أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-4-2019
1868
التاريخ: 15-8-2019
3697
التاريخ: 12-8-2019
11376
التاريخ: 2023-08-22
1133
|
أما الصليبيون فقد عاهدوا ملك الروم على أن يسلموا إليه أول بلد يفتحونه، ففتحوا مدينة نيقية ولم يسلموها(1) إليه وكانت بأيدي السلاجقة الأتراك فخانوا بذلك العهد الذي قطعوه على أنفسهم، ولما جاءوا المعرة معرة النعمان قتلوا على رواية ميشو(2) جميع من كان فيها من المسلمين ممن لجئوا إلى الجوامع واختبأوا في السراديب، وأهلكوا صبرا(3) ما يزيد على مائة ألف إنسان في أكثر الروايات، وكانت المعرة من أعظم مدن الشام، وافاها سكان الأطراف بعد سقوط أنطاكية يعتصمون فيها، وفتح الصليبيون القدس، بعد أن أفحشوا القتل في المسلمين حتى هلك منهم عشرات الألوف، فيهم جماعة من الأئمة والعلماء والعباد والزهاد، وارتكب الصليبيون كل محرم في دينهم مع المسلمين واليهود. قال ميشو: تعصب الصليبيون في القدس أنواع التعصب الأعمى الذي لم يسبق له نظير، حتى شكا من ذلك المنصفون من مؤرخيهم، فكانوا يكرهون العرب على إلقاء أنفسهم من أعالي البروج والبيوت، ويجعلونهم طعامًا للنار، ويخرجونهم من الأقبية وأعماق الأرض ويجرونهم في الساحات، ويقتلونهم فوق جثث الآدميين، ودام الذبح في المسلمين أسبوعًا حتى قتلوا منهم على ما اتفق على روايته مؤرخو الشرق والغرب سبعين ألف نسمة. ولم ينج اليهود كالعرب من الذبح؛ فوضع الصليبيون النار في المذبح الذي لجئوا إليه، وأهلكوهم كلهم بالنار. ا.هـ. وكان من عادة الصليبيين أن يقتلوا أهل كل بلد يدخلونه في الشام ويخربوا عمرانه ويحرقوا كتبه ومتاعه وآثاره وفي إحراقهم دار الحكمة في طرابلس، وكان فيها نحو مائة ألف مجلد، أكبر دليل على رعونتهم وخشونتهم، فأوقدوا بما صنعوا نيران التعصب بين المسلمين والنصارى من الشاميين، ومع هذا أمسك المسلمون عن مخاشنة أبناء ذمتهم، وظلوا على ما قضى به الإسلام من حسن معاملتهم، ومن نصارى لبنان من تطوعوا في خدمة الصليبيين، وحاربوا في صفوفهم، وكانوا أدلاء لهم وعيونا على جيرانهم الذين كانوا عاشوا وإياهم خمسة قرون على غاية الوئام ، خالف الصليبيون تعاليم المسيح في الشفقة والإحسان، وامتثل المسلمون أوامر شريعتهم قائلين: «ولا تزر وازرة وزر أخرى.» وما خرج ملوك الإسلام في كل دور عن مراعاة أهل ذمتهم، عملا بوصية الشارع، وتفاديًا من وعيده من أذاهم، وكانت سياسة الساسة منهم كما كتب الإخشيد صاحب الديار المصرية والشامية والحجازية إلى أرمانوس صاحب الروم على ما يؤلف من قلوب سائر الطبقات من الأولياء والرعية، ويجمعها على الطاعة واجتماع الكلمة، ويوسعها الأمن والدعة في المعيشة، ويكسبها المودة والمحبة. وإذا وقع من أحد ملوكهم حيف على غير المسلمين كما فعل الحاكم بأمر الله الفاطمي فخرب كنائس النصارى في مملكته، ثم بدا له فأمر بإعادتها إلى سالف عمارتها، فهذا شاذ في الملوك والشاذ لا تُبنى عليه القاعدة المطردة.
................................
1- خطط الشام للمؤلف م 1.
2- تاريخ الحروب الصليبية لميشو.
3- كل من قتل في غير معركة ولا حرب ولا خطأ فإنه مقتول صبرًا، وكل من حبس لقتل أو حلف فقد صبر هو قتل صبر.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|