المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02

هل ان عصمة النبيّ والأئمّة عليهم السلام بأمر من الله تعالى ؟
2023-08-31
علم الشكل الظاهري وتشريح النبات Plant Morphology and Anatomy
13-2-2017
تفسير الاية ( 58-59) من سورة البقرة
12-2-2017
اكثار الخوخ
2023-05-22
تنظيم القضاء الإداري في العراق
4-4-2017
DNA Topology
26-4-2016


موقفا أبي طالب (رضوان الله عليه) وابنه علي (عليه السلام)  
  
2545   05:09 مساءً   التاريخ: 7-11-2017
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص20.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

كان وجود أبي طالب (رضوان الله عليه) في ذلك المجلس الذي ضمّ أربعين رجلاً من شيوخ العشيرة كالعباس والحمزة، اضافة الى أبي لهب، قد اكسب الاجواء المترقبة وضعاً خاصاً فأبو طالب يعدُّ بالنسبة الى محمد اليتيم (صلى الله عليه واله) الأب الاجتماعي، والفرق بين الأب الفسلجي والأب الاجتماعي هو أن الأب الاجتماعي يتحمّل مسؤوليّات اجتماعية ويتوقّع منه الزامات على صعيد الجماعة فاليتيم الذي حُرِمَ من الأبوّة البيولوجية يحتاج خلال خروجه الى المجتمع الى أبوّة اجتماعية يقوم بها ولي أمره الموكّل بتربيته، ولذلك عندما قام أبو لهب مخاطباً القوم: لقد سحركم صاحبكم، قام له أبو طالب مستهيناً باستنكاره وموجّهاً الخطاب لرسول الله (صلى الله عليه واله) قائلاً: ما أحبّ الينا معاونتك، واقبالنا لنصيحتك وأشدّ تصديقنا لحديثك، وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون، وانما أنا احدهم غير اني أسرعهم الى ما تحبّ، فامضِ لما أمرت به فوالله لازال احوطك وامنعك... . 
وكان ذلك الموقف احد موقفين عظيمين حصلا في ذلك اللقاء فكان هذا الموقف المشرف للأب ابي طالب وكان الموقف الثاني لابنه اليافع علي (عليه السلام).
والموقف الثاني هو عندما دعاهم الى تلك الكلمتين الخفيفتين على اللسان الثقيلتين في الميزان فيملكون بهما العرب والعجم، وتنقاد إليهم بهما الأمم، ويدخلون بهما الجنة وينجون بهما من النار: شهادة أن لا اله الا الله، وأنه (صلى الله عليه واله) رسول الله، فمن منهم يكون وزيره وناصره؟ لم ينهض منهم الا علي (عليه السلام) _ وهو في بداية بلوغه _ بكل حماسة واندفاع، فأمضى (صلى الله عليه واله) استجابته تلك - بعد أن اقعده ثلاث مرات لاتمام الحجة عليهم- بالقول: يا ابا الحسن، أنت لها، قُضي القضاء، وجفّ القلم يا علي اصطفاك الله بأوّلِها، وجعلك وليَّ آخرها .
لقد كانت دعوة العشيرة بسادتها الى مأدبة طعام، ثم دعوتهم الى الايمان بعقيدة جديدة كان فيها خروج على العرف العشائري السائد الذي كان يقرر بأن زعيم العشيرة هو الذي يدعوها الى مناسبة كتلك ولكن نور النبوّة وجلالها وجمالها الذي كان طاغياً على رسول الله (صلى الله عليه واله) هو الذي جبر تلك العملية الشاقة.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.