أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015
3271
التاريخ: 29-01-2015
3296
التاريخ: 15-3-2016
3443
التاريخ: 1-5-2016
3567
|
قال العاصمي : " وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين أيوب صلوات الله عليه بثمانية أشياء : أحدها : بالبلايا في بدنه ، والثّاني : بالبلايا في ولده ، والثالث : بالبلايا في ماله ، والرابع : بالصبر على الشدائد ، والخامس : بخروج الجميع عليه ، والسادس : بشماتة الأعداء ، والسابع : بالدعاء لله تعالى فيما بين ذلك وترك التوالي فيها ، والثامن : بالوفاء للنذر والاجتناب عن الخبث .
1 - أما البلايا في ماله : إذ كان لأيوب ستة آلاف بعير . . . وسبعة آلاف شاة . . . وخمس مائة فدان يتبع كل فدان عبد ولكل عبد امرأة وولد ، . . . هلكوا جميعاً ولم يبق منهم شئ .
2 - أما البلاء في ولده : . . . فزلزل بهم القصور حتى تداعت عليهم وجرحتهم ثم قلبها عليهم فصاروا ميتين .
3 - أما البلاء في البدن : أيوب عليه السّلام كان ساجداً فأتاه إبليس من تحت الأرض فنفخ في إحدى منخريه نفخةً اشتعل منها جسده ونبتت منه ثآليل مثل أليات الغنم العظام ، فاخذته حكة شديدة فحك بأظفاره حتى سقطت أظفاره ، وحك بالعظام وبالحجارة الخشنة وقطع المسوح حتى نغل جسده وفسد ، وآذى أهل القرية وأخرجوه من قريتهم وجعلوه على تل واتخذوا له عريشاً ورفضه جميع خلق الله إلاّ امرأته ، فإنها كانت تختلف اليه بما يصلحه . . . ولم يزل أيوب عليه السّلام يلوم نفسه ويرضى بما قضى الله تعالى عليه إلى إنّ جاء وقت الفرج فشفاه الله ، الحديث .
فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، ابتلي بأنواع البلايا في نفسه وبدنه وولده ، وأخبر عليه السّلام بما يصيبهم بعد موته حتى كانت عنده كالعيان والمشاهدة ، فصبر عليها ورضي واستسلم لما قضى عليه ، وكذلك ابتلي بأنواع البلايا في ماله ، فمنها آية النجوى ومنها ما اثنى الله تعالى عليه به في قوله : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )[1] الآية . فتصدق بالخاتم وهو راكع . . .
4 - وأما الصبر على الشدائد : لما أخبر أيوب بهلاك ماله وولده قال : الحمد لله حين أعطاني والحمد لله حين أخذ ، وكذلك المرتضى رضي الله عنه ابتلي بالشدائد فصبر عليها .
5 - بخروج الجميع على أيوب : تركه قومه وأخرجوه من قريتهم ، وكذلك المرتضى ابتلي بخروج الجميع عليه من بين صاحب ورفيق . . . حتى إنّ أخاه عقيل ابن أبي طالب تركه وصار اليه معاوية .
6 - ابتلي أيوب بشماتة الأعداء : وبشماتة عدو الله إبليس . كذلك المرتضى رضوان الله عليه ذكر أن نصرانياً مر على أمير المؤمنين المرتضى كرم الله وجهه حين تتابعت عليه الأمور ، فقال : ما أسرع ما تنازعتم فأجابه أمير المؤمنين رضي الله عنه ، قال . . . تنازعنا في الملك وتنازعتم في المالك ، فانظر كيف شمت به النصراني وكيف أجابه ؟
7 - وكذلك وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين أيوب عليه السّلام ، بالدعاء لله جل جلاله ، فقال أيوب عليه السّلام : ( مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )[2] وروى عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : إنّ الله تبارك وتعالى كان أرحم بأيوب أن لو دعاه بكشف البلاء ، لكشفه ، ولكنه اعتقل لسانه عن الدعاء حتى كملت له سبع حجج لم يدع فيها لكشف البلاء ، فكان أول ما دعا به حين أطلق الله تعالى عنه فقال : ( مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) ، وقال : ( مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْب وَعَذَاب )[3] فكشف الله تعالى عنه البلاء من يومهم أو من ساعته ، وروي عن ابن أبي داود قال : وسوست الشياطين إلى أيوب عليه السلام فقالوا له إنك مجاب الدعوة فلو دعوت ربك إنّ يكشف عنك فقال أيوب : كنت كذا وكذا سنة في الرخاء فسأصبر حتى أكون مثلها في البلاء ، فعند ذلك صاح إبليس اللعين ، وقال : يا ويلاه قد وطّن نفسه على إنّ يمكث كذا وكذا سنة في البلاء صابراً . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه في طول ما ابتلي بأنواع البلاء من الشّراة والخوارج والحرورية والشامية كان يصبر ويقول : إنك إنّ صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور ، وإن جزعت جرت عليك المقادير أنت مأزور ولم يكن يدعو الله سبحانه بالفرج ، فلما دنا يومه وقرب نزول القضاء به أضجره قومه حتى دعا الله سبحانه ، فقال : اللهم إني قد كرهتهم وكرهوني فأرحني منهم وأرحهم منّي ، فما بات إلا تلك الليلة وقد ذكرناه في حديث مقتله رضي الله عنه فاستجاب الله تعالى دعاه وأكرمه بالفرج وألحقه بسيد المصابيح والسرج محمّد صلوات الله عليه .
8 - ابتلى أيوب عليه السّلام بالوفاء والنذر : قوله تعالى : ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ ) . . . وعمل بما حلف قال الله تعالى : ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ )[4]. فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، نذر لله تعالى على ولديه حين مرضا فوفى بنذره هو وفاطمة الزهراء والجارية رضوان الله عليهم قوله تعالى : ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ )[5] الآية " .
قال البياضي : أيوب ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً )[6] وفي علي ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ ) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|