أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-08
2143
التاريخ: 8-11-2020
1820
التاريخ: 3-4-2016
3601
التاريخ: 2024-07-30
571
|
حياة المنافقين المحفوفة بالرعب
قال تعالى : {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 19، 20].
المنافقون المترددون والمتحيرون أشبه بمسافرين قد ابتلوا وهم في منتصف طريق سفرهم بمطر غزير شديد مصحوب بسحب كثيفة قاتمة. ففي الوقت الذي يطبق الظلام الدامس والعتمة الحالكة على المكان بأسره، يتورط هؤلاء بوابل من المطر كأفواه القرب، تضفي عليه السحب أحياناً جواً من الرعب والوحشة برعدها المهول وبرقها المميت.
وبسبب الخوف والرعب الذي يقذفه أزيز الرعد وأصوات الصواعق المتتابعة في قلوب هؤلاء المسافرين الممطرين، تراهم يغرسون أصابعهم في آذانهم كي لا يصيبهم قصف الرعد بأذى، ولا يشرفوا على الهلاك بسببه.
كما أن البرق الذي في السماء هو من الشدة حتى لا يكاد يخطف نور أبصارهم، وهو كلما ومض أضاء السماء للحظة، فإذا هم يسيرون لبضع خطوات، وكلما اختفى ضياؤه الذي يخطف الأبصار مغرقاً إياهم في طبقات الظلمة من جديد، فإنهم يتوقفون عن المسير وهم في حيرة من أمرهم. فهم، من جهة، مجبرون على مواصلة الطريق تخلصاً من الأمطار الغزيرة، وأزيز الرعد، وضرر البرق في السماء، ومن جهة أخرى فهم محرومون من النور مع شدة احتياجهم له.
في تطبيقنا لهذا المثل القرآني الرائع على الممثل بإمكاننا القول: إن الإسلام الشكلي والإيمان الظاهري للمنافقين، هما أشبه بقطرات المطر التي تمهد الأرضية لنشوء الحياة، لكن لما كان باطن المنافق طافحاً بالكفر، ولما لم يكن الكفر إلا ظلمة، فإن إسلام هؤلاء الشكلي مع ما في دواخلهم من ظلمة النفاق يحدث صخباً وأزيزاً من شأنه أن يسلمهم إلى الهلع والخوف. فحينما تكون الاوضاع السياسية والاجتماعية للمسلمين مستقرة، وليس هناك من حساسية لدى النظام الإسلامي تجاه المنافقين،
يتقدم المنافقون بإسلامهم الظاهري هذا بضع خطوات في جمع المسلمين مستفيدين من هذا الاستقرار، أما عندما يفتضح أمرهم وتفشى سرائرهم، فإنهم يتسمرون في أماكنهم فاقدين القدرة على القيام بأي فعل. بالطبع لو شاء الله أن يسلبهم نورهم منذ البداية، لسلبهم إياه، بيد انه عز وجل يمهلهم بضعة أيام من أجل أن يمتحنهم كي يعلم ما يضمرون في بواطنهم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|