المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الرعــــد
12-10-2017
بهابها أومي جيهنجز
17-10-2015
مسؤولية مهنية
24-5-2020
أسباب شرح الصدر وقساوة القلب
18-7-2020
بيعة يزيد
17-11-2016
الفكر الجيومورفولوجي في العصور الوسطى- عند العرب المسلمين
4/9/2022


حول مشاعر الشاب  
  
1578   05:45 مساءً   التاريخ: 2023-05-13
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص203 ــ 206
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 119].

مع دخول الإنسان مرحلة البلوغ وهي مرحلة انقلابية تبدأ مشاعره وأحاسيسه تتبلور في ذاته في نفس الوقت الذي تبدأ فيه عظامه وعضلاته وسائر أعضاء جسمه بالنمو السريع ، وتتغير أخلاقه وطباعه كلياً .

رغبات جامحة :

إن البلوغ مرحلة تأتي لتربك صفوة الطفولة وبراءتها وتهيج الإنسان وتخلق فيه رغبات جامحة، كما أنه خلل يعيب التوازن الطبيعي الذي كان قائماً قبل البلوغ بين جسم الطفل وروحه ، وتبدأ كافة حركاته وسكناته وتصرفاته وأقواله تتغير نتيجة حساسية شديدة.

أزمات عصبية :

«كلنا وقف عند هذه الحالة بشكل أو بآخر وهي أن الفتيان والفتيات يصبحون خلال مرحلة البلوغ أكثر تأثراً من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات. فكلمة واحدة أو إشارة واحدة أو حتى حركة واحدة تكفي لإثارتهم وتهييج مشاعرهم. ينفعلون بسرعة دون أي سبب، الفتيات منهم يصبن أثناء البلوغ بأزمة ضحك دون مبرر تصحبها توترات وأزمات عصبية. وعندما تبرز مثل هذه الحالات فإنها تؤدي إلى إرباك حركات وتصرفات الفتيان والفتيات وتشل نشاطهم الفكري وتحد من نشاطهم الثقافي».

وكلما ازدادت حدة الهيجانات كلما تعددت التأثيرات والانفعالات في نفوس البالغين، فالعصبية والنفور تحل محل غضب لأطفال والرأفة والرحمة تحلان محل رقة الطفولة ، حتى ان بعض حالات المحبة تشتمل على حالتي الفرح والحزن معاً» .

حالة الملنخوليا(1):

«إن حالة الملنخوليا التي لا تظهر أعراضها على الأطفال أبداً هي نتيجة الهيجانات التي تشتمل على حالتي الفرح والحزن معاً، وهي تظهر في الـ15 من العمر، وهذه الحالة تظهر نتيجة حزن غير مبرر أو تعب وإرهاق بسيط أو انتظار مصحوب بقلق، وكل ذلك قد يشكل أموراً تخفف عن الفتيان الضغوط النفسية التي يعانون منها إلى حد ما» .

«إن التغييرات التي تطرأ على حالات الانفعال لدى الإنسان هي نتيجة نظام جديد يطرأ على الأجهزة الهورمونية وجهاز الأعصاب لدى الإنسان، كما لو أن جسم الإنسان قد وضع جهازاً جديدا أكثر حساسية في مواجهة الانفعالات الجديدة التي لم يكن يعرفها أو يدركها عندما كان هذا الجهاز خامداً دون عمل»(2) .

إن المشاعر الحادة والرغبات التي تبرز بشكل طبيعي خلال مرحلة الشباب هي دون شك من صنع مدبر الكون وخالقه سبحانه وتعالى ، ومن المؤكد أن لها دورها المؤثر في سعادة الإنسان .

القوة الدافعة للإنسان:

إن مرحلة الشباب هي مرحلة وضع أساس الحياة لبقية عمر الإنسان، والمشاعر الحادة وغير المستقرة التي تبرز خلال هذه المرحلة تشكل دافعاً لتحركهم ونشاطاتهم، فهم أي الشباب يقدمون على الكثير من الأعمال وغالباً ما تكون غير مدروسة، ويواجهون ردود أفعال مختلفة عليها ، وكل ردة فعل تزيدهم تجربة وتعزز من قوة إدراكهم وترسم لهم النهج القويم للحياة.

«وسرعان ما تتولد ردة فعل لدى الشاب نتيجة ازدياد الانفعالات وطغيان المشاعر، تدفعه إلى السيطرة على مشاعره وكبح انفعالاته. وكلما تعرض الشاب البالغ حديثاً لسيل من الانفعالات القوية والمختلفة ، كلما قويت المناعة عنده وعظمت إرادته»(3) .

ثروات ثمينة:

إن المشاعر الحماسية والعواطف الجياشة تعتبر من الثروات الثمينة لمرحلة الشباب وهذه المشاعر والعواطف تبدأ خلال مرحلة البلوغ والشباب بتحريك الاستعدادات الكامنة بشكل طبيعي في نفوس البشر.

بروز الاستعدادات :

فالطفل لا يعرف قيمة نفسه كإنسان ولا يعرف قيمة الثروات المعنوية الكامنة فيه قبل دخول مرحلة البلوغ، لكنه ما أن يبلغ حتى تتفتح عواطفه ومشاعره وتولد في نفسه رغبات مختلفة تدفعه نحو التحرك وتزيد من نشاطه وفعاليته، ومن هنا تبرز الاستعدادات الكامنة الواحدة تلو الاخرى.

اهتزاز العواطف:

«إن العواطف هي عبارة عن ثروة حقيقية لروح الشباب، فهي ضعيفة ومحدودة عند الأطفال ، بينما نرى قوة التجسّم والتخيل لدى الشاب أكبر بكثير، ولهذا فإن أي اهتزاز في عواطفه قد تنجم عنه عواطف مرهفة» .

«وخلال هذه المرحلة يشهد الإنسان تجديداً في مشاعره وعواطفه ، فعواطفه تجاه نفسه ووالديه تتلون بلون آخر، وميوله العادية تتفتح وتنضج، إضافة إلى بروز مشاعر أخرى كالحب والبغض، الإعجاب والتحقير، حب الوطن، أو مشاعر أسمى من ذلك كحب الجمال وغير ذلك من المشاعر الأخلاقية والدينية»(4) .

____________________________________

(1) الملنخوليا: ويقال ماخول وماخوليا ومالنخ وملانكولي وماليخوليا، وهو مرض سوداوي يصيب الدماغ ويودي بالإنسان إلى الغوص في عالم الخيال والتشاؤم وعدم الاكتراث، وأحياناً إلى الانتحار إذا ما اشتد المرض.

(2) جه ميدانم ؟ (ماذا أعرف ؟) ، البلوغ،ص46.

(3) جه ميدانم ؟ (ماذا أعرف ؟) ، البلوغ،ص47.

(4) جه ميدانم ؟ (ماذا أعرف؟) ، البلوغ، ص50. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.