المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مواعيد زراعة الكرنب (الملفوف)
2024-11-28
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28

محمد بن القاسم ((أبو بكر بن الأنباري))
12-08-2015
Laguerre Polynomial
4-8-2019
سريان قواعد الاثبات من حيث الموضوع
21-6-2016
ظاهرة التبادل الايوني Ion Exchange
2024-07-27
النحت Erosion
12-3-2022
Divisor Product
14-8-2020


الإمام علي (عليه السلام) يشبه النبي أيوب (عليه السلام)  
  
1499   04:10 مساءً   التاريخ: 2023-11-18
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص286-289
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015 3271
التاريخ: 29-01-2015 3296
التاريخ: 15-3-2016 3443
التاريخ: 1-5-2016 3567

قال العاصمي : " وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين أيوب صلوات الله عليه بثمانية أشياء : أحدها : بالبلايا في بدنه ، والثّاني : بالبلايا في ولده ، والثالث : بالبلايا في ماله ، والرابع : بالصبر على الشدائد ، والخامس : بخروج الجميع عليه ، والسادس : بشماتة الأعداء ، والسابع : بالدعاء لله تعالى فيما بين ذلك وترك التوالي فيها ، والثامن : بالوفاء للنذر والاجتناب عن الخبث .

1 - أما البلايا في ماله : إذ كان لأيوب ستة آلاف بعير . . . وسبعة آلاف شاة . . . وخمس مائة فدان يتبع كل فدان عبد ولكل عبد امرأة وولد ، . . . هلكوا جميعاً ولم يبق منهم شئ .

2 - أما البلاء في ولده : . . . فزلزل بهم القصور حتى تداعت عليهم وجرحتهم ثم قلبها عليهم فصاروا ميتين .

3 - أما البلاء في البدن : أيوب عليه السّلام كان ساجداً فأتاه إبليس من تحت الأرض فنفخ في إحدى منخريه نفخةً اشتعل منها جسده ونبتت منه ثآليل مثل أليات الغنم العظام ، فاخذته حكة شديدة فحك بأظفاره حتى سقطت أظفاره ، وحك بالعظام وبالحجارة الخشنة وقطع المسوح حتى نغل جسده وفسد ، وآذى أهل القرية وأخرجوه من قريتهم وجعلوه على تل واتخذوا له عريشاً ورفضه جميع خلق الله إلاّ امرأته ، فإنها كانت تختلف اليه بما يصلحه . . . ولم يزل أيوب عليه السّلام يلوم نفسه ويرضى بما قضى الله تعالى عليه إلى إنّ جاء وقت الفرج فشفاه الله ، الحديث .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، ابتلي بأنواع البلايا في نفسه وبدنه وولده ، وأخبر عليه السّلام بما يصيبهم بعد موته حتى كانت عنده كالعيان والمشاهدة ، فصبر عليها ورضي واستسلم لما قضى عليه ، وكذلك ابتلي بأنواع البلايا في ماله ، فمنها آية النجوى ومنها ما اثنى الله تعالى عليه به في قوله : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )[1] الآية . فتصدق بالخاتم وهو راكع . . .

4 - وأما الصبر على الشدائد : لما أخبر أيوب بهلاك ماله وولده قال : الحمد لله حين أعطاني والحمد لله حين أخذ ، وكذلك المرتضى رضي الله عنه ابتلي بالشدائد فصبر عليها .

5 - بخروج الجميع على أيوب : تركه قومه وأخرجوه من قريتهم ، وكذلك المرتضى ابتلي بخروج الجميع عليه من بين صاحب ورفيق . . . حتى إنّ أخاه عقيل ابن أبي طالب تركه وصار اليه معاوية .

6 - ابتلي أيوب بشماتة الأعداء : وبشماتة عدو الله إبليس . كذلك المرتضى رضوان الله عليه ذكر أن نصرانياً مر على أمير المؤمنين المرتضى كرم الله وجهه حين تتابعت عليه الأمور ، فقال : ما أسرع ما تنازعتم فأجابه أمير المؤمنين رضي الله عنه ، قال . . . تنازعنا في الملك وتنازعتم في المالك ، فانظر كيف شمت به النصراني وكيف أجابه ؟

7 - وكذلك وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين أيوب عليه السّلام ، بالدعاء لله جل جلاله ، فقال أيوب عليه السّلام : ( مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )[2] وروى عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : إنّ الله تبارك وتعالى كان أرحم بأيوب أن لو دعاه بكشف البلاء ، لكشفه ، ولكنه اعتقل لسانه عن الدعاء حتى كملت له سبع حجج لم يدع فيها لكشف البلاء ، فكان أول ما دعا به حين أطلق الله تعالى عنه فقال : ( مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) ، وقال : ( مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْب وَعَذَاب )[3] فكشف الله تعالى عنه البلاء من يومهم أو من ساعته ، وروي عن ابن أبي داود قال : وسوست الشياطين إلى أيوب عليه السلام فقالوا له إنك مجاب الدعوة فلو دعوت ربك إنّ يكشف عنك فقال أيوب : كنت كذا وكذا سنة في الرخاء فسأصبر حتى أكون مثلها في البلاء ، فعند ذلك صاح إبليس اللعين ، وقال : يا ويلاه قد وطّن نفسه على إنّ يمكث كذا وكذا سنة في البلاء صابراً . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه في طول ما ابتلي بأنواع البلاء من الشّراة والخوارج والحرورية والشامية كان يصبر ويقول : إنك إنّ صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور ، وإن جزعت جرت عليك المقادير أنت مأزور ولم يكن يدعو الله سبحانه بالفرج ، فلما دنا يومه وقرب نزول القضاء به أضجره قومه حتى دعا الله سبحانه ، فقال : اللهم إني قد كرهتهم وكرهوني فأرحني منهم وأرحهم منّي ، فما بات إلا تلك الليلة وقد ذكرناه في حديث مقتله رضي الله عنه فاستجاب الله تعالى دعاه وأكرمه بالفرج وألحقه بسيد المصابيح والسرج محمّد صلوات الله عليه .

8 - ابتلى أيوب عليه السّلام بالوفاء والنذر : قوله تعالى : ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ ) . . . وعمل بما حلف قال الله تعالى : ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ )[4]. فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، نذر لله تعالى على ولديه حين مرضا فوفى بنذره هو وفاطمة الزهراء والجارية رضوان الله عليهم قوله تعالى : ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ )[5] الآية " .

قال البياضي : أيوب ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً )[6] وفي علي ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ ) .

 


[1] سورة المائدة : 55 .

[2] سورة الأنبياء : 83 .

[3] سورة ص : 41 .

[4] سورة ص : 44 .

[5] سورة الدهر : 7 .

[6] سورة البقرة : 177 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.