أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-2-2019
3486
التاريخ: 15-3-2016
3101
التاريخ: 2023-12-03
1392
التاريخ: 2-5-2016
3309
|
هذا الحديث من الصحاح التي يجب أن يتعمق الفقهاء في دلالتها وأبعادها . قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصا الله ، ومن أطاع علياً فقد أطاعني ، ومن عصا علياً فقد عصاني )[1] ! ! ومن ميزات هذا الحديث أن الذهبي الذي هو إمام النقد والتجريح عندهم ، والذي عمل كل ما استطاع لإسقاط عمدة أحاديث فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ، قد صحح هذا الحديث ووصف أبا ذر الذي ينتهي اليه بأنه : رأس في العلم والزهد والإخلاص والجهاد وصدق اللهجة .
لعل هذا الكلام يصل إلى بعض أصحاب الفكر السنيين ، فعندما نقول يجب أن يتعمق الفقهاء في هذا الحديث ، لا نقصد التعمق بالفقه الابتدائي بل بالفقه النهائي . فينبغي أن يعرف هؤلاء حتى لا يقعوا في الغرور بعملهم الحديثي ، أنهم بلغوا الغاية في رواية الحديث والأسانيد ، والشاهد على ذلك ما فعله محققوهم في قلب المتون من قبيل قلب الحديث المرفوع عن أنيسة في أذان بلال وابن أم مكتوم ، قلب روايتها وفقهها ! وكذلك قلبهم طبقة الإسناد ، كالذي ارتكبه الرواة الحمقى من قلب مئات الأسانيد على المتون والمتون على الأسانيد ، في البخاري وغيره .
نعم إنهم قاموا بأعمالهم هذه بكل دقة ! وارتكبوا بكامل ذكائهم أنواعاً من القلب والرفع والتدليس ، وبقية أنواع تحريف السنة الثمانية والعشرين مما لا يخفى على الخاصة !
لكن الذي تركوه وأعرضوا عنه هو فقه الحديث ! وعليهم أن يعترفوا بذلك .
ومن الواضح أن نسبة فقه الحديث إلى عملهم الواسع في روايته نسبة اللب إلى القشر ، فأين هم عن فقه السنة ؟ !
ماذا فعلوا في فقه هذا الحديث الذي هو باعتراف كبير نقادهم الذهبي صحيح لا ريب فيه ، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصا الله ، ومن أطاع علياً فقد أطاعني ومن عصا علياً فقد عصاني !
وما هي النتيجة التي أخذوها منه ؟ !
هذا الحديث الذي صح عن الصحابي الجليل أبي ذر رضوان الله عليه ، الذي يقول عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ إن النبي وصفه بأنه ليس تحت ظل السماء أصدق لهجة منه . . فكيف تجاوزوا قوله وأعرضوا عن حديث نبيهم صلى الله عليه وآله ولم يتفكروا فيه ؟ !
لا يمكننا في هذه العجالة أن نستوفي فقه هذا الحديث الشريف ، لكنا نعمل بقاعدة الميسور ، ففي هذا القول النبوي الكريم أصل وفرع ، وشجرة وثمرة ، وعلة ومعلول . . أما البحث في المعلول والنتيجة الظاهرة المترتبة عليه ، فأولها عصمة علي بن أبي طالب عليه السلام . . فكيف غفلوا عن هذه الحقيقة ، وحصروا العصمة برسول الله صلى الله عليه وآله مع أن قوله هذا نصٌّ في عصمة علي عليه السلام ؟ !
وبرهانه أن قوله : ( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصا الله ، ومن أطاع علياً فقد أطاعني ، ومن عصا علياً فقد عصاني ) يدل على أن إرادة عليٍّ لا يمكن أن تتخلف عن إرادة الله تعالى ، ولا أن تتخلف كراهته عن كراهة الله تعالى ، ولو أمكن أن تتخلف لكان قوله : من أطاعه فقد أطاع الله ، غلطاً ، ولكان قوله : من عصاه فقد عصى الله ، باطلاً ، معاذ الله !
وما دام شق هذه القضية حقاً ، فإنكار عصمة علي باطل !
ولنرجع إلى العلة وجذر هذا الحديث ، لنرى أن قائله هو أول عالم الوجود صلى الله عليه وآله ، وكلامه ليس فقط للرواية والتسجيل في الكتب كما يتخيلون ، فالعلم مخزونٌ عند أهله فاقتبسوه في مظانه .
لقد بدأ النبي صلى الله عليه وآله عن طريق عقلي ، وأنهى القضية إلى إرشاد عقلي ، وهذا شأن مقامه العلمي صلى الله عليه وآله !
بدأ أولاً بكلمة : من أطاعني ، وشرع من إطاعة الله تعالى لا من علي عليه السلام وفي ذلك نكتة عميقة ليس هذا مجالها . وإن أحداً لا يستثنى من الدخول في دائرة قوله ( مَن ) ، فكل الناس عليهم أن يطيعوا الله تعالى ، ويدخلوا في دائرة ( مَن ) هذه ، وذلك بالدليل العقلي أو النقلي ، الإستقلالي أو الإرشادي . وكل من دخل في هذه الدائرة التي هي طاعة الله تعالى ، يجب عليه أن يدخل بنفس الدليل في طاعة الرسول صلى الله عليه وآله لأنه لا ينطق عن الهوى !
ثم قال صلى الله عليه وآله بعد ذلك : ومن أطاع علياً فقد أطاعني ومن عصا علياً فقد عصاني فدل على أن كل من دخل في تلك الدائرة فعليه أن يدخل في هذه الدائرة ، فلا يمكن التخلف بين دائرة ( مَن ) ودائرة ( مَن ) هناك !
فكيف لم يفكروا في ذلك ؟ ! إن مسؤولية العالم غير مسؤولية الجاهل !
والمهم هنا أن يفهم الفقيه السني أننا عندما نقول : علي وجه الله تعالى ، فإنا لا نغالي بل نقولها بالدليل والبرهان ، ونعتمد فيها على رواية السنيين التي لا تقبل الإنكار عند علماء الجرح والتعديل وعلماء اللغة والبيان !
وتوضيح المطلب : أن الأمر أو النهي له مبدأ ومنتهى ، فمنتهاه الإطاعة أو المعصية ، ومبدؤه الإرادة ، وحدُّه الوسط الكراهة .
فالأمر والنهي معلولان للإرادة لا محالة ، فيستحيل إطاعة الله تعالى ومعصيته بدون وجود إرادة وأمر أو نهي ربانيين صادرين عنها ، وقد أراد النبي صلى الله عليه وآله بقوله : ومن أطاع علياً فقد أطاعني . . أن يُفهم المسلمين أن إرادة علي إرادة الله تعالى وكراهته كراهة الله تعالى ! إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ( سورة ق : 37 )
تأمل في تسلسل قوله صلى الله عليه وآله : من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصا الله ، ومن أطاع علياً فقد أطاعني ومن عصا علياً فقد عصاني ، فإنها لمن يفهمها قضية خطيرة تقشعر منها الجلود ، ويضطرب لها الإنسان فيخرس عن الكلام ! قضية خطيرة وحق كبير ، لا يمكننا أن نتنازل عنه !
من أطاعني فقد أطاع الله . . فقد استعمل النبي صلى الله عليه وآله في حكمه الذي أصدره لفظ ( مَن ) للتعميم ، وحرف ( الفاء ) للتفريع ، وحرف ( قد ) للتحقيق !
ونتيجة ذلك ومعناه : أنه إذا تغير وجه علي غضباً ، فبدليل ارتباط البدن بالروح وفناء إرادة علي عليه السلام في إرادة الله تعالى ، وفناء غضبه في غضب الله تعالى ، فإن هذا ليس تغير وجه علي عليه السلام ، بل هو مرآة لغضب الله تعالى !
وإذا تبسمت شفتا علي فهذا ليس تبسم علي عليه السلام بل هو مرآة لرضا الله تعالى !
ذلك أن هذه الإرادة فانيةٌ في تلك ، فهي انعكاسٌ لها ، وكراهته فانية في تلك فهي انعكاسٌ لها ، وذلك بقانون انعكاس الروح على البدن !
فعلي عليه السلام لا محالة وجه الله تعالى ، ومظهر أمره ونهيه وإرادته !
لا يصح أيها الفضلاء أن تقدموا الروايات الشريفة الواردة في تفاسيرنا في مثل هذا الموضوع ، بشكل بسيط بدون تحليل ، أمام المخالفين السذج الذين لاعلم لهم ، بل ينبغي أن تبينوا جذرها العقلي والنقلي من المصادر . . فعندما تقولون لهم إن علياً عليه السلام يد الله وعين الله ، يتصور هؤلاء العوام أنها غلو ! !
إن هؤلاء الذين لم يشموا رائحة العلم والحكمة ولم يفهموا الكتاب والسنة ، كيف يفهمون أن يصل إنسانٌ إلى أن يكون وجه إرادة الله تعالى ونهيه ، ومظهر سر اسمه الأعظم وغيبه ؟ !
إن هذا الظهور لاسم الله تعالى على روح علي عليه السلام هو الذي يعطيه مقام قدرة يد الله تعالى ، مقام : وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى ! هذا المقام العظيم الذي يجعله يقول : والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية ، ولكن بقوة ربانية ، ونفس بنور بارئها مُضيَّة .
إن هذا البشر ، هذا الإنسان ، هذا الموجود ، فوق مستوى العقل البشري . . فها أنتم ترون أنَّا لم نستطع أن نستوفي حديثاً نبوياً واحداً في حقه ، ولا نستوعب ما قاله النبي صلى الله عليه وآله ، في مقامه عليه السلام .
فأيُّ ظلم في العالم كهذا الظلم الذي وقع عليه ؟ ! وكيف يمكن لعاقل أن يغض النظر عن ظلامته ويتحمل أن يؤخر إنسان مثل علي عليه السلام ، ويقدم عليه أشخاص تعرفون مستواهم !
لله أي إنسان أخروا ، وأي أشخاص قدموهم عليه ؟ !
إذا كنت فقيهاً سنياً ، فهل فكرت في هذه القصة التي يرويها ابن حجر في شرحه للبخاري ، قال في فتح الباري : 9 / 323 : ( قوله : وقال علي : ألم تعلم أن القلم رفع عن ثلاثة عن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يدرك وعن النائم حتى يستيقظ . وصله البغوي في الجعديات عن علي بن الجعد ، عن شعبة ، عن الأعمش عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ، أن عمر أتي بمجنونة قد زنت وهي حبلى ، فأراد أن يرجمها ! فقال له علي : أما بلغك أن القلم قد وضع عن ثلاثة . . فذكره ، وتابعه بن نمير ، ووكيع وغير واحد ، عن الأعمش ، ورواه جرير بن حازم عن الأعمش فصرح فيه بالرفع . أخرجه أبو داود وابن حبان من طريقه ، وأخرجه النسائي من وجهين آخرين عن أبي ظبيان مرفوعاً وموقوفاً ، لكن لم يذكر فيهما ابن عباس جعله عن أبي ظبيان عن علي ، ورجح الموقوف على المرفوع . وأخذ بمقتضى هذا الحديث الجمهور ) !
فالشخص الذي لا يعرف حكم العاقل من حكم المجنون ، ولو لم ينبهه أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك اليوم ، لقتل تلك المرأة بدون حق ، وقتل جنينها أيضاً ، ولنسبت هذه الجريمة إلى الإسلام ! !
إنه لا مجال لإنكار هذه الرواية ، إلا بإنكار الفقه السني الذي تسالم عليها ! تُرى ، كيف يقدَّم مثل هذا الشخص على علي عليه السلام الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وآله : من أطاع علياً فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع الله ؟ ! كيف يجوز أن يقدَّم أحدٌ على إنسان طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله ، ورأيه حكم الله ، وعلمه من علم الله تعالى ؟ ! ! على شخصٍ قال فيه النبي صلى الله عليه وآله : أقضاكم علي . . علي مع القرآن والقرآن مع علي . . الخ . فهل هذه النصوص النبوية الجازمة من مصادرنا حتى ينكروها ؟ !
وهل حديث : أنا مدينة الحكمة وعلي بابها . . من مصادرنا أو مصادرهم ؟
إن علياً عليه السلام قمة العلم في هذه الأمة ، ومعدنه ، والذي عنده علم الكتاب ، والشاهد على الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله : قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ . ( سورة الرعد : 43 ) ، الكتاب الذي وصفه الله تعالى فقال : وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَئْ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ . ( سورة النحل : 89 )
فهل يجوز أن يؤخر إنسان بهذا المستوى العظيم ، ويقدم عليه من لا يعرف حكم الحبلى المجنونة ؟
أم هل يجوز أن يقدم عليه أبو بكر بن أبي قحافة الذي لم يكن يعرف حكم إرث الجدة ، فاعترف أنه لا يعرف هل ترث أم لا ، ولا يعرف سهمها ؟ !
لقد حاول الذهبي أن يغطي على جهل أبي بكر في تذكرة الحفاظ وسير الأعلام ، ويقلب جهله بإرث الجدة إلى افتخار ، وأنه كان يسأل عما لا يعرفه ! لكنه بذلك كشف مستواه ؟ ! ![2]
إن الجاهل بأحكام الإسلام الذي يفتي في أمور الدين استناداً إلى أمثال المغيرة بن شعبة ، والمغيرة معروف أنه رأس المكر والكذب ، والفاسق الذي عزله عمر بن الخطاب ! كيف يكون خليفة النبي صلى الله عليه وآله ويجلس مجلسه ، ويقدم على علي بن أبي طالب عليه السلام ، الذي من أطاعه فقد أطاع الله ، والذي هو مع القرآن ومع الحق ، إلى آخر الصفات التي قالها فيه النبي صلى الله عليه وآله ؟ ! !
فهل هذا من العقل ، أو من الكتاب أو السنة ؟ ! أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ( سورة يونس : 35 ) .
ألا يفكر هؤلاء أنهم مسؤولون يوم القيامة : وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ !
ألم تفكروا أن النبي صلى الله عليه وآله عندما قال : من أطاعه أطاعني ، هل كان أبو بكر وعمر داخلين في دائرة الإطاعة هذه ، أم خارجين عنها ؟ !
إن من يخرج عن دائرة هذه الطاعة فقد خرج عن دائرة طاعة الله تعالى ! ومن دخل في دائرة طاعة الله ، فلا بد أن يدخل في دائرة طاعة علي ، لأن أمره أمر الله ونهيه نهي الله تعالى ! وعليه فإن طاعة علي عليه السلام بنص صحاحهم فريضة ! وأصل خلافة أبي بكر وعمر بنص صحاحهم باطلة ! !
( أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) ؟ !
إنها حقائق لا يمكننا الإغماض عنها والسكوت عليها . . فقد تقع ظلامة من نوعها على مثلي أو مثلك ، بأن يعزل الإنسان عن الحكم ويقصى عن منصب القيادة ويجلس بدله شخص جاهل ! فتكون ظلامةً خفيفة أو قابلة للإصلاح ، لكنها في مثل خلافة النبي صلى الله عليه وآله على مثل علي ثم مصيبة مؤلمة ، وقد وصفها هو عليه السلام بأنها أحدُّ من حزِّ الشفار ، وبأن ألمها يذيب البدن ، لأنه يعرف ماذا خسرت الأمة والبشرية بها ! فهو يعرف بما آتاه الله علم وبعد نظر حقيقة ما حدث بعد النبي صلى الله عليه وآله ، وأنهم أضاعوا الثمرة المطلوب نضجها على يده من بعثة جميع الأنبياء عليهم السلام ، ثمرة قوله تعالى : لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ . ( سورة آل عمران : 164 )
أجل ، لم يكن كسر ضلع الصديقة الزهراء عليها السلام مصيبةً قاتلة لعلي عليه السلام ، ولا كان غصب فدك مصيبةً غير محتملة ، لكن الذي كان يحزُّ في قلبه ويؤرقه أنه يرى أن المجلس الذي كان يجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وآله ، والمنبر الذي كان يجلس عليه من قال الله له : وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً . ( سورة النساء : 113 ) يراه يجلس فيه من يقول عن نفسه : كل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال !!
المصيبة التي كانت تحز في قلبه أنه رأى الزهراء عليها السلام عندما ذهبت من الدنيا وغسل جنازتها ، رآها قد ذاب جسمها من الأذى ( حتى صارت كالخيال ) !
لقد بقي منها شبه البدن ، وذاب بدنها من اضطهادهم وأذاهم ! !
والأمر المهم بالنسبة إليكم أنتم الحاضرين في هذا المجلس ، وأنتم ما بين فقيه وسائر في طريق الفقاهة . . أن تعرفوا تكليفكم اليوم . فلو كان أحدنا عالماً سنياً ، وفهم ما يدل عليه هذا الحديث الصحيح بمقاييسهم لقام بواجبه في الدفاع عن ظلامة علي عليه السلام ، فكيف بكم أنتم علماء الشيعة ؟ !
إن الواجب المهم أمران : الأول ، أن تبذروا بذور حب علي عليه السلام في القلوب . والثاني ، أن تبذروا بذور البغض لغاصبي حقه بنفس المقياس والمستوى ، ولا تنقصوا منه ذرةً واحدة ، فإن الأمة إذا تراجعت يوماً عن البراءة مقدار ذرة ، فستبتلى في ذلك اليوم جميعها بلعنة لا يُعلم ما سوف تجره عليها !
ذلك أن كل الجهود التي بذلت من صدر الإسلام إلى اليوم ، إنما هي :
أولاً إحقاق الحق ، وثانياً إبطال الباطل .
[1] قال الحاكم في المستدرك : 3 / 121 : أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الشيباني من أصل كتابه ، ثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي بمصر ، ثنا الحسن بن حماد الحضرمي ، ثنا يحيى بن يعلى ، ثنا بسام الصيرفي ، عن الحسن بن عمرو الفقيمي ، عن معاوية بن ثعلبة ، عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع علياً فقد أطاعني ، ومن عصى علياً فقد عصاني . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) . انتهى .
وقال السيد شرف الدين في النص والاجتهاد ص 574 : ( وقال صلى الله عليه وآله : من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع علياً فقد أطاعني ، ومن عصى علياً فقد عصاني . أخرجه الحاكم في ص 121 من الجزء الثالث من المستدرك ، والذهبي في تلك الصفحة من تلخيصه ، وصرح كل منهما بصحته على شرط الشيخين ! ) . انتهى .
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ : 1 / 17 : ( أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة على الصحيح أحد السابقين الأولين . أسلم في أول المبعث خامس خمسة ، ثم رجع إلى بلاد قومه ، ثم بعد حين هاجر إلى المدينة ، وكان رأساً في العلم والزهد والجهاد ، وصدق اللهجة والإخلاص ، وكان آدمَ ، جسيماً ، كث اللحية ) . انتهى .
[2] قال مالك في الموطأ : 2 / 54 : ( جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها فقال لها أبو بكر : مالك في كتاب الله شئ ، وما علمت لك في سنة رسول الله شيئاً ، فارجعي حتى أسأل الناس ، فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة : حضرت رسول الله ( ص ) أعطاها السدس . فقال أبو بكر : هل معك غيرك ؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة ، فأنفذه لها أبو بكر ) . ( وروى نحوه الدارمي ، وأبو داود ، وابن ماجة ، وغيرها ) .
وفي موطأ مالك أيضاً : 2 / 54 : ( أتته جدتان أم الأم وأم الأب فأعطى الميراث أم الأم دون أم الأب . فقال عبد الرحمن بن سهل أخو بني حارثة : يا خليفة رسول الله ! لقد أعطيت التي لو أنها ماتت لم يرثها ، فجعله أبو بكر بينهما ، يعني السدس ) !
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : 41 / 210 : ( قال ابن الحداد : ودخلت يوماً على أبي العباس ، فأجلسني معه في مكانه وهو يقول لرجل : أليس المتعلم محتاجاً إلى المعلم أبداً ؟ فعرفت أنه يريد الطعن على الصديق في سؤاله عن فرض الجدة . . .
وقال في هامشه : ( إشارة إلى الحديث الذي رواه مالك في الموطأ : 2 / 54 في الفرائض : باب ميراث الجدة ، وأبو داود ( 2894 ) والترمذي ( 2102 ) فيه أيضاً ، باب ميراث الجدة ، وابن ماجة : ( 2724 ) في الفرائض : باب ميراث الجدة ، من حديث قبيصة بن ذؤيب أنه قال : جاءت الجدة إلى أبي بكر تسأله ميراثها فقال : مالك في كتاب الله من شئ ، وما علمت لك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فارجعي حتى أسأل الناس ، فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة : حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس ، فقال : هل معك غيرك ؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة فأنفذ لها أبو بكر السدس .
ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن الخطاب تسأله ميراثها فقال : مالك في كتاب الله من شئ ، وما كان القضاء الذي قضي به إلا لغيرك ، وما أنا بزائد في الفرائض شيئاً ، ولكن هو ذلك السدس ، فإن اجتمعتما فيه فهو بينكما ، وأيتكما خلت به فهو لها ) ! ! قال الترمذي : حسن صحيح ، وصححه الحاكم : 4 / 338 ، وابن حبان ( 1224 ) . . . انتهى .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|