المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

قدرة الإنسان تحدد مشيئة الله
15-11-2016
أقمار مثيرة للاهتمام
2023-02-19
أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) بوفاته الوشيكة
24-10-2019
الأحماض الدهنية الأساسية Essential Fatty acids
12-1-2021
صفات المربي: الحكمة
11-1-2016
Balancing Oxidation-Reduction Reactions
12-7-2017


من وصايا الإمام العسكري ( عليه السّلام ) وارشاداته لشيعته  
  
1968   04:43 مساءً   التاريخ: 2023-05-19
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 13، ص178-180
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / التراث العسكري الشريف /

وتضمّنت وصايا الإمام ورسائله ، بيان الأحكام الشرعية ومسائل الحلال والحرام كما اشتملت على خطوط للتعامل مع الآخرين وكان ذلك بمثابة منهاج سلوكي ليسير عليه شيعته ويقيموا علائقهم وفقا له فيما بينهم وبين أبناء المجتمع الذي يعيشون فيه وإن اختلفوا معهم في المذهب والمعتقد ، ومن هذه الوصايا :

1 - قوله ( عليه السّلام ) : « أوصيكم بتقوى اللّه والورع في دينكم ، والاجتهاد للّه ، وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر ، وطول السجود ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) ، صلّوا في عشائركم ، واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم ، وأدّوا حقوقهم ، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه ، وصدق في حديثه ، وأدّى الأمانة ، وحسّن خلقه مع الناس قيل : هذا شيعي فيسرّني ذلك ، اتّقوا اللّه وكونوا زينا ولا تكونوا شينا ، جرّوا إلينا كلّ مودّة ، وادفعوا عنّا كلّ قبيح فإنّه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك . لنا حقّ في كتاب اللّه وقرابة من رسول اللّه وتطهير من اللّه لا يدّعيه أحد غيرنا إلّا كذّاب . أكثروا ذكر اللّه وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فإنّ الصلاة على رسول اللّه عشر حسنات ، احفظوا ما وصّيتكم به واستودعكم اللّه وأقرأ عليكم السلام » .[1]

2 - وقال ( عليه السّلام ) : « أمرناكم بالتختّم في اليمين ونحن بين ظهرانيكم والآن نأمركم بالتختم في الشمال لغيبتنا عنكم إلى أن يظهر اللّه أمرنا وأمركم فإنه أول دليل عليكم في ولا يتنا أهل البيت » .

وقال ( عليه السّلام ) لهم : « حدثوا بهذا شيعتنا »[2].

3 - وكتب الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) وصيّته إلى أحد أعلام أصحابه ، هو علي بن الحسين بن بابويه القمي جاء فيها :

« أوصيك . . . بتقوى اللّه وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة فإنّه لا تقبل الصلاة من مانع الزكاة ، وأوصيك بمغفرة الذنب وكظم الغيظ ، وصلة الرحم ، ومواساة الإخوان ، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر والحلم عند الجهل ، والتفقّه في الدين ، والتثبت في الأمور ، والتعاهد للقرآن ، وحسن الخلق ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال اللّه تعالى :

لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ واجتناب الفواحش كلها ، وعليك بصلاة الليل فإنّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أوصى عليا ( عليه السّلام ) فقال : يا علي عليك بصلاة الليل ، عليك بصلاة الليل ، عليك بصلاة الليل ، ومن استخفّ بصلاة الليل فليس منّا ، فاعمل بوصيتي وأمر جميع شيعتي بما أمرتك به حتى يعملوا به ، وعليك بالصبر وانتظار الفرج فإنّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) قال : أفضل أعمال امّتي انتظار الفرج . . . »[3].

وبذلك رسم الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) منهجا واضحا لشيعته للسير عليه وهو يتضمن مبادئ وأحكام الشريعة الاسلامية وما تدعو إليه من خلق رفيع ، وحسن تعامل مع الناس سواءا كانوا موافقين لشيعته في المبدأ أو مخالفين لهم ، وتلك هي أخلاق الإسلام التي دعى إليها رسول الانسانية محمد بن عبد اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

4 - وصوّر الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) الواقع الذي كان يعيشه وما كان يحتويه من اختلاف الناس ومواليه بتوقيع خرج عنه ( عليه السّلام ) إلى بعض مواليه حيث طلب من الإمام ( عليه السّلام ) إظهار الدليل ، فكتب أبو محمد ( عليه السّلام ) :

« وإنما خاطب اللّه عز وجل العاقل وليس أحد يأتي بآية ويظهر دليلا أكثر مما جاء به خاتم النبيين وسيد المرسلين ، فقالوا : ساحر وكاهن وكذّاب ، وهدى اللّه من اهتدى ، غير أن الأدلة يسكن إليها كثير من الناس وذلك ان اللّه عز وجل يأذن لنا فنتكلم ، ويضع ويمنع فنصمت ، ولو أحب أن لا يظهر حقا ما بعث النبيين مبشرين ومنذرين يصدعون بالحق في حال الضعف والقوة ، وينطقون في أوقات ليقضي اللّه أمره وينفذ حكمه .

الناس في طبقات شتى ، والمستبصر على سبيل نجاة متمسك بالحق ، متعلق بفرع أصيل غير شاك ولا مرتاب ، لا يجد عنه ملجأ ، وطبقة لم تأخذ الحق من أهله ، فهم كراكب البحر يموج عند موجه ، ويسكن عند سكونه ، وطبقة استحوذ عليهم الشيطان شأنهم الرد على أهل الحق ، ودفع الحق بالباطل ، حسدا من عند أنفسهم فدع من ذهب يذهب يمينا وشمالا فالراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها في أهون السعي ، ذكرت ما اختلف فيه موالي فإذا كانت الوصية والكبر فلا ريب ومن جلس مجالس الحكم فهو أولى بالحكم ، أحسن رعاية من استرعيت وإياك والإذاعة وطلب الرياسة فإنهما يدعوان إلى الهلكة[4].

 

[1] تحف العقول : 487 - 488 .

[2] تحف العقول : 487 - 488 .

[3] شعب الايمان : 2 / 43 ح 1124 وعنه في الأنوار البهية ، القمي : 319 .

[4] الخرائج والجرائح : 449 ح 35 وعن الدلائل في كشف الغمّة : 3 / 206 ، 207 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.