أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-29
119
التاريخ: 28-11-2019
2246
التاريخ: 2024-10-29
113
التاريخ: 15-11-2016
1803
|
كان في عهد الدولة الساسانية الفارسية (226–651م) (1) في جنوبي العراق بين دجلة وكارون إمارة فارسية تُسمى إمارة ميشان،(2) كان مركزها بلدة ميشان على الخليج الفارسي بأسفل موضع البصرة، وكانت هذه الإمارة تضم بلدة ميشان ومدينة الأبلة وعدة حصون ومواضع، كان لبعضها أسماء فارسية، ولبعضها أسماء عربية، منها المسلحة التي سماها العرب بعد خرابها الخريبة،(3) ومنها الثني والحفير والمضيح وغيره،(4) وكانت تلك الإمارة أو ذلك الثغر أعظم ثغور الفرس وأشدها شوكة في ذلك العهد، وكان عليها في عهد الملك أردشير الثالث بن شيرويه (5) قائد فارسي اسمه هرمز، وهو ممن تم شرفهم عند الفرس في ذلك العصر.
وفي الوقت الذي كانت المملكة الفارسية قد تزعزعت أركانها من توالي الفتن الداخلية المستعرة نيرانها في كل جهة من جهاتها في الوقت الذي كان القائد العربي المثنى بن حارثة الشيباني يغير فيه بجموعة على ناحية الحيرة في أيام الخليفة الأول أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة كان قطبة بن قتادة السدوسي يغير بجموعة على ناحية إمارة ميشان أو ناحية المنطقة التي بها لواء البصرة اليوم (6).
وكان الخليفة الأول (7) قد علم بالاضطرابات المتوالية التي كانت في مملكة الفرس، وكان يفكر في فتح بلادهم ومستعمراتهم، ولكنه كان مشغولًا حينذاك بقتال المرتدين، فلما فرغ من حرب المرتدين، ودانت له جزيرة العرب؛ عزم على فتح العراق، وكتب في أواخر سنة 11ﻫ الموافقة لسنة 632م إلى القائد الكبير خالد بن الوليد — وهو يومئذ باليمامة — يأمره أن يسير بجيشه إلى العراق؛ لنشر الدعوة والفتح، وأن يبدأ بثغر الهند، وهو الأبلة (8)، وأن يستنفر من قاتل أهل الردة، وأن لا يستعين بمرتد، وكتب بمثل ذلك إلى عياض بن غنم، ولكنه أمره أن يبدأ بالمضيح ويدخل العراق من أعلاه، ويسير حتى يلتقي بخالد، وكتب إلى المثنى وأصحابه — حرملة ومعذور وسلمى — يأمرهم أن يلحقوا بخالد بالأبلة، وكانوا يومئذ يغيرون على ناحية الحيرة، فسار خالد بمن معه في أوائل محرم سنة 12ﻫ، وسار عياض بمن معه أيضًا في الوقت نفسه، ثم كتب كل منهما وهما في الطريق يستمدان الخليفة، فأمد خالدًا بالقعقاع بن عمرو التميمي، وأمد عياضًا بعبد بن غوث الحميري. ثم التقى خالد وعياض بأرض العراق في الجهة الجنوبية منه، وكان مجموع من معهما عشرة آلاف مقاتل، ثم انضم إليهما المثنى وأصحابه، وكانوا ثمانية آلاف مقاتل، فبلغ الجيش الإسلامي ثمانية عشر ألف مقاتل.
ولما تكامل الجيش العربي جعله خالد ثلاث فرق؛ الأولى: وهي المقدمة جعل عليها المثنى بن حارثة، والثانية: جعل عليها عدي بن حاتم، والثالثة: قادها بنفسه، وسير الأولى ثم الثانية ووعدهما الحفير، ولم يحملهم على طريق واحد، ثم سار هو في طريق آخر وقرر مصادمة الفرس في الحفير.
.......................................
1- انقرضت هذه الدولة بقتل يزد جرد الثالث في سنة 651م في خلافة عثمان بن عفان، ومدتها 425 سنة، ولكنها ملكت العراق 411 تقريبًا (226–637م) وقد انقرضت من هذا القطر في سنة 637م على يد القائد الإسلامي سعد بن أبي وقاص في أيام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.
2- وسماها بعضهم برات ميشاه وكرخاديشان، وسماها اليونان خارك أو حارك، وسماها العرب دست ميسان وميشان. في لواء البصرة اليوم مزرعة كبيرة فيها بساتين لآل الزهير على النهر المعروف بكرمة علي شمال البصرة القديمة تُسمى ميشان، ومن المحتمل أنها موقع ميشان القديمة، أو أنها سُميت باسمها، والراسخون بهذا العلم أعلم.
3- وسمى بعضهم دهيشنا بإذارديشر ويقال: إنها كانت مدينة قديمة للفرس، وكان لها عدة أسماء وكانت قصرًا للمرزبان.
4- الثني: نهر قرب موضع البصرة كان فيه ماء، والمضيح اسم مكان قريب من موقع البصرة.
5- وأردشير هذا هو ابن شيرويه بن كسرى إبرويز وقد تولى سنة 629م وكان طفلًا فحكم مدة قصيرة ثم قُتل.
6- ويُرْوَى أن سويد بن قطبة الذهلي كان يغير في تلك الناحية.
7- تولى الخلافة في 5 ربيع الأول سنة 11ﻫ الموافقة سنة 632م، ومات في 22 جمادى الثاني سنة 13ﻫ الموافقة 22 أغستوس سنة 634م، وتولى بعده عمر وقُتِلَ في 29 ذي الحجة سنة 23ﻫ الموافقة سنة 644م بعد أن فتح عدة أقطار، ووسع المملكة الإسلامية.
8- الأبلة: مدينة كانت على نهر الأبلة بين البصرة والخليج الفارسي، وكانت مرفأ السفن من الهند، وثغر من ثغور الفرس، وكانت عامرة كثيرة البساتين، وقد فتحها المسلمون في رجب سنة 14ﻫ، وبقيت عامرة في أيام الخلفاء الراشدين وأيام الأمويين، ثم خربت في سنة 256ﻫ في أيام العباسيين.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|