المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علم الاحياء
عدد المواضيع في هذا القسم 11491 موضوعاً
النبات
الحيوان
الأحياء المجهرية
علم الأمراض
التقانة الإحيائية
التقنية الحياتية النانوية
علم الأجنة
الأحياء الجزيئي
علم وظائف الأعضاء
المضادات الحيوية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



مشكلة التلوث بالمخلفات السامة  
  
155   01:37 صباحاً   التاريخ: 2025-04-10
المؤلف : أ.د. إمحمد عياد محمد مقيلي
الكتاب أو المصدر : مشاكل البيئة الحديثة والمعاصرة (الطبعة الأولى 2025)
الجزء والصفحة : ص149-152
القسم : علم الاحياء / البيئة والتلوث /

الكثير من المخلفات الصناعية التي تجد طريقها إلى المسطحات المائية إما بوسائل طبيعية أو بواسطة الإنسان هي سامة للأعشاب والحيوانات البحرية وبالتالي تشكل خطرا على حياة الإنسان. الكثير من هذه المركبات تتصف بخاصية الهجرة وزيادة التركيز في حلقات السلسلة الغذائية البحرية والبرية ،وهذه تشمل المركبات الهيدروكربونية والمعادن الثقيلة كالزئبق والرصاص والكادميوم والنيكل، كما أن هناك مخلفات أخرى ذات نشاط إشعاعي مثل اليورانيوم والفسفور. فعلى سبيل المثال، زاد تركيز المبيد DDT في الطيور الجارحة لدرجة أنه تسبب في هشاشة قشور البيض والذي أخد يتهشم بسهولة تحت وزن الأنثى التي تحاول حضانته مما تسبب في تناقص عدد الصقور في بعض الأقاليم واختفائها تماما من أقاليم أخرى. لقد وجد المبيد طريقة إلى الصقور مع السلسلة الغذائية المائية فهي تتغذى على أسماك تغذت هي الأخرى على نباتات تحتوي على تركيزات من المبيد الذي وصلها مع الصرف الزراعي والمنزلي والإرساب الجوي.

الزئبق العضوي وغير العضوي بإمكانه الذوبان في الماء وينتشر بأماكن واسعة من المياه. إن التعرض المتواصل للزئبق ولو بكميات قليلة يتركز في الخلايا الحية ويشلها أو يضعف قدرة التحكم فيها وأخيرا يؤدي إلى موتها. يستخدم الزئبق في صناعة البلاستيك ويستخدم كمبيد للفطريات التي تنمو على الأخشاب في المصانع، وكمبيد للحشرات الزراعية ويحفظ البذور عند التخزين. إن أكل هذه الحبوب بواسطة الطيور يؤدي إلى موتها ويقتل الأطفال أيضا إذا أكلوها عن طريق الخطأ. فلقد حدثت حالات تسمم بسبب تلوث شحنات من الحبوب المعالجة بالزئبق في العراق والباكستان وغانا وجواتيمالا وكان أشهر هذه الحالات المأساة التي وقعت في العراق سنة 1972 عندما أستورد العراق شحنة من القمح والشعير من المكسيك، وكانت هذه الشحنة معالجة بمركب مثيل الزئبق حفاظا عليها من التسويس وبيعت الشحنة كغذاء بدلا من بدور للزراعة مما أدى إلى تسمم نحو 6530 مواطنا مات منهم 500 على الأقل[1]. بعض الزئبق المتبقي من البذور يذوب في مياه التربة ومنها ينتقل إلى الأنهار والبحيرات ليدخل السلسلة الغذائية المائية.

 الرصاص معدن آخر سام منتشر في التربة والأنهار والبحيرات، فهو ينتشر كجزء من مخلفات المصانع التي تنتج البطاريات ومن مكبات القمامة ومن عوادم السيارات لذلك فإن النباتات التي تنمو على مقربة من الطرق الرئيسية تحتوي على أكبر التركيزات من الرصاص. ويؤدي التلوث بالرصاص إلى شعور الإنسان بالكآبة ونقص الحيوية وإرباك عملية التفكير السليم نتيجة أمراض الجهاز العصبي والهضمي والكلى وأنيميا الدم التي يسببها. فعلى سبيل المثال، أفاد تقرير صيني مبني على دراسة 14 ألف طفل في مدينة جوانجزو بجنوب الصين بأن 83% منهم يجري الرصاص في دمائهم بأعلى من النسب المسموح بها. وأوضح التقرير أن أعلى نسب التلوث بالرصاص كانت بين الأطفال الذين يعيشون في المراكز الصناعية والتجارية بالمدينة وقرب الطرق ذات الحركة المرورية المكثفة، كما أوضح التقرير أن الأطفال الذين يقيمون في الطوابق السفلى من البنايات السكنية أكثر عرضة للرصاص من أولئك الذين يسكنون بالطوابق العليا فقد تبين أن مستويات الرصاص في الهواء على ارتفاع متر واحد من الأرض تزيد 16 مرة عن مستوياته عند ارتفاعات أعلى من مترين أو ثلاثة أمتار. ويوضح تقرير إنجليزي أن تركيز الرصاص في الهواء يتناقص بشكل واضح بالابتعاد عن الطرق المزدحمة بالسيارات كما يؤكد أن الثقل النوعي لجزيئات الرصاص يساعد على تسارع تساقطها بالقرب من أماكن انبعاثها لذلك فكثافة الرصاص في الهواء تتناقص بسرعة مع المسافة، حيث أن البعد عن الطريق بمسافة 50 مترا فقط، يقلل من تركيز الرصاص في الهواء بنسبة %80 .ومن أضرار الرصاص أنه إذا دخل جسم الإنسان يشارك الكالسيوم الترسب في العظام والأسنان مما يؤدي إلى مشكلة لين العظام وسرعة تسوس الأسنان. لقد تسبب الرصاص قديما في تدني عمر السكان الرومان الذين وصلهم عبر أنابيب مياه الشرب المصنوعة من الرصاص. [2]

 ويدخل الكادميوم في صناعة البلاستيك والبطاريات ويختلط بالمعادن الخام كالزنك والنحاس والرصاص، لذلك فإن الكادميوم يلوث البيئة وموارد المياه من المصانع التي يصهر فيها تلك المعادن، كما تتلوث التربة وموارد المياه من الأسمدة الكيماوية، ومن الري بمياه الصرف الصحي والترع الملوثة بمقذوفات المصانع، ويعرف التسمم بالكادميوم بمرض إيتاي إيتاي .لقد شهدت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية حادثة تسمم من الكادميوم نتيجة تلوث محاصيل الأرز بمخلفات مصنع لاستخلاص الزنك والرصاص من المواد الخام، حيث أدى استهلاك المواطنين لهذا الأرز إلى إصابتهم بالتسمم الذي من أعراضه آلام روماتزمية وآلام في العضلات وترقق العظام وأمراض الكلية والرئة والقلب. وتتلوث البيئة بالزرنيخ بالأماكن القريبة من مصانع النحاس والرصاص والزنك ، ومن المبيدات التي تحتوي على الزرنيخ .وأعراض التلوث بالزرنيخ آلام ووهن العضلات والإصابات الجلدية وأمراض الجهاز الهضمي والكبد والكلية والأعصاب والعظام. [3]

وتتلوث الأنهار والبحيرات بمخلفات النفط ومشتقاته نتيجة التسرب من خزانات محطات توزيع الوقود، ومن السيارات، ومن التسرب من أنابيب نقل النفط ومن غسيل مياه الأمطار للطرقات العامة. إن هذا النوع من التلوث يقتل الأسماك والطيور المائية ويفسد مياه الشرب ويتدخل في الاستمتاع بفرص التريض والسباحة وتتلوث التربة والمياه بمركبات النترات والنيتريت جراء استعمال الأسمدة الكيماوية ومن فضلات الحيوانات ومن الصرف الصحي. ويسبب تناول الإنسان للماء والأطعمة المحتوية على عناصر النترات في ارتفاع الهيموجلوبين المؤكسد في الدم الذي يؤدي إلى نقص الأكسجين في الأنسجة. كما أن النيتريت يتفاعل مع المواد الأمينية الموجودة في الطعام ليتحول إلى نيتروز أمين مسبب للسرطان، ولأمراض الكبد والرئة والجهاز العصبي وتشوهات الأجنة. أما زيادة مركبات الفلورايد في مياه الشرب فإنه يؤدي إلى تبقع الأسنان ووهن العظام.

 

 


[1] عماد عبد الرحمن الهيتي، المياه الجوفية بين الاستنزاف والتلوث ، مجلة الفيصل ، العدد (283) ، ص74

[2] أمراجع محمد ديهوم ، اكثر مشاكل البيئة صعوبة وتعقيدا ، تلوث التربة ، مجلة المشعل ، العدد (23) ، 2003، ص60

[3] رجب سعد السيد ، الانسان والبيئة ، مجلة العربي ، العدد 517 ، ديسمبر 2001، ص145




علم الأحياء المجهرية هو العلم الذي يختص بدراسة الأحياء الدقيقة من حيث الحجم والتي لا يمكن مشاهدتها بالعين المجرَّدة. اذ يتعامل مع الأشكال المجهرية من حيث طرق تكاثرها، ووظائف أجزائها ومكوناتها المختلفة، دورها في الطبيعة، والعلاقة المفيدة أو الضارة مع الكائنات الحية - ومنها الإنسان بشكل خاص - كما يدرس استعمالات هذه الكائنات في الصناعة والعلم. وتنقسم هذه الكائنات الدقيقة إلى: بكتيريا وفيروسات وفطريات وطفيليات.



يقوم علم الأحياء الجزيئي بدراسة الأحياء على المستوى الجزيئي، لذلك فهو يتداخل مع كلا من علم الأحياء والكيمياء وبشكل خاص مع علم الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة في عدة مناطق وتخصصات. يهتم علم الاحياء الجزيئي بدراسة مختلف العلاقات المتبادلة بين كافة الأنظمة الخلوية وبخاصة العلاقات بين الدنا (DNA) والرنا (RNA) وعملية تصنيع البروتينات إضافة إلى آليات تنظيم هذه العملية وكافة العمليات الحيوية.



علم الوراثة هو أحد فروع علوم الحياة الحديثة الذي يبحث في أسباب التشابه والاختلاف في صفات الأجيال المتعاقبة من الأفراد التي ترتبط فيما بينها بصلة عضوية معينة كما يبحث فيما يؤدي اليه تلك الأسباب من نتائج مع إعطاء تفسير للمسببات ونتائجها. وعلى هذا الأساس فإن دراسة هذا العلم تتطلب الماماً واسعاً وقاعدة راسخة عميقة في شتى مجالات علوم الحياة كعلم الخلية وعلم الهيأة وعلم الأجنة وعلم البيئة والتصنيف والزراعة والطب وعلم البكتريا.