المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6767 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Saunders Graphic
17-11-2020
Other Reactions of Pyridine
29-7-2018
فضل سورة الفجر وخواصها
1-05-2015
أحكام المحدثات التي يقيمها المشتري قبل تسجيل العقد
13-4-2016
الآفات الحشرية التي تصيب القرطم (العصفر) Saf flower
26-5-2019
Magnetism in Solids
24-5-2016


نظرة الغربيين للحجاب و الإسلامي.  
  
1088   08:45 مساءً   التاريخ: 2023-08-03
المؤلف : محمد كرد علي.
الكتاب أو المصدر : الإسلام والحضارة العربية.
الجزء والصفحة : ص 82 ــ 88.
القسم : التاريخ / التاريخ والحضارة / الحضارة /

ربما كانت أهم مسألة يُحمل بها اليوم على الإسلام شيوع الحجاب في المسلمات عند سكان بعض المدن الإسلامية، ويدعي الشعوبيون المحدثون أن الضعف المستولي على بعض الممالك أتى من تحجب المسلمات؛ لصده لهن عن مشاركة الرجال في مضمار الحياة العقلية والمادية، وأن الحجاب أهاب بهن إلى حياة الكسل وحبب إليهن البهيمية، فانحطت البيوت، وفقدت العناية بتربية البنين والبنات، وهكذا تسلسل الانحطاط في أهل الإسلام بهذا السبب الذي جعل المرأة أداة عبث ولهو للرجل، على حين خولتها الطبيعة حقوقًا حال الحجاب دون التمتع بها، وضيقت الشريعة خناقها فتعطل نصف الأمة عن الجهاد في المجتمع. هذه خلاصة دعواهم، وقد وضع القرآن قانونًا للنساء في الآداب والحشمة والابتعاد عن التبذل والتبرج إلى غير ذلك مما فيه سعادة البيوت ،وهناؤها، والبعد بالمؤمنين والمؤمنات عن عادات الجاهلية الأولى، وسنَّ لنساء الرسول خاصةً سنة التستر حتى لا يؤذين، ولا يُدخل عليهن وعلى الرسول بدون استئذان على ما كانت عادة العرب بل الأعراب يأتون ذلك بخشونة يأباها العقل السليم، وتقضي بخلافها قواعد حسن العشرة في المجتمع الجديد: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ۚ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا)(1) . والآية الأولى ظاهرة المعنى، ومعنى الثانية الحظر على المؤمنين أن يدخلوا بيوت النبي وعلى أزواجه للطعام والتحدث أو غير ذلك إلا إذا أُذن لهم ودعاهم إلى طعام حاضر ناضج لئلا يطول مقامهم بحضرته، وأُمروا إذا طعموا أن يخرجوا وإذا سألوا شيئًا أن يسألوه من وراء الستر؛ لأن الرسول (صلى الله عليه وال وسلم) كان يتأذى بمن كان يطعم ولا يستأذن في الخروج، وأنه لا يجوز نكاح نساء الرسول من بعده؛ لأنهنَّ أمهات المؤمنين. كان نساء النبي يخرجن بالليل (2) لحاجتهنَّ، وكان أناس من المنافقين يتعرضون لهنَّ فيؤذين، فشكون أمرهن فقيل ذلك للمنافقين، فقالوا إنما نفعله بالإماء، فنزلت هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)، فأمرن أن يخالفن زي الإماء ويدنين عليهن من جلابيبهن، تخمر المرأة وجهها إلا إحدى عينيها، وجاء في آية أخرى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (3) ، وفي هذه الآية إشارة إلى التستر وإلى من يسوغ له أن يرى المرأة بزينتها من أهلها، وفسر المفسرون وليضربن بخمرهن على جيوبهن أن يسترن الرؤوس والأعناق والصدور بالمقانع(4)، وقالوا: إن الشريعة أباحت للمرأة أن تظهر وجهها وكفها بل وذراعيها وقدميها، وبكشف الوجه لا يجوز أن نقول: إن هناك حجابًا بالمعنى الذي فهمه المتأخرون، ومعنى ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يخفين من زينتهن، أي لا يُظهرن حركات من شأنها أن تشعر الرجل بأن هذه المرأة متحلية بحلي وخلاخيل وغيرها. ومن آيات الحجاب: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا * وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) (5)، (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (6) هذا هو الحجاب في الإسلام، أما في الأمم القديمة السالفة فقد كان شائعًا منذ أقدم العصور في بابل وأشور وفي فارس والروم والهند، وعند بعض أهل الجاهلية من العرب، فاحتفظ الإسلام بالقسم المفيد منه، وقد شعر المسلمون بالحاجة إلى حجب النساء بعد أن استحكمت عوائد الحضارة والترف؛ وذلك خوف الفتنة وصيانة للمرأة ممن يؤذيها فيؤدي ذلك إلى خلل في نظام البيوت، فاشتدت مع الزمن وطأة الحجاب في الشام والعراق وفارس لتأصله فيها منذ القديم، ثم سرى إلى معظم الأقطار الإسلامية، وهذا في المدن خاصة، واختلف الحجاب باختلاف البلاد؛ فمنها ما كان فيه متأصلا قبل الإسلام، ومنها ما لا عهد لها به فكان خفيفًا كما هو الحال في بلاد القوقاز، والبنت فيها لا تحجب إلى اليوم ما دامت عانسًا غير متزوجة، وقد وصف ابن بطوطة في رحلته زيارته للسلطان محمد أوزيبك في مدينة استرخان، وذكر كيف كان النساء سافرات في قصره(7)، مما دل على أن التتر أقل من العرب أو الذين دخلوا في العرب المستعربة في الأخذ بمذاهب الحجاب، والسبب فيه أن التتر أو جنس الترك أقرب إلى البداوة منهم إلى عيش الحضارة، وتحجب التتر إلى اليوم لا يعد شيئًا ؛ ولذلك كان نساء الأتراك العثمانيين أقل نساء السلطنة تحجباً؛ لأن التركيات منذ الدهر الغابر لا يعرفن الحجاب، فكان استعدادهنَّ ظاهرا منذ القديم لقبول الأتراك مبادئ الكماليين اليوم؛ القائلة برفع الحجاب بالمرة على صورة أشد مما هو عند الفرنج. (والواقع أن الحجاب هو وليد العادات أكثر مما هو محصول الدين، والحجاب (8) حادث في بدء تأخر الأمم الإسلامية، ثم تأكد وثبت منذ أصدر المتوكل والقادر بالله العباسي أوامرهما بمنع النساء من الصلاة في المسجد ومخالطة الرجال في الحفلات والاجتماعات.» ولو كان الحجاب معروفًا أوائل الإسلام على نحو ما صار إليه في العصر الأخير والذي قبله، لما تيسر للصحابيات والتابعيات وغيرهن من نساء العرب أن يصحبن أزواجهن في الحروب، وكان من نساء المسلمات الممرضات يسلمون إليهن الرثيث أو المرتث، ولطالما غزا الرسول(صل الله عليه وآله وسلم) بالنساء يداوين الجرحى ويُحْذَين(9) من الغنيمة، ومنهن الداعيات المحمسات والمعاونات للمحاربين على تخفيف شظف العيش، ومنهن من كن يبرزن سافرات كسكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة وغيرهما على ما اشتهر من جمالهن، يجتمعن إلى الرجال من غير نكير ، (10) ... وفي تاريخ الإسلام عشرات من الأمثال والحجج يمت بها السفوريون المتعدلون وهم لم ينسوا أن من النساء من كن يحاربن بالفعل أو يجلسن وراء الجيش يحمسن الرجال، فإذا ولى أحدهم من الزحف ينهلن عليه بالضرب والتقريع وما فات القائلين بالحجاب أن تستر المرأة في القديم كان على حالة يرضاها الشرع ولا يأباها المجتمع ، فما منع المسلمات من أخذ العلم والسعي للرزق والرحلة والتنقل والعمل على ما فيه السعادة الزوجية والبيتية بما لم يُخرج المرأة عن طبيعتها إلى طبيعة أخرى لم تُخلق لها وليس لها الاستعداد الكافي للقيام بها. وبهذا عرفنا أنه كان للحجاب صورة أخرى مثل التي نراها اليوم في القرى والبوادي، وفي الحقيقة أن الشريعة حظرت الخلوة بالأجنبي والتبرج أمام غير المحارم، وأي عقل سليم لا يستحسن هذا منها وهل أعظم في باب المغريات من تبذل المرأة في خلوتها بالغريب وظهورها بمظهر من الزينة ناب عن المعقول وقانون الحياء؟ ولو كان الحجاب غليظا كما يصوره بعضهم بحيث كان مانعًا للمرأة عن العمل، هل كنا نرى هذا العدد الدثر في التاريخ من النساء المتعلمات والمحدثات والواعظات والأديبات وغيرهن منذ عهد الصحابيات إلى اليوم؟ وهل كنا نرى نساء كثيرات ساهمن الرجال في إدارة الممالك؟ أو ساعدن أزواجهن على أعمالهم العظيمة، فكان شطر من توفيق الرجال يحسب لأزواجهن المتعلمات. روى الجاحظ قال : لم يزل الرجال يتحدثون مع النساء (11) في الجاهلية والإسلام حتى ضُرب الحجاب على نساء النبي خاصة، وأن النساء إلى عهده من بنات الخلفاء وأمهاتهم فمن دونهم يطفن بالبيت مكشفات الوجوه، ونحو ذلك لا يكمل حج إلا به. قال: ولا يكون محادثة إلا ومعها ما لا يحصى عدده من النظر، إلا أن يكون عني بالنظرة المحرمة النظر إلى الشعر والمجاسد(12) وما تخفيه الجلابيب مما يحل للزوج والولي ويحرم على غيرهما، ثم لم يزل للملوك والأشراف إماء يختلفن في الحوائج ويدخلن في الدواوين ونساء يجلسن للناس ، وذكر أسماء كثيرات منهن، وقال: كن يبرزن للناس أحسن ما كنَّ وأشبه ما يتزين به، فما أنكر ذلك منكر ولا عابه عائب. لا جرم أن عادة الحجاب قد نفعت وأضرت في بعض الأقطار في العهد الأخير لخروج الحجاب عن حقيقته؛ فارتُكبت باسمه موبقات مؤلمة وأخر سير المرأة في مضمار الترقي فضاعت الحكمة منه أو كادت، وقد عالج هذه المسألة الاجتماعية الخطيرة بعض علماء الأمة في أوائل هذا القرن وفي مقدمتهم قاسم أمين فأخذته الألسن، ولغطت بما كتب وتعاورت الأقلام ما كتبه بالجرح والتعديل، ونجح الفريق الذي قال بقوله إلى حد لم يكن يتصوره؛ وذلك لإثبات قضيته بالحجج المستعارة من الشرع وتاريخ الملة، على أن تيار القائلين بكشف الحجاب قد فاض بفعل المدنية الحديثة، بل بفعل الطبيعة التي لا تبقي إلا على الأنسب، وقد أزال الأتراك حجاب نسائهم بقانون سنُّوه وعملوا به، وكاد الحجاب عن المصريات يزول، بدون أن تعمد مصر إلى تشريع جديد، أو تلجأ إلى الشدة والضغط، ونشأ ذلك من اختلاط الشرق بالغرب، وأهل مصر من أكثر الأقطار الإسلامية اختلاطا بأهل الغرب، وقد رأى المستنيرون منهم بقبس الحضارة الحديثة، أن مضار السفور أقل من مضار الحجاب، فاختاروا طوعًا أو كرها أخف الشرين، وهكذا تعمل بلاد إيران اليوم فيغضي القائمون بالأمر فيها عن السافرات في المدن ولا يمضي زمن طويل حتى يزول الحجاب أو يدخله تعديل كثير في معظم البلاد الإسلامية، فيصبح النساء في تحجبهن إلى حالة وسط لا إفراط فيها ولا تفريط. وقد رأى قاسم أمين نفسه، وحقًّا ما رأى أن الغربيين (13)؛ قد غلوا في إباحة التكشف للنساء إلى درجة يصعب معها أن تتصون المرأة من التعرُّض لمثارات الشهوة، ولا ترضاه عاطفة الحياء، وقد تغالينا نحن في طلب التحجب والتحرُّج من ظهور النساء لأعين الرجال حتى صيرنا المرأة أداة من الأدوات أو متاعًا من المقتنيات، وحرمناها كل المزايا العقلية والأدبية التي أُعدت لها بمقتضى الفطرة الإنسانية، وبين هذين الطرفين حجاب وسط وهو الحجاب الشرعي. ا.هـ. قال هملتن من علماء الإنجليز: «إن أحكام الإسلام في شأن المرأة صريحة في وفرة العناية بوقايتها من كل ما يؤذيها ويشين سمعتها، ولم يضيق الإسلام في الحجاب كما يزعم بعض الكتاب، بل إنه تمشى مع مقتضيات الغيرة والمروءة.» وبعد، فليس من المعقول ما وصلت إليه أكثر نساء الغرب من التبذل في السفور، وحالتهن في المجتمعات والسمر والشوارع مما لا ينطبق كثيرًا على المعقول ويُخشى منه الفتنة، والرجل رجل مهما، تهذب والمرأة امرأة مهما، ارتقت بيد أن عادة ألفها الغرب قرونا وأدخلها في مجتمعه مختارًا، ليس للشرق الإسلامي ما يوجب عليه السير فيها على أثره، فما يلائم الغرب قد لا يلائم الشرق، وما كان لأمة أن تتحدى أمة أخرى لها مميزاتها وعاداتها، لتحملها على قبول ما اصطلحت هي عليه، والحجاب نفسه قد كان مألوفًا في الغرب إلى القرن الثالث عشر، ثم أخذ يرق حتى وصل إلى ما وصل إليه. وما نخال عقلاء الغرب وعلماء الأخلاق في أوروبا وأميركا إلا مقبحين عادة التبذل التي صار إليها بعض النساء عندهم، لما ينبعث عنها من المفاسد الاجتماعية التي لا يسع مكابرا إنكارها، وأي عقل سليم تجرَّد من المؤثرات يقول مثلا بالرقص الغربي، وما يتبعه من مخاصرة وضم وشم، وإذا كان الرقص فنا من الفنون كما يقولون، ليس فيه ما يدعو إلى مواقف التهم، فلم لا يرقص الرجل مع الرجل والمرأة مع المرأة، على حين جعلوا من أمهات قواعده أن يرقص الرجل مع المرأة إلا ما ندر، ولولا ابتذال الحجاب والتفلت من التصون المحمود، هل كانت تبلغ الفتنة إلى هذا الحد؟ ومن أجل هذا رأينا بعض المدن الأوربية ثابت إلى رشدها فكبحت بعض الشيء من جماح الجامحات في هوى السفور، ومن الأمم من كثر فيها مذهب العري، وتناغى في فائدته الجنسان على صورة لا يجوزها عقل إنسان؛ لأنها تقرّب الآدميين من جنس الأعجم من الحيوان. وفي الغرب اليوم كثير من العلماء ينادون بالويل والثبور لترك النساء البيوت واختلاطهن بالرجال في المعامل والمصانع ولا سيما بعد الحرب العامة، فقد قال برتراند (14) رسل: إن الأسرة انحلت باستخدام المرأة في الأعمال العامة، وقد أخذ النساء في الحرب يكتسبن رزقهن فاستقللن استقلالا اقتصاديًّا، وأظهر الاختبار أن المرأة تتمرد على تقاليد الأخلاق المألوفة، وتأبى أن تظل أمينة لرجل واحد إذا تحررت اقتصاديا. وقال صموئيل (15) سميلز: إن البنات العاملات في المعامل حرمن التبصر وسلامة الرأي، فهن سريعات الشعور بالاستقلال، ينبذن ما لآبائهن من النفوذ عليهن، ثم يغادرن بيوتهن وينهمكن فيما ينهمك فيه إخوانهن من الرذائل، وتساعد البيئة التي يعشن فيها على تحريك شهواتهن البهيمية فيكن سببًا في نشر الفساد والشر، وقال أحد علماء البلجيك: (16) ولقد شوهد في كل زمن أن النساء عندما تتهيأ لهن الأسباب للانتفاع بمواهبهن ولإحراز الشهرة، لا يلبثن أن يصبحن مستخفات – كالرجل نفسه. بمزية الطهارة والشرف القائلة بالعفة التي اختص بها النساء قديمًا وحديثًا، وإن من الملكات والممثلات والمؤلفات وذوات الأعمال في القديم من عبثن بالعفاف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- إناه: إدراكه وانتهاء حره، متاعا: شيئًا.

2- طبقات ابن سعد.

3- أولي الإربة: أصحاب الحاجة إلى النساء.

4- جمع مقنعة، ما تقنع به المرأة رأسها، أي تغطي.

5- وقرن: من القرار، وأصله أقررن بكسر الراء وفتحها من قررت بفتح الراء وكسرها.

6- القواعد من النساء: هن اللائي قعدن عن الحيض والولد لكبرهن، ويضعن ثيابهن من الجلباب والرداء والقناع فوق الخمار.

7- رحلة ابن بطوطة.

8- من مقالة في الحجب والحجاب بقلم الشرقاوي (البلاغ 27 ربيع الثاني سنة 1352).

9- الرثيث: الجريح، ويُحذَين: يُعطين.

10- طبقات ابن سعد، وبلاغات النساء لأحمد بن أبي طاهر، والمرأة في جاهليتها وإسلامها لعبد الله عفيفي.

11- رسالة القيان للجاحظ.

12- المجاسد جمع مجسدة: القميص الذي يلي البدن.

13- تحرير المرأة، والمرأة الجديدة لقاسم أمني.

14- مجلة الشبان المسلمين.

15- كتاب الأخلاق لصموئيل سميلز، تعريب محمد الصادق حسين.

16- هل هناك خلق جديد، بحث في مجلة الآداب وعلوم الاخلاق والسياسة في بلجيكا Bulletin de IA classes des Letters et des sciences

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).