المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الشيخ محمد علي المدرس التبريزي
20-8-2020
الغاية من وجود البرزخ‏
15-12-2015
خفاف بن ايماء
30-7-2017
Gauss,s Polynomial Theorem
19-1-2019
Francesco Severi
1-5-2017
تـطور مـدارس الفـكر الإداري (المدرسـة الكلاسيـكية)
6-7-2022


تعديل الأحاسيس  
  
1228   05:29 مساءً   التاريخ: 2023-05-13
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص218 ــ 222
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إن القوة القادرة على كبح جماح الأحاسيس وتوجيهها نحو الوجهة الصحيحة المنتهية إلى السعادة، هي العقل. والقدرة التي تستطيع تعديل الرغبات النفسية والميول العاطفية واستخدامها على أفضل وجه ، هي العقل أيضاً.

فالعقل هو مرشد منزه يمنع الإنسان من الاستسلام إلى الأحاسيس غير المباحة، وهو حارس أمين يمنع الإنسان من الجري وراء الأهداف الخطيرة ويحفظه من الانحراف والسقوط، وبالتالي فإن العقل هو الذي يمنع الأحاسيس من التمرد والطغيان ويردع صاحبه عن ارتكاب الجرائم .

الخواطر المذمومة:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : للنفوس خواطر للهوى، والعقول تزجر وتنهى(1).

وعنه (عليه السلام) : للقلوب خواطر سوء والعقول تزجر عنها(2).

الأحاسيس المدمرة :

«إن دوافع الأعمال هي من النوع العاطفي، وحتى أفلاطون لم يكن يعتبرها منحصرة بالجانب العقلي فقط . فنحن في الوقت الذي نحتاج فيه الإحساس نحتاج أيضاً إلى المنطق. والإحساس إذا لم يوجه بواسطة العقل يكون خطيراً ، فخطر الحسد مثلاً ليس أقل من خطر مرض الطاعون ، لأن المبتلى به يحاول أن يؤذي الآخرين أكثر من أن يحاول إعانة نفسه.

والحقد أيضاً كالحسد يتنافى وسنن الحياة ، لأنه مدمر في طبيعته»(3).

إن المجتمع الذي يتغلب فيه العقل على الأحاسيس وتسير فيه ميول الناس العاطفية بما يقرره العقل ، هو مجتمع سعيد وهو مهد للعدالة والأمن، وهو مجتمع المدينة الفاضلة، حيث يسخر أبناء هذا المجتمع كل قواهم الحسية والعاطفية لصالح مادياتهم ومعنوياتهم، ويبقون بفضل توجيهات العقل مصانين من الأخطار التي قد تحدق بهم خلال مسيرتهم الحياتية.

الفساد والانحراف:

أما المجتمع الذي يتغلب فيه الهوى على العقل وتسيطر فيه الميول النفسية والرغبات الغريزية على الناس ، ويلهث فيه الناس خلف الشهوات والغرائز دون اي دور للعقل، فهو مجتمع فاسد ومنحرف، وهو مجتمع غارق في الشقاء والتعاسة لا يعرف شيئا عن العدل والإنصاف ولا عن الحق والفضيلة، ولن يسعد بمفهوم الحياة الإنسانية والسجايا الأخلاقية.

إطاعة الهوى والانهيار:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من غلب عقله هواه أفلح، ومن غلب هواه عقله افتضح(4).

وعنه (عليه السلام) : إنكم إن أمرتم عليكم الهوى أصمكم وأعمالكم وأرداكم(5).

العقل الضعيف والأحاسيس الحادة :

هنا لا بد من الإشارة إلى أن العقل الضعيف والعاجز لا يستطيع التغلب على الميول النفسية وكبح جماح الأحاسيس المتمردة للإنسان، والعقل الكامل هو الوحيد القادر على الوقوف سداً محكماً بوجه السيل الجارف للشهوات والميول النفسية، وقيادة عواطف الإنسان وأحاسيسه الجياشة.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): العقل الكامل قاهر للطبع السوء(6). من المؤسف أننا قلما نجد بين بني البشر حتى بين اولئك الذين بلغوا سن الكمال، من هم يتمتعون بعقول كاملة وقوية ، فعقول غالبية الناس هزيلة وعاجزة أمام أعاصير الأحاسيس الهوجاء، وهي تفتقر لأدنى درجات المقاومة. وعند أية إثارة للشهوات والميول النفسية وعندما تطغى حوافز الغضب وروح الانتقام وتجعل من كيان الإنسان ساحة للصراع ، فإن العقل يفقد تأثيره كلياً ويترك ساحة الصراع للشهوات والنزوات، وعندها تقع مصائب وويلات لا تُحمد عقباها .

سبات العقل :

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل(7).

الغضب وفساد العقل:

وعنه (عليه السلام) : الغضب يفيد الألباب ويبعد من الصواب(8).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): الغضب مفتاح كل شر(9).

«إن الغضب يولّد البغضاء، والبغضاء تثير روح الانتقام، فالتفكير بالجريمة لا ينطلق بتاتاً من السكون والاستقرار، بل يولد في لحظة توتر شديد وبشكل مفاجئ ، وتتبلور أحاسيس يصعب مقاومتها تحت ضغوط الرغبات والميول التي تستولي على الإنسان، وغالباً ما تقترن هذه الأحاسيس مع اضطرابات عضوية واختلالات جسمية تؤدي إلى ثورة روحية. وفي مثل حالة الاضطراب هذه، ما الدور الذي يمكن أن يلعبه العقل، لا شيء غير أنه يستسلم للأحاسيس ويخفت».

«لقد درس العالم «ريبو» في بحث حول منطق العواطف هذه المسألة واعتبرها مغايرة للمنطق العقلي ، فالعقل يأخذ من المقدمات النتائج الكلية دون انحياز، أما الأحاسيس فتعتمد المقدمات وصولاً للهدف المنشود».

الرغبات المجنونة :

ليست الجرائم والانحرافات الأخلاقية هي وحدها الناجمة عن الإحساسات المتحررة من كل القيود والميول الشاذة، بل إن الانحرافات المعنوية والعقائدية هي أيضاً ناجمة عن الرغبات المجنونة والأهواء النفسية، فالتعصب والعناد والتكبر والغرور وغيرها من الصفات المذمومة تشكل سداً في وجه سعادة الإنسان، وتمنعه من التفكير السديد والتمييز بين الهداية والضلال واللجوء إلى الحق والحقيقة.

قال تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ} [الأنعام: 119].

____________________________________

(1) تحف العقول ، ص 96 .

(2) غرر الحكم، ص 581 .

(3) راه ورسم زندكى (سبل الحياة) ص114.

(4) مستدرك الوسائل ج 2 ، ص287 .

(5) غرر الحكم، ص292.

(6) بحار الأنوار ج 17 ، ص 116.

(7) نهج البلاغة، الفيض، ص705.

(8) غرر الحكم، ص49.

(9) الكافي ج2، ص 303. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.