أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-09-2015
2143
التاريخ: 2024-10-23
147
التاريخ: 26-10-2014
2542
التاريخ: 2024-09-10
323
|
قال تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: 49]
من بين كافة النعم التي ستبيَّن في الآيات اللاحقة تتم الإشارة هنا إلى نعمة الخلاص من الظلم مما يعكس الدور الحيوي الذي تؤديه نعمة الحرية والاستقلال في مصائر الشعوب؛ وذلك لأنه ما لم تتحرر الأمة من الجور والاستبداد فلن تتفجر طاقاتها ومواهبها المختلفة، ولن تجد في نفسها نتيجة لذلك - القابلية والاستعداد لتقبل المناهج العقائدية والأخلاقية والسلوكية المتنوعة للأنبياء، بل إن الموت كما قال سيد الشهداء الإمام الحسين (صلوات الله عليه) لمثل تلك الأمة لهو أفضل من الحياة:
الموت خير من ركوب العار والعار أولى من دخول النار (1)
وطبقاً لكلام أمير البيان الإمام علي (عليه صلوات الله): "فالموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين" (2)؛ أي إن الحياة من غير حرية هي عين الموت، وإن الموت من أجل قهر العدو والغلبة عليه في سبيل الحرية والاستقلال هو عين الحياة.
ولعل الوجه في كون نجيناكم بصيغة المتكلم مع الآخر أيضاً؛ بمعنى أن استخدام الباري سبحانه وتعالى لتعبير نجيناكم بصيغة الجمع عندما يتعلق الأمر بنعمة النجاة من قبضة آل فرعون على الرغم من تعبیره به أنعمت بصيغة المتكلم المفرد كلما جری الحديث عن التذكير بالنعم المسبغة على بني إسرائيل، فإنه إن دل على شيء فهو يدل على أهمية نعمة الحرية والخلاص من وطأة الجور والظلم؛ وذلك لأن الإنعام العظيم إنما يصدر من المنعم العظيم الكريم وإن عظمة المنعم وكرمه ليوجبان ذكره بعظمة، وإن الذكر مع الإجلال والتعظيم يقتضي أدباً معيناً أن يُذكر بفعل الجمع، وضمير المتكلم مع الآخر، و... الخ.
من الممكن القول هنا إن هذا التعبير لا يختص بنعمة التحرير؛ إذ جاء هذا التعبير بصيغة الجمع مع سائر النعم الأخرى أيضاً؛ نظير قوله: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ} [البقرة: 50]، {وَإِذْ وَاعَدْنَا} [البقرة: 51]، {ثُمَّ عَفَوْنَا} [البقرة: 52] ..... الخ.
والجواب هو أن ترسيم النجاة وتصوير مجرياتها يكمن في التصريح بكيفية حصول الخلاص لبني إسرائيل، أي فرق البحر وإغراق آل فرعون أمام أعينهم. من أجل ذلك فقد جاءت تلك الأفعال بصيغة الجمع ؛ كما أن مواعدة موسى وسائر الفصول المرتبطة بها هي للحرية والاستقلال؛ لأن مجرد الفرار من قبضة فرعون والخروج من مصر من دون تأسيس حكومة مستقلة، لا يمثل تمام المنى وكمال الطموح. بالطبع إن الفعل المفرد وضمير المتكلم وحده قد حافظ على مكانته في جميع تلك الموارد، بل إن أبهة وجلال المتكلم وحده تفوق - في نظر البعض هيمنة المتكلم مع الآخر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. مناقب آل أبي طالب، ج4، ص76؛ وبحار الأنوار، ج44، ص192 .
2. نهج البلاغة، الخطبة 51.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|