الكتاب، ومن هذه اللياقات:
تسميت العاطس
العطسة حالة تصيب الإنسان، وقد جعلها الله صحّة للبدن، وقد أثبت لها العلم الحديث فوائد كثيرة، منها أنّها تطرد بعض الجراثيم الموجودة في البدن، وتنشّط الجسم بكلّ خلاياه، وعن رسول الله الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): "العطاس للمريض دليل العافية وراحة للبدن"[1].
وقد ورد في الحديث عن الإمام الباقر (عليه السلام): "نِعْمَ الشيء العطسة تنفع في الجسد، وتذكّر بالله عزَّ وجلَّ"[2].
وفي رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "العطاس ينفع في البدن كلّه ما لم يزد على الثلاث، فإذا زاد على الثلاث فهو داء وسقم"[3].
أدب السامع للعطسة
يستحبّ لمن سمع العطسة من الآخرين أن يسمّتهم ففي الرواية: "كنّا عند أبي عبد الله "الصادق" (عليه السلام) فأحصيت في البيت أربعة عشر رجلاً فعطس أبو عبد الله (عليه السلام) فما تكلّم أحد من القوم فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ألا تسمّتون، ألا تسمّتون، من حقّ المؤمن على المؤمن إذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشهد جنازته، وإذا عطس أن يسمته، وإذا دعاه أن يجيبه"[4].
وأما كيفية التسميت، فتجيبنا عنه الرواية الأخرى: كان الإمام الباقر (عليه السلام) إذا عطس فقيل له: "يرحمك الله قال: يغفر الله لكم ويرحمكم، وإذا عطس عنده إنسان قال: يرحمك الله عزَّ وجلَّ"[5].
وفي رواية أنّه: عطس غلام لم يبلغ الحلم عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: الحمد لله، فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): "بارك الله فيك"[6].
وينبغي لفت النظر هنا إلى حُسْن التسميت حتّى لمن لم يكن مسلماً، ففي الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "عطس رجل نصراني عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له القوم: هداك الله، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فقولوا: يرحمك الله، فقالوا له: إنه نصراني؟! فقال (عليه السلام): لا يهديه الله حتّى يرحمه"[7].
أدب العاطس
من الأدب للعاطس أن يذكر الله تعالى ويحمده، ففي الرواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: "إذا عطس الرجل فليقل: الحمد لله (ربّ العالمين) لا شريك له، وإذا سمت الرجل فليقل: يرحمك الله، وإذا ردّ فليقل: يغفر الله لك ولنا: فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سُئل عن آية أو شيء فيه ذكر الله فقال: كلّ ما ذكر الله فيه فهو حسن"[8].
وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "إذا عطس المرء المسلم ثم سكت لعلّة تكون به قالت الملائكة عنه: الحمد لله ربّ العالمين، فإن قال: الحمد لله ربّ العالمين قالت الملائكة: يغفر الله لك"[9].
توقير ذي الشيبة المسلم
لقد دعانا الإسلام لاحترام ذوي الشيبة من المؤمنين وكبار السنّ عامة، بل عدّ من يجهل حقّهم منافقاً، ففي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "ثلاثة لا يجهل حقّهم إلّا منافق معروف بالنفاق: ذو الشيبة في الإسلام، وحامل القرآن، والإمام العادل"[10].
ولهذه الدعوة فائدتان أساس:
الأولى: أنّ في احترام كبار السنّ إشعاراً لهم بمكانتهم وأنّهم مهما كبروا فإنَّ مكانتهم بين أفراد المجتمع محفوظة، لأنّهم أصحاب التجارب الطويلة والخبرة العميقة بتفاصيل الحياة.
والثانية: أنّ احترام الكبار فضلاً عن كونه من الأخلاق النبيلة، فإنّه ممّا وعد عليه الله تعالى الثواب الكبير وهذا ما تدلّ عليه الروايات الكثيرة منها:
ما روي عن رسول الله الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): "من وقّر ذا شيبة في الإسلام آمنه الله عزَّ وجلَّ من فزع يوم القيامة"[11].
وقد عدّت بعض الروايات إجلال كبار السنّ إجلالاً لله تعالى، ففي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إنّ من إجلال الله عزَّ وجلَّ إجلال الشيخ الكبير"[12].
وكما حثّت الروايات الشريفة على احترام الكبار فإنّها نهت عن الاستخفاف بهم، ففي الرواية: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): "من إجلال الله عزَّ وجلَّ إجلال المؤمن ذي الشيبة، ومن أكرم مؤمناً فبكرامة الله بدأ، ومن استخفّ بمؤمن ذي شيبة أرسل الله إليه من يستخفّ به قبل موته"[13].
هذا بعض ما أشارت إليه الشريعة الإسلاميّة الغرّاء الّتي أرسل الله تعالى بها نبيّه الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكذا دعانا أهل البيت عليهم السلام إلى الاستنان بهذه السنن، فإنّها تصبُّ أولاً وأخيراً في صلاحنا وسعادتنا سواء في الدنيا أم في الآخرة، وفّقنا الله تعالى لمراضيه وجنّبنا معاصيه، إنّه سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|