 
					
					
						الشباب الرذيل 					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						الشيخ محمد تقي فلسفي
						 المؤلف:  
						الشيخ محمد تقي فلسفي					
					
						 المصدر:  
						الشاب بين العقل والمعرفة
						 المصدر:  
						الشاب بين العقل والمعرفة					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج1 ص249 ــ 250
						 الجزء والصفحة:  
						ج1 ص249 ــ 250					
					
					
						 2023-04-27
						2023-04-27
					
					
						 1777
						1777					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				من المؤسف جداً أن هناك فتياناً في بلدانا يعانون من مرض الرذالة وإلحاق الأذى بالناس ، فمثل هؤلاء كثيراً ما يشكلون مصدر إزعاج للناس على الطرقات وفي المراكز الاجتماعية بسبب سوء التربية التي تلقوها أثناء الطفولة. فتراهم يسخرون من المرأة والرجل والعجوز والشاب دون استثناء، ويحتقرونهم بحركات رذيلة وألفاظ بذيئة، واهمين أن مثل هذ السلوك سيرفع من شأنهم ويبرز شخصيتهم أمام الناس، وبالتالي سيكسبهم قدرة وأهمية، غافلين عن أن هذا السلوك السيء ليس فقط لا يرفع من شأنهم، بل ويزيد صاحبه حقارة وضعة.
أيام الطفولة والحرمان:
إن تحقير الطفل وحرمانه من الحنان والمحبة والنيل من شخصيته وعزة نفسه، وغير ذلك من أنواع الحرمان الذي يمارس ضد الطفل نتيجة سوء التربية ، تبقى آثاره في نفس الطفل حتى يصبح شاباً ، فتتبلور انعكاسات هذا الحرمان وتبرز بصور مختلفة .
إن بعض الشبان يظلم الناس ويقسو عليهم، والبعض الأخر يسخر منهم ويستهزىء بهم ، وقسماً منهم يحب إلحاق الأذى بنفسه وبالآخرين ، فيما تلجأ مجموعة أخرى منهم إلى عالم الخيال والأوهام ، بينما ترى بعضاً منهم يلجأ إلى الوحدة والانزواء ، وبعضاً آخر يتصور نفسه أعلى مقاماً من الآخرين الذين يعجزون - حسب رأيه - عن إدراك ما يتمتع به من أحاسيس رفيعة . وهناك فئة من الشباب يسيطر عليها حب التملق والاستخفاف والاستذلال، وفئة أخرى تُنمي روح العداء لمن هو أعلى منها شأناً وسلطة دون أن يصدر عنها أي رد فعل ظاهري .
الصدمات النفسية :
«لو فكر كل منا جيداً لأدرك أن نفسيته الجاهلة هي السبب في كل ما يصدر عنه من أفكار وأفعال. ففي الحقيقة لا أحد يعلم لماذا تصدر عنه مثل هذه الأفكار ولم يقدم على مثل تلك الأعمال ، والسبب يعود إلى عدم تدخل عقولكم وإرادتكم في كل ما يصدر عنكم ، ويرجع ذلك في الأصل إلى ما تلقته نفسية الطفل وذهنه من صدمات صغيرة وبسيطة خلال مرحلة الطفولة ، مثل الأحداث والذكريات الحزينة والمؤلمة التي تركت آثاراً قوية على نفسية الطفل ، كالحرمان من الحنان والمحبة ، وتجاهل الآخرين لهم ، ورؤية المشاهد المرعبة ، والتعرض لأذى الآخرين وما شابه ذلك. وهنا نقول: لو توصل كل منا إلى مصدر هذه الأفكار والأعمال والتصرفات ومسبباتها، واسترجع شريط تلك الذكريات الأليمة التي هزت نفسيته ، لخطا خطوة نحو النجاح والتغلب على ما تعانيه نفسيته من نقص»(1).
______________________________  
(1) النمو والحياة ، ص171. 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  مشاكل و حلول
					 الاكثر قراءة في  مشاكل و حلول					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة