المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



سدّ مأرب العظيم !  
  
2116   02:07 صباحاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص 530-535 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة ذي القرنين وقصص أخرى /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014 1917
التاريخ: 11-10-2014 1709
التاريخ: 11-10-2014 4738
التاريخ: 11-10-2014 2117

جرى الحديث عن سدّ ذي القَرنَينِ ، كان المُناسب التحدّث عن سدّ مأرب وقد اشتبه الأمر على بعضهم فحسبه هو المنسوب إلى ذي القَرنَينِ .

قال الحموي : هو بين ثلاثة جبال يَصبّ ماء السيل إلى موضع واحد ، وليس لذلك الماء مَخرج إلاّ من جهة واحدة ، فكان الأَوائل قد سدّوا ذلك الموضع بالحجارة الصُلبة والرصاص ( الصاروج ) فيجتمع فيه ماء عيون هناك ، مع ما يفيض من مياه السيول ، فيصير خلف السّدّ كالبحر ، فكانوا إذا أرادوا سقي زروعهم فتحوا من ذلك السّدّ بقَدَر حاجتهم بأبواب مُحكَمة وحركات مُهندَسة ، فيَسقون حسب حاجتهم ثُمّ يسدّونه إذا أرادوا... (1)

وذكر البيروني ( 362 ـ 440 ) ـ في الآثار الباقية ـ : أنّه قيل : هو شمر يرعش الحميري ، وسُمّي بذلك لذؤابتينِ كانتا تَنُوسان على عاتقيه ، وقد بَلغ مشارق الأرض ومغاربها وجابَ شمالها وجنوبها ودوّخ البلاد وأخضع العباد ، وبه يفتخر أحد مَقاول اليمن وهو أبو كرب أسعد بن عمرو الحميري في شعره الذي يقول فيه :

قد  كان ذو القَرنَينِ قبلي مُسلماً      مَلِكاً علا في الأرض غير مُعبَّدِ

بَلَغ المشارق والمغارب يبتغي      أسـبابَ مُـلكٍ من كريم سيِّدِ

فرأى مَغيب الشمس وقتَ غروبها      فـي  عين ذي حماءٍ وثأطٍ حَرمدِ

مِـن  قبله بلقيسُ كانت عَمَّتي      حتى تَقضَّى مُلكها بالهُدهُدِ (2)

ورجّح البيروني هذا القول ورآه أقرب الأقاويل ، فإنّ الأذواء كانوا من اليَمن ، كذي المنار وذي الأذعار وذي الشناتر وذي نؤاس وذي جدن وذي يزن ، وأخباره مع هذا تُشبه ما حُكي عنه في القرآن ... (3)

وشمر يرعش هذا هو أَوّل مُلوك حمير من الطبقة الثانية ، كانت مدّة مُلكه ( 275 ـ 300 م ) .

وأسعد أبو كرب هو سابع مُلوكهم من نفس الطبقة ( 385 ـ 420 م ) (4) .

ولعلّ الأمر اشتبه على البيروني ؛ إذ الذي يفتخر به أسعد أبو كرب ، هو ثاني مُلوك حِميَر من هذه الطبقة ، واسمه ( الصعب ) الملقّب بذي القَرنَينِ عندهم وقد ملك سبأ وريدان وحضرموت ( 300 ـ 320 م ) . وبه افتخرت العرب الأوائل في أشعارها وخُطَبها ، منها خُطبة قُسّ بن ساعِدة الأيادي (5) المعروفة :

( يا معشر أياد ! أين الصعب ذو القَرنَينِ ، مَلَك الخافِقَينِ ، وأَذلّ الثَقَلينِ ، وعُمِّر أَلفين ، ثُمّ كان ذلك كلحظة عين... ) .

وأنشد ابن هشام للأعشى :

والصَعبُ ذو القَرنَينِ أَصبح ثاوياً      بـالحِنوِ  فـي جَـدَث أُمَيم مُقيمِ

قوله بالحِنو ، يريد : حِنو قراقر ، الذي مات فيه ذو القَرنَينِ بالعراق (6) .

وسننبّه : أنّ تلك الأبيات وهذه الخطبة من مختلقات الأَواخر ، وليس عليها صِبغة جاهليّة قديمة .

وأغرب منه ما ذَكَره المُفجَّع في أخبار مُلوك اليمن ، قال : لمّا مات ( ياسر يُنعم ) ( 250 ـ 275 م ) آخر مُلوك حِمير من الطبقة الأُولى ، قام مِن بعده ( شمر يرعش ) ( 275 ـ 300 م ) ـ أَوّل مُلوكهم من الطبقة الثانية ـ فجمعَ جنوده وسار في ( 000/500 ) خمسمِئة ألف رجل حتّى وَرَد العراق ، فأعطاه ( يشتاسف ) ( عامل ملوك الفرس على العراق ) الطاعة... فسار لا يَصدّه شيء نحو بلاد الصّين ، فلمّا صار بالصغد تَحصَّن أَهلها بمدينة ( سمرقند ) فاستنزلهم من غير أمان وقتل منهم مَقتلة عظيمة وأمر بالمدينة فهُدِمت ، فسُمّيت : شمركند ، فعرّبتها العرب ( سمرقند ) ، ولكنّه مات هو وجنوده في طريقهم إلى الصّين...

فبقيت سمرقند خراباً إلى أن مَلَك ( تُبَّع الأقرن ) ( ثالث ملوك حمير بعد شمر يرعش ـ على رواية حمزة الأصفهاني ) فتجهّز نحو الصّين ، فوَرد العراق ، فأعطاه ( بهمن بن اسفنديار ) الطاعة ، حتّى وصل إلى سمرقند فوجدها خراباً فأمر بعِمارتها ، وسار حتّى أتى بلاداً واسعة فبنى ( التبّت ) ، ثمّ قصد الصين فقتل وسبى وأَحرق ، وعاد إلى اليمن مُظفّراً ... وعن الأصمعي : على باب سمرقند نُقوش وكتابات تُعيّن أبعاد البلاد عنها... (7)

وهكذا ذَكر ابن خلدون : أنّ شَمَرْ يرعش ( 275 ـ 300 م ) ـ سُمّي بذلك ؛ لارتعاشٍ كان به ـ ويُقال إنّه وطئ أَرض العراق وفارس وخراسان وافتتح مدائنها وخَرّب مدينة الصغد (8) وراء جيحون ، فقالت العجم ( شَمَركَنْد ) أي شمرخرّب ، وبنى مدينةً هناك باسمه وعرّبته العرب فصار ( سَمَرقَند ) .

ويقال : إنّه الذي قاتل ( قُباذ ) (9) مَلِك الفارس وأَسره ! وأنّه الذي حَيّر ( الحيرة ) (10) وكان مُلكه ( 160 ) سنة ، وذَكر بعض الأخباريّينَ أنّه مَلَك بلاد الروم ! وأنّه استعمل عليهم ( ماهان قيصر ) ، ذكر ذلك ولم يُعلّق شيئاً... ! (11) .

لكنّه في المقدّمة يأتي عليها ويذروها ذرواً ، ويجعلها أوهاماً خرافيّة هي أشبه بقَصص شعبية أساطيريّة ، يقول : ومن الأخبار الواهية ما ينقلونه عن التبابعة مُلوك اليمن وجزيرة العرب ، أنّهم كانوا يغزون من قُراهم بجيوش حافلة إلى أقاصي البلاد ، ويدوّخون المعمورة كلّها بحملات متتالية ، وأنّ ذا الإذعار من ملوكهم غزا المَغرب ودوّخه ، وكذلك ياسر ابنه بَلغ وادي الرمل في بلاد المغرب ، وأنّ تُبَّع الآخر وهو أسعد أبو كرب ، مَلِك الموصل وآذربيجان ولقى التُرك فهَزَمهم وأَثخن ثُمّ غزاهم ثانية وثالثة ، وأغزى بعد ذلك ثلاثةً من بنيه : بلاد فارس ، وإلى بلاد الصغد من بلاد أُمَم التُرك وراء النهر ، وإلى البلاد الروم ، فمَلَك الأوّل البلاد إلى سمرقند وقطع المغازة إلى الصين فوجد أخاه الثاني قد سبقه إليها ، فأَثخنها في بلاد الصين ورَجعا جميعاً بالغنائم ، وتركوا ببلاد الصين قبائل من حِمير ، فهم بها إلى هذا العهد ، وبلغ الثالث إلى قسطنطينيّة فَدَرسها ( هَدمها ومحى أَثرها نهائيّاً ) ودوّخ بلاد الرّوم ورجع...

قال : وهذه الأخبار كلّها بعيدة عن الصحّة ، عريقة في الوَهم والغَلط ، وأشبه بأحاديث القَصَص المُوضوعة... ثُمّ أخذ في التدليل على بطلانها بأساليب النقد النزيه... (12)

وهكذا يقول الدكتور السيد سالم ـ في حديثه عن تأريخ جاهليّة العرب ـ : ( لا شكّ أنّ ما رواه العرب عن فتوحاته لا يعدو قَصصاً خرافيّة . والثابت أنّه ( تُبَّع الأكبر ـ شمر يرعش ) انتصر على مناطق من بلاد العرب الجنوبيّة وأنّه تغلّب على قبائل تهامة التي كانت تسكن على ساحل البحر الأحمر... ) (13) .

وهكذا يستبعد الدكتور ( هبو ) تلك الأخبار عن ملوك التبابعة ، يقول : ( فعصرُ التبابعة عند العرب من أزهى العصور وأَكثرها لخيالهم الخِصب ، إذ يرون القَصص الخياليّة والأساطير عن قوّتهم وعظمتهم ، فينسبون إليهم غزو أفريقيا والهند والصين وإخضاع فارس وبلاد ما وراء النهر ومصر والمغرب... ممّا دعا ابن خلدون إلى وصف هذه الروايات بالوهم والغلط... ) (14) .

* * *

تلك أساطير بائدة أو شئت فقل قَصص شعبيّة حاكتها أوهام خيال هي أشبه بطيف أحلام .

إنّ سبأ كانت في أَوّل أمرها إمارة أو مَشيخة صغيرة تَحكم ناحية من اليمن ، ثُمّ أخذت تتّسع حتّى شملت اليمن كلّه وحضرموت وتهامة ، هذا فحسب ولم تتعدّ حدود اليمن في يوم من الأيّام .

كانت عاصمة سبأ مدينة مأرب حتى نهاية القرن الثالث للميلاد ، ثمّ حَلّت محلّها مدينة ظفار . ولذلك أسباب سياسيّة واقتصاديّة ذَكرها المؤرّخون .

يقول جرجي زيدان : أَخبار اليمن ـ على ما ترويه العرب ـ أكثرها مُبالغ فيها ، وبعضها أقرب إلى الخرافات منه إلى الحقائق... كغزو شمر يرعش المشرق فدوّخ خراسان وهَدم مدينة الصُّغد وبنى سمرقند... وأنّ أسعد أبو كرب غزا الصين والتُرك ، وغير ذلك ممّا يُخالف العقل فضلاً عن نُصوص التأريخ العامّة... (15)

وقد نبّهنا أنّ الأبيات المنسوبة إلى تُبّع أو أسعد أبي كرب ، تبدو مُختلقة وأنّها من صُنع بعض أبناء اليمن بعد ظهور الإسلام ؛ إذ ملامح الاقتباس من القرآن عليها لائحة ، والمنسوب إلى قسّ بن ساعدة ، خُرافة مفتعلة لا يعتريها شكّ !

___________________

(1) معجم البلدان ، ج5 ، ص35 .

(2) في لفظ الأبيات اختلاف مع ما سبق نَقله ، والصحيح ما أثبتناه هناك .

(3) الآثار الباقية عن القرن الخالية ، تحقيق وتعليق برويز أذكائي ، ص47 ـ 48 ، وراجع : البداية والنهاية ، ج2 ، ص105 .

(4) العرب قبل الإسلام لجرجي زيدان ، ص143 .

(5) خطيب جاهلي مات حدود ( 600 م ) كان يُضرب به المَثَل في البلاغة وحُسن البيان ، يُقال : إنّه كان من نصارى نجران ، وكان يَعِظ قومه في سوق عُكاظ .

(6) الروض الأنف للسهيلي ، ج2 ، ص59 .

(7) أورده ياقوت في معجم البلدان بشأن مدينة سمرقند ، ج3 ، ص247 ـ 248 ، وراجع : العرب قبل الإسلام ، ص123 و143 ـ 144 .

(8) صُغد : منطقة واسعة ، قصبتها سمرقند ، وهي قُرى متّصلة خلال الأشجار والبساتين من سمرقند إلى بخارى ، من أزهى بلاد العالم وأجملها ، قال الحموي : هي من أطيب أرض اللّه ، كثيرة الأشجار ، غزيرة الأنهار ، متجاوبة الأطيار... معجم البلدان ، ج3 ، ص409 .

(9) ولعلّه والد أنوشيروان الملك الساساني ، كان مدّة ( 487 ـ 531 م ) وتُوفّي مُوفّقاً في أمره عن عمر جاوز الثمانين ، كان قد عَمَر البلاد وأشاد كثيراً من المُدن في حياته وفوّض المُلك إلى ابنه أنوشيروان بسلام . تأريخ إيران ، ص205 ـ 209 .

(10) مدينة كانت عامرةً قرب الكوفة بالعراق ، كانت قاعدةَ مُلك الملوك اللخميّين ( المناذرة ) . كان اللخميّون عُمّال الفرس على أطراف العراق ، كما كان الغساسنة عُمّال الروم على مشارف الشام ، وكان أَوّل من حَكم العراق آل تنوخ ومنهم جذيمة الأبرش وصار الحُكم بعده إلى ابن أُخته عمرو بن عديّ وهو من آل نصر فرع من لخم ؛ ولذلك فإنّ هذه الدولة تسمّى دولة آل نصر ، أو آل لخم ، أو آل عمرو بن عديّ ، أو مُلوك الحيرة ، أو المناذرة ـ باعتبار خمسة من ملوكهم سُمّوا بالمنذر . وآخرهم المنذر المغرور ـ وكان المناذرة قد تَنصّروا على مَذهب النساطرة . كانت مدّة مُلكهم 360 سنة ( 268 ـ 628 م ) . وقصبة ملكهم جميعاً الحيرة ، على ثلاثة أميال من مكان الكوفة على ضفة الفرات الغربيّة في حدود البادية ، وتقع الآن في الجنوب الشرقي من النجف الأشرف ، ولم تكن للحيرة وملوكهم أيّ صلة بملوك حِمير اليمنيّين ، العرب قبل الإسلام . ص221 ـ 223 .

(11) تأريخ ابن خلدون ، ج2 ، ص52 .

(12) مقدمة ابن خلدون ، ص 12 ـ 14 .

(13) راجع : كتابه ( تأريخ العرب في عصر الجاهليّة ) ، ص140 ـ 153 ، ط 1971م ، وكتابه الآخر ( تأريخ العرب قبل الإسلام ) ، ص55 ، ودراساته في تأريخ العرب قبل الإسلام ، ج1 ، ص114 ـ 127 ، فهي نفس الأبحاث مكرّرة في الكُتب الثلاثة . ( ذو القَرنَينِ لمُحمّد خير رمضان ، ص181 ، الهامش ) .

(14) تأريخ العرب قبل الإسلام الدكتور أحمد ارحيّم هبو ، ص132 ـ 133 . راجع : مُحمّد خير رمضان ، ص182 .

(15) العرب قبل الإسلام لجرجي زيدان ، ص122 ـ 126 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .