أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-8-2016
1194
التاريخ: 26-8-2016
1976
التاريخ: 28-8-2016
1601
التاريخ: 26-8-2016
2471
|
لقد سبق وصوله إلى بغداد وسكناه فيه صيته عالماً ومحدّثاً وإنساناً تقيّاً، وقد عبّرت الجماهير الشيعيّة عن ارتياحها البالغ لوجوده في بغداد شاركتهم في ذلك شرائح اجتماعيّة متعدّدة ومخالفة لهم في الانتماء المذهبي.
ومن المحتمل أن يكون قد ألّف كتابه «الردّ على القرامطة» ـ الذين ما يزالون يشكّلون تهديداً ـ في هذه الفترة.
لقد أوقف الكليني حياته على تدوين الحديث من منابعه الأصليّة إلّا ان ذلك لم يصرفه عمّا يدور حوله من قضايا عصره وعمّا ابتلي به المسلمون وبخاصّة شيعة أهل البيت عليهم السلام؛ ذلك انّه ليس من اولئك الأشخاص الذين يجنحون إلى العزلة للنجاة بأنفسهم فيكونوا أقصى ما يكونوا أناساً صالحين، وإنّما يحاول أن يكون من المؤثّرين والمصلحين الذين يحملون هموم المسؤوليّة؛ ولذا كان يعيش في قلب الأعاصير الفكريّة التي كانت تضرب في عمق الحياة الثقافية والفكريّة؛ فتصدّى لكلّ الأفكار والتيارات الانحرافيّة ولم يتردّد في نقد الفكر الاستلابي للقرامطة ويفنّد نظريّاتهم؛ ولم يسكت ازاء عقائدهم التي كانت مزيجاً غير متجانس من الفكر الإسلامي والفكر المانوي والزرادشتي (1).
وما لبث ان طار صيته في عموم بغداد ليصبح المرجع الديني ليس للشيعة وحدهم وإنّما لأهل السنّة أيضاً على تعدّد انتمائهم المذهبي.
فقد كان الجميع يرجع إليه في مشكلاتهم الدينيّة وقضاياهم الشرعيّة فكانوا يأخذون بفتاواه ولهذا سنجد انّ الشيخ الكليني يحظى بلقب فريد هو «ثقة الإسلام» وهو اللقب الذي اشتهر به آنذاك (2).
وفي أجواء تسودها الروح الطائفيّة والتعصّبات المذهبيّة كان الكليني يمثّل مرجعيّة عامّة إلى حدّ كبير لجميع الطوائف الإسلاميّة في مدينة لها ثقلها الرسمي والرمزي التاريخي.
__________________
(1) معجم الفرق الاسلاميّة، محمّد جواد مشكور ص 39.
(2) ريحانة الأدب، الميرزا محمّد علي مدرسي التبريزي ج 5 ص 79.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|