المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التلقيح insemination والإخصاب fertilization في الابقار
2024-11-01
الحمل ونمو الجنين في الابقار Pregnancy and growth of the embryo
2024-11-01
Elision
2024-11-01
Assimilation
2024-11-01
Rhythm
2024-11-01
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31

بسلة الزهور Latliyrus odoratus
26-12-2018
تفسير الآية (26-29) من سورة النور
6-8-2020
معنى العلم الذي أُوتي قارون
2-06-2015
عدم مشروعية المسح على الارجل بل المتعين الغسل
20-11-2016
الطغيان والتكبر من أسباب دخول النّار
22-12-2015
حشر الناس يوم القيام وعرضهم
1-9-2019


وثيقة إعلام تحرير اليهود  
  
1975   12:02 صباحاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص 523-530 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة ذي القرنين وقصص أخرى /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014 2853
التاريخ: 11-10-2014 1868
التاريخ: 11-10-2014 3784
التاريخ: 18-11-2014 1578

أَصدرها كورش بشأن بِناء القدس الشريف وإعادة مجدِه وتحرير بني إسرائيل من الأَسر البابلي وتزويدهم بالعدّة والمال ، والوثيقة مُسجّلة في سِفر عَزرا ، الذي تَزَعَّم اليهود في عودتهم إلى أورشليم وإحياء ما دُرس من آثار الديانة اليهوديّة وصحائفها وكُتبها ...

جاء فيه :    

( نبّه الربّ روحَ كورش مَلِك فارس ، فأَطلق نداءً في كلّ أرجاء مَملكته الواسعة ، وكَتَب دستوره العامّ إلى كافّة الشعوب التي تحت حكمه ) . وهذا هو نصّ المنشور :

( أنا كورش مَلِك فارس ، أَرفع ندائي بأنّ الربّ إله السماء ، هو الذي مَنحني السلطة على جميع مَمالك الأرض ، وأمرني أن أُعيد بِناء بيته في أُورشليم التي في يهوذا ، وعليه فأُوجّه ندائي إلى جميع شعوب اليهود الذين يعيشون في ظلّ حكومتي ، مَن كان منهم يُريد الهجرة إلى أُورشليم ـ موطنه الأصل ـ ويَعمر بيت الإله إله إسرائيل ، فالله معه وتحت رعايته ، وعلى أولئك الذين يُجاورون أبناء اليهود في أيّ البلاد ، عليهم أن يُساعدوا هؤلاء بالزاد والمال وحَمولة الركوب ، وهدايا يُقدّمونها إلى بيت الربّ في أُورشليم .

ويقول الأستاذ أبو الكلام آزاد : إنّ أَهمّ شيء في وَصْف ذي القَرنَينِ ـ حسبما جاء في القرآن الكريم ـ هو : خُلوص نيّته وطهارة إيمانه بالله ، وتمجيده لساحة قُدسه تعالى ، وعقيدته بالحياة الأُخرى ... فهل هذه الصفات تَتَصادق مع سِمات كورش ؟

ولعلّ القرائن والشواهد الراهنة في حياة كورش ، تؤيّد جانب الإثبات ، وأنّ سِماته نفس السِمات والصفات المذكورة في وصف ذي القَرنَينِ ...

وأَولى هذه الشواهد ، هي عقيدة اليهود بشأنه ، حتّى جَعلوه المُنجي المنتظر من قِبَل الله ، ورفعوه إلى منزلة المسيح ، أي الصفوة من أوليائه المُخلصينَ .

ولا شكّ أنّ اليهود يَصعب عليهم الإيمان برجل هو خارج مَذهبهم في الإيمان بالله تعالى فضلاً عن عابد وَثَن أو ساجد نار ...

وأيضاً فمن المقطوع به أنّ كورش كان على دين ( زردشت ) وهو دين التوحيد والعقيدة بوحي السماء ويوم الجزاء والدعوة إلى الطهارة والقداسة في الحياة ... وكان لابدّ أنّ كورش كان يستقي في أخلاقه الكريمة من هذا المَعين الصافي والضافي بمكارم الأخلاق ، والتي منها الدعوة إلى رؤوس الأخلاق الثلاثة :

1 ـ ( هو مت ( بندار نيك ) ) : صدق النيّة .

2 ـ ( هو خت ( كفتار نيك ) ) : صدق القول .

3 ـ (هو  ورشت ( كردار نيك ) ) : صدق العمل .

هذا هو أَساس تعاليم زردشت الدينيّة ، ومِن مِثل هذه الأخلاق يمكن أن يَتكوّن مَزاج كورش الملكي الفخيم !

قال : فإن كان ذو القَرنَينِ يَدين بدينٍ ( مزديسنا ) أي بالدِين الزردشتي ، ويُثبت له القرآنُ الإيمانَ بالله واليوم الآخر ، ليس هذا فحسب ، بل يَجعله من المُلهمين من عند الله ، أَفَلا يلزم من هذا أنّ دين زردشت كان ديناً صحيحاً إلهيّاً ؟ أجل ، يلزم هذا ، وليس هنالك ما يحملنا على رفض هذا اللزوم ؛ لأنّه قد ثَبت الآن نهائيّاً أنّ دِين وزردشت كان دين

التوحيد والأخلاق الفاضلة ، وأنّ عبادة النار (1) والعقيدة الثنويّة (2) ليسَتا منه ، بل من بقايا مجوسيّة (3) ( مادا ) التي اختلطت بالزردشتيّة في العصور التالية (4) .

ثُمّ يأخذ مولانا أبو الكلام آزاد في الكلام عن ديانة زردشت وأنّها كانت دين توحيد خالص ، وكانت دعوتها قائمة على أساس فضيلة الأخلاق والإيمان بيوم الحساب ، وكان ازدهار هذه الديانة على عهد الهخامنشيّين كما يبدو من وثائق نَحتها ملوكهم العِظام على صخور الجبال .

تلك وثائق داريوش ـ الذي تَسنّم الحكم بعد كورش بثمان سنوات ـ تتجلّى على صفاح الجبال الشامخة قبل ألفين وخمسمِئة عام ، جاء في إحداها :

( هو الله العظيم ) ، ( آهورا مزدا ) ، (5) خالق السماوات والأرض وخالق الإنسان ومنحه لَذّات الحياة ، والذي أكرم داريوش بكرامة المُلك والسلطنة على مَملكة واسعة الأرجاء ، ومَنحه برجال أكفاء وأفراس جياد ... ) .

وجاء في أخرى :

( يقول الملك داريوش : ( آهورا مزدا ) هو الذي مَنحني بفضله المُلك وغمرني بتوفيقه لإشادة مَباني العدل وسيادة الصُلح والأَمن في كلّ البلاد وفي كلّ أصقاع الأرض ... فيا آهورا مَزدا ! أَعنّي وأَهلي وكلّ أهل الأرض الذين جَعلتَهم تحت سلطاني ؛ لنكون في حمايتك وحراستك ، ربّ كما دعوتك فاستجب لي دعائي ... ) .

وفي ثالثة :

( أيّها الإنسان ، أقول لك ما أمرني الإله ( آهورا مزدا ) : كُن على الصراط المستقيم ولا تَحِد عنه شيئاً ، ولا تظنّ بأحد ظنَّ سوء ، ومِن الأجرام والآثام فاحترز وكُن على حذر ... ) .

يقول الأستاذ آزاد : ولا تنسَ أنّ داريوش هو من بني أعمام كورش ، وتَسنّمَ الحكم بعده بثماني سنوات ، ومِن ثَمّ فما يقوله داريوش ، هو في الحقيقة لسان حال سَلفه كورش ، وكلّ ما ذَكره داريوش وتَضرّع إلى الله مُبتهلاً : أنّ توفيقاته على القيام بمهامّ الأمور إنّما هي بفضله ورحمته تعالى ... أَفهل لا يكون ذلك مُتصادقاً مع ما ذَكره القرآن الكريم عن لسان ذي القَرنَينِ : { هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ! } (6) .

وقد مرّ عليك منشور كورش بشأن الأَسرى اليهود وإعادة بناء الهيكل في أُورشليم : ( هكذا قال كورش مَلِك فارس : جميع مَمالك الأرض دفعها لي الربّ إله السماء ، وهو أوصاني أن أبني له بيتاً في أورشليم التي في يهوذا ... ) (7) . 

هنا ملحوظة  

إنّ كارثة الإسكندر المقدوني الفظيعة ، والتي أُصيبت بها إمبراطوريّة فارس ذاك العهد ، هي بعينها ككارثة بخت نصّر الفجيعة ، والتي أُصيب بها القدس وجامعة اليهود في حينها ... فقد أبادت وكسحت كلّ معالم الحضارة في المنطقة ، ومزّقتها شرَّ مُمَزَّق ، فلم تبقَ

لها أثراً يُذكر ، ليس في المدنيّة فحسب بل وحتّى وثائق الديانة السائدة هناك ذهبت أدراج الرّياح .

يقول الأُستاذ آزاد : في الحقيقة يجب أن لا ننسى الغزو الإسكندري لم يكن ليُبيد دولة الفُرس وحدها ، بل وشمل المُقدّسات الدينيّة فمَزّقها ... وفي رواية قديمة جاء : أنّ كتاب زردشت كان يحوي على اثني عشر ألف ورقة مَكتوباً عليها بالذهب (8) ، وهذا وإن كان مُبالغاً فيه ، غير أنّ هذا الكتاب بجملته قد احترق حين هجم الإسكندر في ضمن سائر الكُتب والصحائف ... على غِرار ما أُصيبت التوراة بحملة بخت نصّر !

ومِن ثمَّ عاملهم نبيّ الإسلام ( صلّى اللّه عليه وآله ) معاملة أهل الكتاب ، وقال : ( سنّوا بهم سنّة أهل الكتاب ) (9) ، وعن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( إنّي أعلم ما عليه المَجوس ، عندهم شريعة يَعملون بها ، وكتاب يُؤمنون به ، فعامِلوهم مُعاملة أَهل الكتاب ... ) (10) .

* * *

بقي هنا سؤال : كيف يُثني رجل التوحيد على آلهة عُبّاد الوثن ـ كما عرفت في منشور بابل ـ لو كان كورش ذلك العبد الصالح ( ذا القَرنَينِ ) الذي يصفه القرآن ؟!

لكن يجب أن لا ننسى أنّ رجال الحِكمة يرون الإنسان ـ على مُختلف شُعوبه ـ إنّما يَرنو بفطرته الذاتيّة إلى خالقه المُتعالي ، هادفاً ذلك الجمال الأوفى ، حتّى ولو اختلفت التعابير وتنوّعت الأساليب :

عباراتُنا شتّى وحُسنك واحد      فكلٌّ  إلى ذاك الجمال iiيُشير

وحتّى الوثني إنّما يهدف الزُلفى إلى الله تعالى ، وقد جَعل الوثن رمزاً يهديه إلى ذلك المقصد الأعلى والمطلوب الأوفى ، قالوا : {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر : 3]

ومِن ثَمّ نرى كورش عند ما يتكلّم مع بني جِلدَته وفي أوساط توحيدية خالصة ، يَذكر الإله تعالى ويَصفه بأَسمى تمجيد : ( آهورا مَزدا ) يعني الخالق الحكيم ، ربّ العالمين ، ربّ السماوات والأرض ومدبّرهما (11) .

وهو عند ما يَعلن بمشروعه الفخيم بشأن إطلاق سَراح بني إسرائيل والتعبئة ، لإعادة بناء القدس الشريف وإحياء معالم دين اليهود المُتمزّق ، نراه يُعبّر عنه سبحانه بـ ( يَهُوَه ) على حدّ تعبير اليهود أنفسهم ، يُريدون ذاته المقدّسة ، خالق السماوات والأرض ومدبّرهما (12) .

وهو كذلك عندما يَصف الإله المُتعالي بلسان البابليينَ ، لكنّه يَصفه وصفاً لا ينطبق إلاّ على اللّه سبحانه ، وإن كان التعبير مُنساقاً حسب مصطلح المنطقة ، فهو يُعبّر بـ ( مردوك ) ـ وِفق تعبير أهل بابل ـ ولكن يَصفه بعظمة ربّ الأرباب وإله العالمينَ ، وهكذا عَبَّر عنه بـ ( بَعْل ) بمعنى الربّ الأعلى والسيّد المالك إله السماوات .

وقد كان البابليّون يَرون من ( مردوك ) مُمثّل الإله رب العالمين (13) .

هذا ، مضافاً إلى ما يراه المؤرّخون من أنّ هذا المنشور المَلكي كان قد نُظّم بمعونة كِبار الكَهَنة وعلى وِفق آداب ومراسيمهم الدينيّة ، والذي جاء تعقيباً على منشور سابق كَتبه الكَهَنة أنفسهم ترحيباً بجانب المَلِك الفاتح النبيل (14) .

فلا غَرْو أن نجد فيه تعابير تتّفق مع رسوم البابليّينَ محضاً... أمّا المعنى والمُحتوى فمُحتمل التأويل .

* * *

والسؤال الأخير : حتّى ولو كانت الشواهد وَفيرة على أنّ كورش هو ذو القَرنَينِ

المذكور في القرآن ، وأنّه هو الذي بنى السدّ الحديدي العظيم... فمِثل هذا المشروع الجَلل ، والذي كان ـ على الفرض ـ من أَكبر مفاخر الأُسرة الهخامنشيّة ولا سيّما كورش رأس السلسلة... فلما لم يذكره المؤرّخونَ ، ولم يَلهج به أبناء الفُرس المُتعصّبينَ على مفاخرهم في التأريخ ، وهلاّ ذَكره كورش في مفاخره ضِمن سائر مفاخره والذي هو أعظمها وأجلّها... ولِمَ لمْ يعرفه العرب عنه ذلك وكانوا مُولعينَ بذِكر تأريخ الفرس وبطولاتهم ، ولا ننسى أنّ قَصص الفرس كانت منتشرةً بين العرب ، وكان لهم أنصار بينهم ، وقد تأثّروا بأدبهم ورواياتهم وقَصصهم الشعبيّة... ؟! (15) .

والإجابة على ذلك واضحة لمَن سَبر تأريخ ذلك العهد وما اعتورته من خُطوب وأحداث كادت تكسح بكلّ آثاره وتذروها ذروَ الريح العقيم . إنّ ما حدث بعد عهد الهخامنشيينَ من هجمات الإسكندر المقدوني العَمياء ، لم يدعِ شيئاً من معالم الحضارة قبلها إلاّ طَمسته وعملت في إمحائها عن صفحة الوجود ، عملاً مستمّراً طول أَحقاب ، بحيث أنست كلّ معالم التأريخ وآثار المدنيّة العظيمة والتي شيّدتها الحُكماء والنُبلاء من ذي قَبل .

وفي العهد الساساني قامت حركة  لإحياء التراث القديم ، ولكن من غير جدوى وبعد عهد طويل ، وإنّما هي مقتطفات من أفواه الرجال وفيها الكثير من التحريف والتحوير ، فهي بأن تكون صورة ممسوخة ، أشبه منها أن تكون حقائق ناصعة .

تلك كانت مَغبّة أجرام قام بها الإسكندر وأخلافه ( السلوكيّون ) حوالي قرن ، ومِن بعدهم ( الأشكانيّون ) طيلة خمسة قرون ، حتّى جاء دور الساسانيّينَ ؛ ليقوموا بإحياء التراث القديم من جديد .

الأمر الذي جعل صفحة التأريخ خِلواً من ذِكر تلكم الآثار الجليلة والتي كان من حقّها الخلود مع الأبد .

وحتى أنّ أبناء الفُرس لم يَكد يعرف منهم شيئاً من جلائل آثار كورش وأعقابه ، فضلاً عن غيرهم من عرب الجزيرة .

وأمّا أنّ كورش نفسه ، لِمَ لمْ يَذكر ضِمن مفاخره بناء ذلك السدّ العظيم ، فالأمر أيضاً واضح ، بعد أن عَلِمنا أنّ بناء السّدّ كان من أُخريات أَعماله الضخمة ، والذي كان حتفه فيه ولم يُمهله الأَجل لتسجيله ، كما سَجّل غيره من أعمال ...

والعُمدة في التدليل على عمليّة السدّ على يد كورش ، ما ذكره الأُستاذ خضر بهذا الشأن ، قال :

( وقد رأينا خلال السرد التأريخي أنّ القبائل المغوليّة كانت لا تَتَكاسل عن الانقضاض على مناطق آسيا الغربيّة خلال القرن السادس قبل الميلاد ، وكلّ صفحات التأريخ تذكر لنا أنّ ثَمّة تَوقّف مفاجئ حدث في عمليّة تدفّق هذه القبائل البدائيّة المتوحّشة ، وتُشير أصابع الدقّة التأريخيّة نحو الحُقبة التي ظهر فيها كورش الأخميني أو الهخامنشي (16) .

... هذا بعد أنْ لم نَعرف في التأريخ القديم ما يصلح تفسيراً تطبيقيّاً للآية سِوى ما عرفناه بشأن كورش العظيم ، فلعلّه هو ذو القَرنَينِ الذي جاء ذِكره في القرآن ـ حيث الأكثر انطباقاً عليه ـ واللّه العالم بحقيقة الحال .
_________________________ 
(1) لم تكن هناك عبادة نار بمعنى قداستها ، بل جُعل حريم لها حفاظاً على الإبقاء لإشعالها لغرض استفادة العموم منها في حوائجها اليوميّة ، حيث كان إيقاد النار على العامّة صعباً ، فجعلوا مكاناً خاصاً لإشعالها ليل نهار في خِدمة الناس ؛ ولئلاّ يتعرّض السَفَلة لإطفائها فرضوا لها حريماً وفرضوا حرمتها لذلك محضاً ، بلا أن يكون ذلك قداسة أو عبادة .

فلم يكن المجوس يوماً ما يُقدّسون أو يعبدون النار ، نعم كانوا يأخذون بجانب حرمتها لغرض الخدمات العامّة تسهيلاً على الناس في حوائجهم ... وقد ظلّت هذه العادّة مستمرّة حتى الأيّام التي لم تَعد حاجة إلى ذلك ؛ تقليداً لسُنّة السَلف محضاً .

يقول الفردوسي في ذلك :

مكوئي كه آتش برستان بُدَنْد = برستنده نيك يزدان بُدَنْد

( لا تقل إنّهم عَبَدة النار = إنّما هم عَبَدةٌ صالحون لله تعالى )

(2) لا أساس للعقيدة الثنويّة في مبدء الوجود ، وإنّما هو إله واحد ( آهورا مزدا ) هو خالق كلّ شيء ، وبما أنّه خير محض ، فكلّ مخلوقاته خير ، نعم كانت الشرور بفعل ( أهرِيمن ) ( الشيطان ) الذي هو فاعل الشرور بتسويلاته ، لا أنّه خالقها .

وقد صرّح زردشت بأن ليس هناك إلهاً هو خالق الشرور ، بل هناك مَظهرٌ للشرور سَمّاه ( انكره مي نيوش ) وتحوّل إلى ( آنرومين ) وأخيرا إلى ( أهرِمَن ) ، هو الشيطان الرجيم عند المسلمين ، ذو القَرنَينِ ، ص 257 ـ 260 .

(3) مجوس ، لفظة عِبرية عربيّة ، مُعرّب ( موغوش ) ( موكوش ـ بالكاف الفارسيّة ) أي ( مغ ) و ( موبدان ) يُطلق على سَدَنة المعابد وبيوت النار عند المجوس، وراج استعماله على كلّ مَن اعتنق المجوسيّة .

(4) كورش الكبير ( ذو القَرنَينِ ) ، ص 246 ـ 254 .

(5) يعني : الإله الحكيم . راجع : تأريخ جامع أديان ، جان بي ناس ، ترجمة علي أصغر حكمت ، ص 456 .

(6) الكهف 18 : 98 . راجع : كورش الكبير ( ذو القَرنَينِ ) ، ص 262 ـ 263 .

(7) سِفر عَزرا ـ الإصحاح الأَوّل .

(8) جاءت هذه الرواية في ( دين كُرْت ) ، كورش الكبير ، ص 264 ، وفي مروج الذهب ، ج 1 ، ص 229 ، أنّ هذا الكتاب في اثني عشر ألف مجلّد بالذهب ، فيه وَعد ووعيد وأمر ونهي وغير ذلك من الشرائع والعبادات فلم تَزل المُلوك تعمل بما في هذا الكتاب إلى عهد الإسكندر فأَحرق بعض هذا الكتاب .

وهكذا ورد في كتاب النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى مشركي قريش بشأن المجوس ، راجع : الكافي ، ج 3 ، ص 568 ، رقم 4 .

(9) رواه البيهقي في السُنن الكبرى ، ج 9 ، ص 189 ـ 190 .

(10) روى البيهقي قريباً منه ، ج 9 ، ص 188 ـ 189 ، وراجع : كتاب الخراج لأبي يوسف ، ص 129 .

(11) تأريخ جامع أديان ، ص456 ـ 457 .

(12) إيران باستان ، كتاب 2 ، كورش ، لحسن بيرنيا ، ج2 ، ص401 .

(13) راجع : دائرة المعارف الإسلاميّة ، ج3 ، مادة بعل ، وإيران باستان ، ج1 ، ص114 و119 وج2 ، ص386 ـ 387 .

(14) راجع : إيران باستان ، ج2 ، ص391 .

(15) ذو القَرنَينِ القائد الفاتح والحاكم الصالح ، ص243 ـ 244 .

(16) مفاهيم جغرافية ، ص312 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .