أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-19
841
التاريخ: 2023-07-27
1272
التاريخ: 2023-06-21
1196
التاريخ: 2023-07-25
1653
|
اكتسب العراق أهمية كبرى في السياسة البريطانية منذ بداية النشاط البريطاني في الخليج العربي في الربع الأول من القرن السابع عشر، وقد تنوعت المصالح البريطانية في العراق، فهناك المصالح الاقتصادية التي تركزت على شراء المواد الاولية الرخيصة من جلود وصوف وعرق سوس وخيول. وقد عملت بريطانيا على ربط الاقتصاد العراقي بالرأسمال الاجنبي وللتدليل على مدى نمو المصالح الاقتصادية البريطانية في العراق، نذكر تأسيس عدد من الشركات البريطانية امثال شركة لنج وشركة كري مكنزي وشركة اندرووير وغيرها من الشركات البريطانية، التي لم يقتصر عملها على النشاط التجاري الصرف، بل كان وجودها يمثل تغلغلا استعماريا ، كانت له ابعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث تمكن رجالات هذه الشركات من الاتصال ببعض الشيوخ والملاكين بالإضافة إلى التجار والجماعات الأخرى المستفيدة ، وراحوا عن طريق هؤلاء يهيئون الافكار لتقبل وجودهم. كانت تجارة الهند وسواحل الخليج العربي وكذلك تجارة ايران والعراق قبل القرن السابع عشر بيد الملاحين العرب من عمان واليمن وعرب السواحل العربية ينتقلون بها بين المحيط الهندي وبين البحر الاحمر وافريقيا فلما ايقنت بريطانيا بأهمية هذا الطريق لاسيما وانها كانت تسيطر على الهند الفت في نهاية عام 1600م شركة الهند الشرقية - البريطانية التي قامت على دعائهما حكومة بريطانيا في الهند، ودفعتها إلى منافسة البرتغاليين ومن جاء بعدهم من الهولنديين اصحاب شركة الهند الشرقية - الهولندية المؤسسة في عام 1602م، ومن الفرنسيين اصحاب شركة الهند الشرقية الفرنسية المؤسسة عام 1644م، حتى مكنتها بعد نزاع طويل ان تحل عملهم. وكانت هذه الشركة قد وفقت لأنشاء اول محطة لها في سورات في عام 1612م ، ولكن لم تكد تحل سنة 1616م حتى صارت لها اربع محطات كبرى في الهند وهي اجمير واغرا، وبرهابور وسورات، ثم اخذت تعمل بجد ونشاط لتثبيت قدمها في الهند وما جاورها فعقدت اتفاقا مع شاه ايران في عام 1622م، عهد به اليها حماية التجارة في الخليج العربي، فبنت المعاقل والحصون على السواحل وجاءت ببارجتين لتعزيز نفوذها وقامت بمفاوضات سياسية طغت اخيرا على اعمالها الاقتصادية، ولم يكد شارل الثاني يجلس على العرش البريطاني حتى جعل بشركة الهند الشرقية - البريطانية الحق في اعلان الحرب، وشن الغارات على من يقف في طريق مصلحتها، فكان ذلك فاتحة تقدم عظيم استمر من عام 1622م إلى 1689م وكانت هذه اولى المحاولات التي سعت بها بريطانيا، إلى بسط سلطتها السياسية على الخليج العربي والسعي للاستيلاء على ايران والعراق، وسرعان ما توسعت التجارة الانكليزية وتعدت من الخليج العربي إلى البحر الأحمر. كانت شركة الهند الشرقية - البريطانية قد أسست مركزا تجاريا لها في البصرة عام 1643م علاوة على المراكز التي اقامتها على بعض ساحل الخليج العربي، وعين وكيل هذا المركز قنصلا لدولته البريطانية في عام 1763م ، فأصبحت له صفة سياسية فضلا عن صفته التجارية وعدت البصرة مركزا لتوزيع البضائع الانكليزية في العراق وايران، كما ان الحكومة البريطانية، ارسلت إلى بندر بوشهر مندوبا دائما ليقوم مقام ممثل الشركة فيها، وتلا ذلك تعيين وكيل اخر بالدرجة نفسها وللهدف ذاته، في بغداد فولي هذا المنصب في عام 1755م رجل ارمني استبدل بعد عشر سنوات بشخص بريطاني فأخذت علاقات القائمين بمركزي بغداد والبصرة مع الولاة تتحسن بمرور الزمن بما كانت تقدمه الشركة لهم من السلاح والعتاد بغية حملهم على الاستقلال في العراق لتثبيت النفوذ البريطاني فيه، من جانب وتصريف تجارتها واستعمال انهارها للبواخر من غير ان تلقى اعتراضا من العثمانيين من جانب اخر. ولكن سرعان ما انقلبت هذه المراكز التجارية إلى دوائر سياسية بالتدريج حتى لقد اعطي المقيم البريطاني في بغداد جميع السلطات القنصلية في عام 1802، وأصبحت بغداد منذ ذلك الحين فصاعدا اهم مركز للنفوذ البريطاني. في عام 1822م اخذت شركة الهند الشرقية - البريطانية وضعا سياسيا، فعناصرها وسماسرتها أصبحوا مقيمين سياسيين، ووكلاء مستوطنين، وبذلك اجتازت الصلات بين بريطانيا والخليج العربي مرحلتها التجارية، ودخلت في مرحلة سياسية صرفه. وادركت بريطانيا اهمية المراسلات في تحقيق مصالحها التجارية والسياسية في العراق فعمدت شركاتها إلى ربط مدنه الرئيسية بشبكة من الخطوط التلغرافية ووصلتها بالخطوط الممتدة بين الخليج العربي والهند، ومهدت لملاحيها وتجارها سبل الوصول إلى العراق والاتجار سكانه، لتثبيت النفوذ البريطاني فيه، فقد كانت أهمية العراق الاستراتيجية بالنسبة للسياسة البريطانية، تتمثل في موقع العراق على رأس الخليج العربي، الذي هو جزء من طريق الهند البري الحيوي لمواصلات الامبراطورية البريطانية ، فكانت بعثة جسني التي او فدتها الحكومة البريطانية في أعوام 1834-1837 اولى البعثات الانكليزية التي درست امكانيات نهر الفرات الملاحية، والتي سارت في الفرات من عانه إلى بغداد وفي دجلة من بغداد إلى البصرة وضربت رقما قياسيا في تحقيق المصالح الانكليزية في العراق فقد اكتشفت حالة الرافدين، و درست احوال المياه فيهما ورسمت المصورات المهمة لهما ووضعت الخرائط الدقيقة لسواحلهما فكان عملها هذا عملا فريدا في بابه وقتئذ بحيث اتخذت خرائطها من جملة الخرائط التي اعدت اساسا لاحتلال العراق في عام 1914م. فضلا عن المجهودات البريطانية التي تناولت حقولا متعددة كإرسال بعثات التنقيب الاثارية، وانشاء خطوط التلغراف وتأسيس الشركات الملاحية.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|