المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

استدلال ابراهيم المنطقي
9-10-2014
Kelvin Differential Equation
13-6-2018
هاليد الالكيل
2023-07-08
تحديات تربية النحل في الوطن العربي
6-6-2016
انتاج شتلات الطماطم
23-10-2020
الله لا ينزل ولا يحتاج أن ينزل
7-8-2019


الشاب وبناء الذات  
  
1244   09:03 صباحاً   التاريخ: 2023-09-18
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص230
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2016 2586
التاريخ: 13-1-2023 1275
التاريخ: 2023-05-01 1184
التاريخ: 2023-04-18 1168

يحتاج الشاب المراهق من أجل أن يبني شخصيته وأفكاره وسلوكه بما يتناسب والحياة الاجتماعية إلى قدوة يقتدي بها ويجعل منها مثلا أعلى له في بناء ذاته . هذا من جهة أما من جهة ثانية فإن الشاب المراهق ولما يتمتع به من نقاء ذهن وصفاء قلب يعشق السجايا الأخلاقية والصفات الإنسانية السامية ، وهو يميل إلى اتباع ضميره الأخلاقي وإلهامه الفطري وبناء شخصيته على أساس الخير والفلاح.

الشاب والميل إلى الفضيلة:

من الطبيعي أن يزداد الشاب المراهق تعلقاً بالمربي الكفوء الذي يعمل على هدايته إلى طريق الحق والفضيلة ويسعى إلى إرضاء ضميره الأخلاقي بالطرق والأساليب الصحيحة ، وفي مثل هذه الحالة يستجيب الشاب لدعوات مربيه ويتبع ارشاداته بكل إخلاص.

وما الحركات الإصلاحية والنهضات المثمرة التي قادها الأنبياء والرسل في العصور الغابرة معتمدين على مساعدة وتعاون جيل الشباب في الملل والأقوام السالفة إلا دليل صادق على هذا القول.

إستجابة الشباب :

عندما كان المربون الإلهيون ينهضون وسط مجتمعات الشرك والضلالة والفساد يدعون الناس إلى عبادة الله والتحلي بالفضائل الأخلاقية، كان الشباب أكثر الناس استجابة لهذه الدعوات ، لأنهم كانوا يجدون فيها ما يتلائم والهامهم الفطري وندائهم الوجداني، وأنها أفضل سبيل لتحقيق ميولهم للطهر والفضيلة، وكان الشباب باستجابتهم لدعوات الرسل والأنبياء يحققون أسمى الرغبات الفطرية الإنسانية ويضمنون سعادتهم المادية والمعنوية.

قال تعالى: {فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ} [يونس: 83]




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.