المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



شرح متن زيارة الأربعين (وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلىٰ خَلْقِكَ)  
  
248   03:07 مساءً   التاريخ: 2024-08-23
المؤلف : مهدي تاج الدين
الكتاب أو المصدر : النور المبين في شرح زيارة الأربعين
الجزء والصفحة : ص120-122
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

الحجة: هي البرهان، وقيل: الحجة الكلام المستقيم على الاطلاق، ويراد بها الدليل والبرهان، ثم إن البرهان قد يكون باللفظ ، وقد يكون بالعمل، والبرهان العملي ابلغ في إثبات الدعوى لأنه لا يحتمل الخطاء، ومن المعلوم أن أول الدلائل في مقام الحجة هو الوجدان، وهذا بخلاف البرهان اللفظي فإنه لا يتجاوز إلّا الادعاء على المدعى، ومن المعلوم أيضاً أن الأذواق والافهام مختلفة لجودة الدرك وعدمها في الأشخاص، فحينئذ لازمة طرّو الاشتباه في الدلالة اللفظية، ولذا يحتاج في قطعية الدلالة اللفظية إلى احتفافه بالقرائن اللفظية الأُخرى والحالية ونحوها وهذا بخلاف البرهان العملي، وقد علم مما سبق أن الامام الحسين (عليه ‌السلام) كما في هذه الزيارة والأئمة الأطهار (عليهم ‌السلام) براهين وحجج تامة لله تعالى في السرّ والعلانية على خلقه في عالم الوجود مطلقاً من عالم الدنيا والآخرة والاُولى وهي عالم الأرواح والذر، كما ورد في زيارة الجامعة « وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأُولى » فمعنى الأولى أي في عالم الذر وسوف نشير إلى بعض الروايات الواردة في هذا المقام، وأما قوله (عليه ‌السلام) « عَلىٰ خَلْقِكَ »: فإن معنى الخلق: هو جميع ما سوى الله تعالى من المجردات والماديات والعقول والنفوس والحيوانات والنباتات... الخ، فجميع اصناف الخلق معنون بعنوان انه مخلق لله تعالى فهو خالق كل شيء، وعليه فالخليقة كالجنس يشمل جميع أنواع الموجودات، وإن شئت فقل ان الخلق مساوق للايجاد والوجود.

قال بعض الأعلام: قد يظن ان الخالق والباري والمصوّر الفاظ مترادفة بمعنى الخلق والاختراع كما قال تعالى: (هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) ولكن الأمر ليس كذلك فإن الله تعالى خالق من حيث هو مقدر وبارئ من حيث هو مخترع وموجد ومصور من حيث إنه رتب صور المخترعات على أحسن ترتيب، وبعبارة اُخرى، فإن كل ما يخرج من العدم إلى الوجود مفتقر إلى تقدير اوّلاً وإيجاده على وفق التقدير ثانياً وإلى التصوير بعد الإيجاد ثالثاً.

وقد يقال: ان الخالق هو الموجد للكون والباریء هو الموجد للعين والمصور هو الموجد للتقدير، وعلى أي حال فإن الله تعالى جعل الإمام الحسين (عليه ‌السلام) وأهل البيت (عليهم ‌السلام) حججاً على خلقه والسر في ذلك لأنه تعالى خلقهم كاملين في العلم والمعارف، وحمّلهم علمه وأعطاهم حكمته وأتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين، وقد دلت على ذلك جملة من الروايات منها: عن بصائر الدرجات عن الإمام الحسن بن علي المجتبى (عليه ‌السلام) قال: « إن لله مدينتين أحداهما بالمشرق والاُخرى بالمغرب عليهما سوران من حديد ، وعلى كل مدينة ألف ألف مصراع من ذهب، وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه وأنا أعرف جميع اللغات، وما فيها وما بينهما حجة غيري والحسين أخي »، وعن ابن أبي يعفور قال، قال لي الإمام الصادق (عليه ‌السلام): يابن يعفور، إن الله تعالى واحد متوحد بالوحدانية متفرد بأمره فخلق خلقاً ففردهم لذلك الأمر فنحن هم، يابن أبي يعفور فنحن حجج الله على عباده وشهداؤه على خلقه واُمناؤه وخزانه على علمه والداعون إلى سبيله والقائمون بذلك فمن اطاعنا فقد اطاع الله، ففي الكافي عن الإمام الكاظم والرضا (عليهما ‌السلام) قالا: « إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلّا بإمام حتى يعرف »، وعن الصادق (عليه ‌السلام) قال: « ما زالت الأرض إلّا ولله فيها الحجّة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل الله »، وعن أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) قال: « إن الله طهّرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه، وحجته في أرضه، وجعلنا مع القرآن، وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا »، فظهر ممّا ذكر أنّ الإمام الحسين (عليه ‌السلام) كما أشارت إلى ذلك الزّيارة وكذلك الأئمة (عليهم ‌السلام) لأنّهم نور واحد، وأنّهم حجج الله تعالى على جميع العوالم، أي انّهم الحجج على جميع من في الوجود مما دون العرش إلى ما تحت الثرى ثم إنهم حجج الله تعالى على الكل بجميع أقسام الحجية من القول المتضمّن للبرهان العقلي، والعمل الدال على صدق المدعى، فهم (عليهم ‌السلام) حجج الله تعالى قولاً وفعلاً وصفة ، وأثبتوا كونهم حجة الله تعالى بالأُمور القطعية الدالة عليها وأهمها كون قولهم مطابقاً للعقل والبرهان والمعجزات الصادرة عنهم دالة على صدق دعواهم، والكتب مشحونة بمعجزاتهم بنحو تبهر منه العقول كما لا يخفى على المتتبع للآثار، والله الموفق إلى طاعته والعمل له.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.