المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

المدرسة الكلاسيكية الحديثة Neoclassic - School.
4-5-2016
القيم ووسائل الإعلام والمستقبل
12-9-2020
كاشف توافقيات harmonic detector
26-11-2019
مباني الملك أحمس.
2024-03-23
مراحل تطور مدن المراقد - مرحلة تكوين الفضاءات الحضرية
1-10-2020
ماني ودينه الجديد.
2023-09-27


الشباب والاحساس بالحقارة  
  
927   08:27 صباحاً   التاريخ: 2024-04-09
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 73 ــ 74
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن الشبان الذين وصلوا مرحلة البلوغ حديثاً يرون أنفسهم ضعفاء ويشعرون في أنفسهم بالحقارة من ناحيتين، الأولى: هي ذكريات العجز في المرحلة الماضية، والثانية: الشعور بقلق واضطراب بالنسبة للمستقبل.

إن الذكور والإناث الذين اجتازوا مرحلة الطفولة حديثاً ودخلوا مرحلة الشباب يشعرون بعطش القدرة، لأنهم لم ينسوا بعد ضعف أيام الطفولة، فهم يتذكرون أنهم حتى الأمس القريب كانوا أطفالاً لا يملكون استقلالاً أو شخصية، أما الآن فقد أصبحوا شباناً أقوياء فهم يشعرون بالعذاب حينما يتذكرون ضعف طفولتهم ولهذا السبب يحسون بالحقارة، ويريدون أن يعوضوا عن تلك النقيصة لكي يبرزوا استقلالهم ويظهروا قدرتهم للآخرين.

(يعتبر (آدلر) حب الظهور ردة فعل مقابل الإحساس بالحقارة واقعياً. أو وهمياً، أو التعويض عنها، فهو يقول: الجميع مبتلون بنوع من الحقارة، لأن الجميع كانوا في يوم من الأيام أطفالا وفي الطفولة تقترن الحقارة بثلاث تجارب:

الأولى. الإحساس بالعجز، الثانية. الإحساس بضعف أكثر من الكبار، الثالثة. إحساس التبعية للكبار وكل طفل يريد أن يكون شخصاً كبيراً وفي هذا المجال يسعى لكي يتغلب على إحساس النقص (1) هذا).

(إن إثبات الوجود لدى الشباب يدل على تقدم القوى البدنية والفكرية في آخر مرحلة من النمو لديهم، وفي نفس الوقت يدل على ردود فعل أقلها الحصول على القدرة مقابل الإحساس بالتبعية للأشخاص البالغين والجيل المتقدم عليهم) (2).

والشبان الواعون المثقفون يعتبرون ضعف أيام الطفولة من السنن الإلهية في نظام الخلق، ولا يشعرون بالحقارة أبداً من تذكرها لكي يقوموا بالأعمال السيئة كرد فعل، أو إظهار التفوق للتعويض عنها، إنهم يتوقعون من الكبار توقعاً معقولاً وصحيحاً وهو أن يحترموا استقلالهم وشخصيتهم ولا ينظروا إليهم على أنهم أطفال.

انعكاس الحقارة

إن الشبان الجاهلين، يتألمون عند تذكرهم ضعف أيام الطفولة ويعتبرونها محقرة لهم، ولكي يعوضوا عنها ويظهروا أنفسهم كباراً وأقوياء فإنهم يقومون بأعمال عنف، ويبدأون بذلك من البيت وفي بعض الأحيان يخالفون الوالدين بشدة ولا يعيرون أوامرهما أهمية ويسخرون من الجد والجدة، ويلقون بأوامرهم ونواهيهم على اطفال العائلة وأحياناً يضربونهم ويسيئون الكلام مع الخدم، ويتحججون في الطعام واللباس، يصرخون لكي يلفتوا أنظار أهل البيت ويخيفونهم، إن هذه الأعمال هي ردود فعل الحقارة الوهمية حملوها مع أنفسهم من فترة الطفولة.

إن هدف هؤلاء الشبان من أعمالهم العنيفة الخاطئة التي يرتكبونها، هو إظهار أنفسهم ووجودهم، وشخصيتهم وليعلموا أعضاء العائلة بقدرتهم وقوتهم ويفهموهم بأننا لسنا أطفال الأمس، لقد انتهت مرحلة ضعفنا، وها هو يوم قوتنا وتفوقنا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ علم النفس الاجتماعي، ج 1، ص 116.

2ـ ماذا أعلم؟ البلوغ ص 88. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.