المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مشكلات البحوث الإعلامية
2024-12-21
الصعوبات التي تواجه إجراء البحوث الإعلامية
2024-12-21
أنواع بحوث الوسائل المطبوعة
2024-12-21
الحديث الغريب والعزيز
2024-12-21
أهداف البحث الإعلامي
2024-12-21
الحديث الشاذ والنادر والمنكر
2024-12-21

q-Pochhammer Symbol
29-8-2019
البحيرات
2024-08-08
أنواع الخط المصري.
2023-07-20
اسباب التحول النسائي في مجال العلاقات العامة
15-7-2022
العيوب الفسيولوجية والنموات غير الطبيعية في الملفوف (الكرنب)
10-5-2021
Peter Ludwig Mejdell Sylow
22-12-2016


السجايا الانسانية  
  
1088   10:58 صباحاً   التاريخ: 2023-04-29
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص299 ــ 301
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2021 1893
التاريخ: 2023-04-16 1027
التاريخ: 21-6-2016 2789
التاريخ: 11-9-2016 9938

إن تفكير الفتيان لا ينحصر فقط في صفاتهم الحميدة وسلوكهم الحسن، بل تدفعهم ميولهم الباطنية ورغباتهم الفطرية للتمني أن تتسم شعوب العالم قاطبة بمثل هذه الصفات، ويكون لها نفس هذا السلوك. 

إنهم يتألمون من سوء خلق الآخرين ، ويتأسفون لانحرافهم ، ومرادهم أن تعم الفضائل الأخلاقية كافة البشر ، ليسير الجميع نحو الاستقامة والصلاح ، وينعموا بالسعادة والهناء.

«يقول موريس دبس استاذ جامعة ستراسبورغ : تعصف روح الإيمان أو الشجاعة في أعماق الفتيان ما بين الخامسة عشرة والسابعة عشرة من العمر، حيث يتمنون لو أنهم يستطيعون تشكيل العالم من جديد ، ليمحوا كل أثر للظلم ، ويقيموا العدل مكانه»(1).

«هناك قيم ما وراء الطبيعة والدين إلى جانب المثل الأخلاقية وقيم ما وراء الطبيعة لدى الشباب. فالطلبة الجامعيون الشباب تراهم يتعلقون بكل ما له صلة في البحث عن حقائق شؤون الحياة .

لقد أطلق أوغست في قانونه الذي تطرق فيه إلى المراحل الثلاث التي يمر بها الإنسان ، أطلق على مرحلة البلوغ إسم مرحلة ما وراء الطبيعة. إن غالبية الأشخاص الذين يخوضون في أسرار الكون والخلقة والوجود، يعانون من اضطراب خاص ، وهذا ما يمكن اعتباره سبيلاً آخر للوصول إلى ما وراء الطبيعة. ومن الصعب جداً الفصل بين نفوذ فكرة ما وراء الطبيعة والشؤون الدينية في أذهان الشباب ، لأن كل القيم الروحية تلتقي عند نقطة واحدة .

البلوغ والحس الديني:

«يبدو أن هناك إجماعاً في الرأي بين علماء النفس حول وجود علاقة بين أزمة البلوغ والوثوب المفاجئ للحس الديني لدى الشاب البالغ.

تنمية الشخصية :

«ففي هذه الفترة ، تولد نهضة دينية حتى عند أولئك الذين لم يكونوا في السابق من المتمسكين بأمور الدين، ولن يكونوا في سني الكمال والنضوج من المؤمنين بها. ويعتقد «ستانلي هال» بأنه يمكن لمس آثار هذه النهضة الدينية ، أو لنقل الحس الديني في نفسية الفتى حتى سن السادسة عشرة كحد أقصى. ويمكن اعتبار هذا التغير بأنه يندرج في إطار تنامي شخصية الشاب. وهذا الحس يمنح الشاب الذي يتخبط تحت تأثير شتى العوامل ، الفرصة لكي يعرف نفسه ويدرك أسبابها ومسبباتها في وجود الله سبحانه وتعالى. فإدراكه لوجود الله تباركت أسماؤه يخفف من معاناته وعذابه ، ويجعله يشعر بمكانته في هذه الحياة. ومثل هذا الوثوب المفاجئ لن يحصل عند الأشخاص الذين عاشوا أعمارهم في ظل تربية دينية، ولكن حبهم لله يزداد، وتتغير أحاسيسهم تجاهه - جل وعلا - عما كان عليه أثناء طفولتهم لاسيما عند الفتيات ، حسب قول العالم «ب. بوريه»»(2) .

سنون ما وراء الطبيعة :

إن الفتيان بشكل عام مهما اختلفت قومياتهم وألوانهم يميلون بالفطرة نحو معرفة الله والسجايا الأخلاقية . وقد دفع هذا الميل الطبيعي والشديد بعلماء النفس إلى اعتبار سنوات البلوغ بأنها سنوات ما وراء الطبيعة، وتخصيص جانب مستقل من أبحاثهم لدراسة نفسية الشاب .

ويقول علماء النفس : إن ثمة علاقة بين ازمة البلوغ والوثوب المفاجئ للحس الديني ، لا يمكن إنكارها أو تجاهلها، حتى الأطفال الذين يترعرعون وسط أسر لا تمت إلى الدين والإيمان بصلة ، يبدون في مرحلة البلوغ اهمية أكبر بالشؤون الدينية

__________________________________

(1) ماذا أعرف ؟ ، البلوغ، ص122.

(2) ماذا أعرف ؟ البلوغ ، ص 118 . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.