أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-6-2016
1543
التاريخ: 2023-05-23
679
التاريخ: 2023-05-25
1235
التاريخ: 2023-05-07
1144
|
لقد قرأ لودفيغ بولتزمان أفكار ماير وجول وغيرهما ممَّن سبقه، واستنتج أنَّ الحرارة ليست سوى الطاقة الحركية للجزيئات. لكن أفكاره قوبلت بالرفض، مع وجود أدلة منطقية على صحتها. وليس مُستبعَدًا أن يكون قد استلهم فكرته من مقولة ماير بأنَّ الحرارة والحركة وجهان لعملة واحدة في الطبيعة، ثم أضاف إليها النظرية الذرية، وهكذا خَرَج بسؤال له مدلوله: لماذا لا يكون مجموع الطاقة الحركية لكافة الذرات هو ما نُسمّيه كمية الحرارة مع إحساسنا بحرارتها لا بحركتها ... ولكن حواس الإنسان لها طريقتها في إدراك المحسوسات. والدليل على ذلك ما نراه في ظاهرتي الصوت والضوء فهما حركات اهتزازية تنتشر في المكان ولكننا لا نُدرك الحركات الاهتزازية في الهواء، أو في الماء، أو في غيره من المواد، بل نُدرك الصوت، كما لا ندرك الحركات الاهتزازية للحقل الكهرومغنطيسي، بل نرى الضوء والأشياء التي يُنيرها. كذلك نحن لا ندرك حركة الذرات بل نُدرك طاقتها على شكل طاقة حرارية وليس ميكانيكية. ويُطلق علماء النفس الاستعرافي حاليا على هذه المدركات التي تختلف في ظاهرها عن حقيقتها اسم كواليا qualia (التي ربما كانت هي صيغة الجمع لكلمة تعني كيفية) ولكن بولتزمان وغيره من العلماء السابقين لم يعرفوا هذه الدراسات الحديثة والأرجح أنَّ الفيلسوف العالم إرنست ماخ E. Mach (1838-1916م) كان على رأس المعارضين لأعمال بولتزمان؛ لأنه لا يؤمن بالنظرية الذرية التي تأباها فلسفته الوضعية المفرطة. ورُبَّما كان الإنكار لنظرية بولتزمان هو الذي أدى به إلى الانتحار. ونحن اليوم نشاهد هذه النظرية تتمتع بمكانة عظيمة في العلم ما حققته بسبب من نجاح على كافة المستويات النظرية والعملية،143 فقد كان الأولى ببولتزمان التريث قليلا حتى يُثبت العلم والتجربة صحة نظريته لا أنْ يُقابلها بهروب بائس نحو الانتحار؛ فلو فعل الأمر نفسَه نيوتن أو أينشتاين وغيرهم ممن يتعرضون لانتقادات حادة، لخسرنا عقولاً ونظريات وأفكارًا كثيرة جدًّا.
__________________________________________
هوامش
143- الأتاسي، محمد وائل لمحات في الإبداع العلمي الهيئة العامة للكتاب، دمشق، ص54–55.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|