المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



الإمام علي (عليه السلام) ومعركة بدر  
  
1803   12:39 صباحاً   التاريخ: 2023-12-31
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج 1، ص445-451
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

روى البخاري باسناده عن أبي ذر رضي الله عنه قال : " نزلت ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) في ستة من قريش : علي حمزة وعبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة بين ربيعة والوليد بن عتبة "[1].

وروى باسناده عن قيس بن عباد : " سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقسم : لنزلت هؤلاء الآيات في هؤلاء ، الرهط الستة يوم بدر . نحوه "[2].

قال الثعلبي : " لما ورد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بدراً ، قال : هذه مصارع القوم إنّ شاء الله ، فلما طلعوا عليه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : هذه قريش قد جاءت بخيلها يكذبون رسولك ، اللهم إني أسألك ما وعدتني ، فجائه جبرئيل وقال له : خذ قبضة من تراب فارمهم بها ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما التقى الجمعان لعلي : أعطني قبضة من حصى الوادي ، فناوله كفاً من حصى عليه من تراب ، فرمى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم به في وجوه القوم ، وقال : شاهت الوجوه . فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه وفمه ومنخره منها شئ . . . وكانت تلك الرمية سبب هزيمة القوم "[3].

وروى الحاكم باسناده عن ابن عبّاس : " إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دفع الراية إلى علي رضي الله عنه يوم بدر ، وهو ابن عشرين سنة "[4].

وروى الطبري باسناده عن ابن عبّاس قال : " كان المهاجرون يوم بدر سبعة وسبعين رجلا ، وكان الأنصار مائتين وستة وثلاثين رجلا ، وكان صاحب راية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم علي بن أبي طالب "[5].

قال ابن أبي الحديد : " وأما الجهاد في سبيل الله فمعلوم عند صديقه وعدوه انّه سيد المجاهدين ، وهل الجهاد لأحد من الناس إلا له ؟ وقد عرفت أن أعظم غزاة غزاها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأشدها نكاية في المشركين بدر الكبرى قتل فيها سبعون من المشركين ، قتل علي عليه السّلام نصفهم وقتل المسلمون والملائكة النصف الآخر ، وإذا رجعت إلى مغازي محمّد بن عمر الواقدي وتاريخ الاشراف ليحيى بن جابر البلاذري وغيرهما علمت صحة ذلك . دع من قتله في غيرها كأحد والخندق وغيرهما ، وهذا الفصل لا معنى للاطناب فيه ، لأنه من المعلومات الضرورية كالعلم بوجود مكة ومصر ونحوهما "[6].

وقال الشبلنجي : " ومن شجاعته رضي الله عنه ما وقع على يديه في غزوة بدر ، وكان عمره إذ ذاك سبعاً وعشرين سنة ، قال بعضهم : إن أهل الغزوات أجمعت على إنّ جملة من قتل من المشركين يوم بدر سبعون رجلا ، قال : قتل علي رضي الله عنه منهم أحداً وعشرين نسمة باتفاق الناقلين ، وأربعة شاركه فيهم غيره ، وثمانية مختلف فيهم .

وروى عن رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " لما أصبح الناس يوم بدر اصطفّت قريش أمامها عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد ، فنادي عتبة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا محمّد أخرج لنا أكفّاءنا من قريش فبرز إليهم ثلاثة من شباب الأنصار ، فقال لهم عتبة : من أنتم ؟ فانتسبوا فقال : لا حاجة لنا في مبارزتكم انما طلبنا بني عمنا ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم للأنصار : ارجعوا إلى مواقفكم ، ثم قال : قم يا علي ، قم يا حمزة ، قم يا عبيدة ، قاتلوا على حقكم الذي بعث الله به نبيكم ، فقاموا فصفوا في وجوههم وكان على رؤوسهم البيض فلم يعرفوهم ، فقال عتبة : من أنتم يا هؤلاء ؟ تكلموا ، فان كنتم أكفّاءنا قاتلناكم ، فقال حمزة بن عبد المطلب : أنا حمزة بن عبد المطلب ، أنا أسد الله وأسد رسوله ، فقال عتبة : كفء كريم ، وقال علي : أنا علي بن أبي طالب ، وقال عبيدة : أنا عبيدة بن الحرث بن عبد المطلب ، فقال عتبة لابنه الوليد : قم ، قم يا وليد ابرز لعلي وكان أصغر الجماعة سناً ، فاختلفا بضربتين أخطأت ضربة الوليد ووقعت ضربة علي رضي الله عنه على اليد اليسرى من الوليد فأبانتها ، ثم ثنى عليه بأخرى فخر قتيلا .

وروى عن علي رضي الله عنه : انه كان إذا ذكر بدراً وقتله الوليد قال في حديثه : كأني انظر إلى وبيص خاتمه في شماله عندما أبنت يده وبها أثر من خلوق ، فعلمت أنه قريب عهد بعروس . وبارز عتبة حمزة وبارز عبيدة شيبة ، وكان من أسن القوم فاختلفا بضربتين ، فأصاب ذباب سيف شيبة عضلة ساق عبيدة فقطعها فاستنقذه علي وحمزة رضي الله عنهما وقتلا شيبة وحمل عبيدة فمات بالصفراء "[7].

روى الخوارزمي باسناده عن مخدوج بن زيد الألهاني " إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم آخى بين المسلمين يوم بدر ، ثم قال : يا علي أنت أخي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي ، أما علمت يا علي . . . "[8].

وروى أحمد باسناده عن الحكم عن مقسم عن ابن عبّاس ، قال : " كان علي عليه السّلام يأخذ راية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم بدر ، قال الحكم : يوم بدر والمشاهد كلها "[9].

وروى الكنجي الشافعي بأسانيد متعددة عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه السّلام ، قال : " نادى ملك من السماء يوم بدر - يقال له رضوان - لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي "[10].

وروى ابن عبد البر باسناده عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع الأنصاري عن أبيه ، عن جده قال : " أقبلنا من بدر ففقدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فنادت الرفاق بعضها بعضاً ، أفيكم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ فوقفوا حتى جاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقالوا : يا رسول الله ، فقدناك ؟ فقال : إنّ أبا الحسن وجد مغصاً ( وجعاً ) في بطنه فتخلفت عليه "[11].

وروى ابن عساكر باسناده عن يعقوب بن سفيان ، قال : " سمعت سليمان بن حرب يقول : شهد علي بدراً وهو ابن عشرين سنة ، وشهد الفتح وهو ابن ثمان وعشرين "[12].

وعن أبي إسحاق قال في تسمية من شهد بدراً من بني هاشم : " علي بن أبي طالب ، وهذا أول من آمن به "[13].

وروى محب الدين الطبري باسناده عن علي عليه السّلام قال : " قاتلت يوم بدر قتالا ، ثم جئت إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فإذا هو ساجد يقول : يا حي يا قيوم ، ففتح الله عزّوجل عليه "[14].

وقال ابن الأثير : " . . . ثم خرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة ، ودعوا إلى المبارزة فخرج إليهم عوف ومعوذ ابنا عفراء وعبد الله بن رواحة كلهم من الأنصار ، فقالوا : من أنتم ؟ قالوا : من الأنصار ، فقالوا : أكفّاء كرام ، وما لنا بكم من حاجة ، ليخرج إلينا أكفّاءنا من قومنا ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : قم يا حمزة ، قم يا عبيدة بن الحارث ، قم يا علي ، فقاموا ودنا بعضهم من بعض فبارز عبيدة بن الحارث بن المطلب - وكان أمير القوم - عتبة ، وبارز حمزة شيبة ، وبارز علي الوليد فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله ، وأمّا علي فلم يمهل الوليد إنّ قتله ، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين كلاهما قد أثبت صاحبه ، وكرّ حمزة وعلي على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة إلى أصحابه . . . "[15].

وروى الواقدي باسناده عن رجل من بني أود ، قال : " سمعت علياً يقول ، وهو يخطب بالكوفة : بينا أنا أميح قليب بدر - أميح يعني استقي ، وهو من ينزع الدلاء وهو المتح أيضاً - جاءت ريح لم أرَ مثلها قط شدة ، ثم ذهبت فجاءت ريح أخرى ، لم أر مثلها إلا التي كانت قبلها ، ثم جاءت ريح أخرى ، لم أر مثلها إلاّ التي كانت قبلها ، ثم جاءت ريح أخرى ، لم أرَ مثلها إلاّ التي كانت قبلها ، وكانت الأولى جبريل في ألف مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والثانية ميكائيل في ألف عن ميمنة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأبي بكر ، وكانت الثالثة إسرافيل في الف نزل عن ميسرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنا في الميسرة "[16].

وأفرد الواقدي فصلا في كتابه بعنوان ( تسمية من قتل من المشركين ببدر ) ذكر فيه أسماء هؤلاء المقتولين ومن قتل كلا منهم ، وهم تسعة وأربعون رجلا ، قتل علي اثنين وعشرين منهم ، شرك في أربعة وقتل بانفراده ثمانية عشر "[17].

ونقل الأربلي عن الشيخ المفيد في ( الارشاد ) أن عدد من قتلهم أمير المؤمنين عليه السّلام ببدر ستة وثلاثون رجلا سوى من اختلف فيه أو شرك أمير المؤمنين فيه غيره ، وهم أكثر من شطر المقتولين ببدر ، ثم قال : " وعلى اختلاف المذهبين في تعيين عدة المقتولين فقد اتفقا على أن أمير المؤمنين قتل النصف ممن قتل ببدر ، أو قريباً منه ، وما أجدره عليه السّلام بقول القائل :

لك خلتان مسالماً ومحارباً * كفلا الثناء لسيفك المخضوب

فرقت ما بين الذوائب والطلى * وجمعت ما بين الطلا والذئب[18]

وقال الشيخ جعفر نقدي : " واقتل الناس قتالا شديداً وكان من قتل من المشركين يصيح : قتلني علي بن أبي طالب فسأل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : يريهم الله الملائكة على صورة علي لأن ذلك أهيب لقلوبهم[19].

قال الصاحب ابن عبّاد :

هو البدر في الهيجاء بدر وغيره * فرائصه من ذكره السيف ترعد

وكم خبر في خيبر قد رويتم * ولكنكم مثل النعام تشردوا

وفي أحد ولي رجال وسيفه * يسوّد وجه الكفر وهو مسود

ويوم حنين حن للغل بعضكم * وصارمه عضب الغوار مهند[20]

وله في قصيدة أخرى :

من كمولانا علي * والوغى يحمي لظاها

اذكروا أفعال بدر * لست أعني ما سواها

اذكروا ظلمة أحد * انّه شمس ضحاها[21]

وقال ابن شهرآشوب : " ووجدت في كتاب المقنع قول هند :

أبي وعمي وشقيق بكري * أخي الذي كان كضوء البدر

بهم كسرت يا علي ظهري "[22]

 

[1] تفسير الثعلبي ذيل الآية 16 من سورة الأنفال ص 168 .

[2] صحيح البخاري - كتاب الجهاد - ج 5 ص 95 .

[3] المصدر ص 96 .

[4] المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 111 .

[5] تاريخ الطبري ج 2 ص 431 .

[6] شرح نهج البلاغة ج 1 ص 8 طبع مصر .

[7] نور الابصار ص 100 .

[8] المناقب الفصل الرابع عشر ص 84 .

[9] الفضائل لأحمد بن حنبل ج 1 الحديث 217 تاريخ الطبري ج 2 ص 431 ، سيرة ابن هشام ج 2 ص 264 ، ابن عساكر ج 1 ص 145 ، ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ص 75 ، والحضرمي في وسيلة المآل ص 224 مخطوط .

[10] كفاية الطالب ص 277 ، ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ثم قال : " ذو الفقار اسم سيف النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم سمّي بذلك لأنّه كانت فيه حفر صغار ، قال أبو عبيد : والمفقر من السيوف : الذي في متنه حزوز " ص 74 ، ورواه الحضرمي في وسيلة المآل ص 224 مخطوط والبدخشي في مفتاح النجا ص 41 .

[11] الاستيعاب القسم الثالث الرقم 1855 ص 1101 .

[12] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 139 .

[13] المصدر ص 140 .

[14] الرياض النضرة ج 3 ص 262 .

[15] الكامل في التاريخ ج 2 ص 125 .

[16] المغازي ج 1 ص 57 .

[17] المصدر ص 147 .

[18] كشف الغمة في معرفة الأئمة ج 1 ص 185 .

[19] الغزوات والفضائل والمناقب ص 89 ، سمّى المؤلف كتابه هذا نزهة المحبين في فضائل أمير المؤمنين أو أشعة الأنوار في فضائل حيدر الكرّار ثمّ عنون الكتاب ب‍ ( الغزوات والفضائل والمناقب والمعجزات والقضايا ممّا يتعلق بأمير المؤمنين عليه السّلام ) .

[20] العضب : القطع ، والسيف ، والغوار ، حدّ الرمح والسهم والسيف .

[21] مناقب ابن شهرآشوب ج 3 ص 116 .

[22] المصدر السابق ص 121 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.