أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2014
8018
التاريخ: 29-09-2015
8276
التاريخ: 24-09-2014
7691
التاريخ: 6-1-2023
1207
|
وقد أصلحت الوثنية البرهمية (1) بالبوذية منسوبة إلى بوذا "سقياموني" المتوفى سنة خمس مائة وثلاث وأربعين قبل المسيح على ما نقل عن التاريخ السيلاني وقيل غير ذلك حتى إن الاختلاف في ذلك ينسحب إلى ألفي سنة ، ولذلك ربما ظن أنه شخص خرافي لا حقيقة له لكن الحفريات الأخيرة التي وقعت في غايا الحديثة وآثارا أخرى في بطنه دلت على صحة وجوده ، وقد انكشفت بها آثار أخرى من تاريخ حياته وتعاليمه التي ألقاها إلى تلامذته وأتباعه.
وكان بوذا من بيت الملك ابن ملك يدعى "سوذودانا" فعزفت نفسه الدنيا وشهواتها واعتزل الناس في شبابه ولبث في بعض الغابات الموحشة سنين من عمره مكبا على التزهد والارتياض حتى تنورت نفسه بالمعرفة فخرج إلى الناس وهو ابن ست وثلاثين سنة على ما قيل فدعاهم إلى التخلص عن الشقاء والآلام والفوز بالراحة الكبرى والحياة السماوية الأبدية السرمدية ، ووعظهم وحثهم على التمسك بذيل شريعته بالتخلق بالأخلاق الكريمة ورفض الشهوات واجتناب الرذائل.
وكان بوذا - على ما نقل - يقول عن نفسه من دون كبرياء برهمية: "أنا متسول ، ولا توجد إلا شريعة واحدة للجميع وهي العقاب الشديد للمجرمين والثواب العظيم للصالحين ، وشريعتي شريعة نعمة للجميع ، وفيها كالسماء مكان للرجال والنساء والصبيان والبنات والأغنياء والفقراء على أنه يعسر على الغني أن يسلك طريقها".
وكان تعليمه على ما عند البوذيين: أن الطبيعة ذات فراغ وأنها وهمية خداعة وأن العدم يوجد في كل مكان وكل زمان ، وهو مملوء من الغش ، ونفس هذا العدم يزيل كل الحواجز بين أصناف الناس وجنسياتهم وأحوالهم الدنيوية ، ويجعل أحقر الديدان إخوة للبوذيين.
وهم يعتقدون أن آخر عبارة نطق بها سقياموني هي "كل مركب فان" والغاية القصوى عندهم هي نجاة النفس من كل ألم وغرور ، وأن دور التناسخ الذي لا نهاية له ينتهي أو ينقطع بمنع النفس أن تولد ثانية ، ويتوصل إلى ذلك بتطهيرها حتى من رغبة الوجود.
فهذه القواعد الأساسية للبوذية موجودة صريحا في أقدم تعليمها المدرج في "الأرياني ستيانس" وهي أربع حقائق سامية تنسب إلى سقياموني ذكرها في عظته الأولى التي قام بها في غابة تعرف بغابة الغزال بالقرب من بنارس.
وتلك الحقائق الأربع تتعلق بالألم وأصله وملاشاته وبالطريقة المؤدية إلى الملاشاة فالألم هو الولادة والسن والمرض والموت ومصادفة المكروه ومفارقة المحبوب والعجز عما يرام ، وأسباب الألم الشهوات النفسانية والجسدية والأهواء ، وملاشاة جميع هذه الأسباب هي الحقيقة الثالثة ، ولطريقة الملاشاة أيضا ثمانية أقسام وهي: نظر صحيح وحس صحيح ، ونطق صحيح ، وفعل صحيح ، ومركز صحيح ، وجد صحيح وذكر صحيح ، وتأمل صحيح ، فهذه صورة الإيمان عندهم وقد وجدت محفورة على أبنية كثيرة ومدونة في عدة كتب.
وأما خلاصة الأدب البوذي فهي اجتناب كل شيء ردي ، وعمل كل شيء صالح وتهذيب العقل.
فهذا هو الذي سلموه من تعليم بوذا وما عداه من العبادات والذبائح والكهنوت والفلسفة والأسرار أمور أضيفت إليه بكرور الأيام ومرور الدهور ، وهي تشتمل على أقاويل وآراء عجيبة في خلق العالم ونظمه وغير ذلك.
ومما يقال إن بوذا لم يتكلم عن الإله قط ، غير أن ذلك لم يكن لإعراض منه عن مبدإ الوجود ولا لإنكار بل لأن الرجل كان يبذل كل جهده في تجهيز الناس بالزهد عن زهرة الحياة الدنيا وتنفيرهم عن هذه الدار الغارة.
_________________
1- ملخص ما في دائرة المعارف للبستاني
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|