أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-12-2020
2783
التاريخ: 24-10-2016
1516
التاريخ: 23-10-2016
1974
التاريخ: 23-10-2016
2680
|
الكلديون هم فرع من الاراميين الذين يرجعون بأصلهم الى الجماعات البدوية التي كانت تتنقل في بوادي الجزيرة الشمالية. ومنذ بداية الألف الثاني قبل الميلاد بدأت مجموعات منهم بالاستيطان تدريجيا في مناطق تقع على نهر الفرات في سوريا والعراق. وفي منتصف الالف الثاني قبل الميلاد تم استيطانهم في المناطق الواقعة حوالي نهر الفرات والتي تقع حاليا داخل الاراضي السورية، وفي هذه المناطق نمت لغتهم وقوميتهم وثقافتهم، التي تأثرت بالثقافة الامورية والكنعانية وبالحضارات التي جاوروها ولاسيما حضارة بلاد وادي الرافدين والحضارة الحثية. وفيما يخص اسم الاراميين فان أقدم ذكر له قد ظهر في عهد الملك الاشوري تجلا تبليزر الاول في حدود 1100 ق. م. وكان الأراميون مكونين من جملة قبائل وعشائر عرفنا اسماء بعضها من الكتابات الملكية الاشورية ومن خلال الرسائل المدونة باللغة البابلية والتي عثر عليها في تل العمرنة، الذي يحتوي على بقايا عاصمة الفرعون المصري الملقب بأخناتون 1361 - 1308 ق. م، حيث ورد في هذه الكتابات والرسائل اسم جماعة منهم بصيغة «اخلامو»، التي تعني الرفاق. ومن الاراميين فرع وصل الى وادي الفرات الاسفل واستقر في الاجزاء التي تقع الى الجنوب من مدينة بابل، وهذا الفرع عرف في الكتابات الاشورية باسم (كلدو)هذا ويبدو من كتابات الملك الاشوري شلمنصر الثالث 858 - 824 ق. م، ان الكلديين كانوا يعيشون على هيئة عشائر مختلفة يطلق على كل واحدة منها لفظة (بيت) وتسمى باسم كل شيخ من شيوخها. ومن اسماء هذه العشائر او المشيخات الكلدية التي وردت في كتابات الملك شلمنصر الثالث هي (بيت داكوري) (بيت اموكاني) و(بيت ياكين) وفضلا عن هذه العشائر الثلاث هناك عشائر اخرى يبدو انها كانت صغيرة لأنها لم تلعب دورا سياسيا بارزا كما لعبته العشائر الثلاث التي مر ذكرها، واسماء هذه العشائر الصغيرة هي «بيت شئالي»، «بيت شيلاني» و(بيت اديني). والسبب الذي دعا هذه العشائر الكلدية لان تسكن في باديء امرها المناطق الواقعة جنوب مدينة بابل وحتى سواحل الخليج العربي يرجع الى ان تلك المناطق كانت تعاني من شحة في محصول الشعير بحيث ما كانت تطمع بها مراكز القوى السياسية آنذاك، فضلا عن أن سكانها ما كانوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم وعن اراضيهم، ولذلك سهل على الكلديين احتلال تلك المناطق والسكن فيها والسبب الذي جعل الغذاء شحيحا في المناطق الواقعة الى الجنوب من بابل وحوالي منطقة الاهوار حتى سواحل الخليج العربي، لان هذه المناطق قد غزتها الملوحة وفقدت الكثير من خصوبتها وهذا ما اكدت عليه النصوص المسمارية والدراسات التي اجريت بهذا الخصوص، حيث اثبتت هذه الدراسات ان تربة القسم الجنوبي من العراق خلال منتصف الالف الرابع قبل الميلاد كانت خالية من الملوحة تماما ولذلك فان زراعة الحنطة خلال التاريخ المذكور كانت مساوية تماما لزراعة الشعير، ولكن النصوص الاقتصادية التي جاءتنا من زمن الملك اينتمينا 2430 - 2400 ق . م الملك الرابع من ملوك سلالة لكش الأولى 2520 - 2355 ق. م، قد اكدت ان كمية الحنطة المزروعة قد تقلصت واصبحت تساوي سدس محصول الحبوب. وهذه في الواقع اشارة واضحة الى ان نسبة الملوحة في تربة القسم الجنوبي من العراق قد ارتفعت عاليا وبشكل سريع بحيث أثرت على زراعة الحنطة التي لا تتحمل بطبعها الملوحة والسبب في هذه الزيادة السريعة بالملوحة في زمن الملك اينتمينا يرجع حسب المعلومات المتوفرة الى النزاعات المستمرة التي حدثت بين سلالتي لكش واومًا 2500 - 2355 ق.م، حيث ان مدينتي لكش واومًا كانتا واقعتين على مجرى مائي يتفرع من نهر الفرات وقد استمرت هذه النزاعات بينهما سنين عديدة من أجل الاستيلاء على منطقة حدودية خصبة تسمى «كوايدنا»، وقد تمكنت سلالة لكش في عهد ملكها اينتمينا من السيطرة على هذه المنطقة الحدودية لفترة مؤقتة، لأنها لم تتمكن من منع سلالة اوما الواقعة في اعالي المجرى المائي من وضع العراقيل امام القنوات الفرعية التي كانت تسقي الحقول الحدودية، ولذلك اقدم الملك اينتمينا على شق قناة من نهر دجلة وحتى المنطقة الحدودية التي مر ذكرها من اجل ايصال الماء الكافي لزراعتها. ونهر الغراف الحالي يمثل القناة التي حفرها الملك اينتمينا والتي سميت. في المصادر المسمارية بقناة دجلة. وبعد ان بدأت هذه القناة بتجهيز المنطقة بكميات كبيرة من المياه اضافة الى الكميات التي كانت تجهز من قبل نهر الفرات، فقد ادى ذلك الى ارتفاع في مستوى المياه الجوفية. وما دامت المياه الجوفية ذات امكانيات محدودة في تصريف الملوحة بسبب بطء حركتها، لذلك اصبحت مستودعا لها، ولهذا فان ارتفاع مستوى المياه الجوفية قد ادى الى صعود الملوحة بفعل الخاصية الشعرية الى سطح التربة، ولذلك لاحظنا الهبوط الواضح في نسبة زراعة الحنطة منذ فترة حكم الملك اينتمينا ومما لاشك فيه ان زيادة الملوحة التدريجية وخاصة منذ فترة حكم الملك المذكور قد اخذت تؤثر بشكل ملحوظ على النسبة المئوية لزراعة الحنطة في القسم الجنوبي من العراق، حيث ان نسبتها اصبحت تساوي %2٪ من المحصول في عام 2100 ق. م. وفي عام 1700 ق . م ترك السكان زراعة الحنطة بصورة نهائية في القسم الجنوبي من العراق. والحقيقة ان مشكلة الملوحة التي برزت بسبب ارتفاع مستوى المياه الجوفية لم تؤثر على زراعة الحنطة فقط بل ادت الى فقدان تربة تلك السهول الغربية لخصوبتها تدريجياً، حيث ان دراسة النصوص المسمارية قد بينت لنا أن الانتاج الزراعي قد تركز منذ عام 2400 ق. م على زراعة الشعير لقدرته على تحمل ملوحة التربة. ومما يؤكد هذه الحقيقة هي النصوص الاقتصادية التي جاءتنا من مختلف الفترات القديمة، حيث جعلت هذه النصوص من الشعير المادة الاساسية للمقايضة ولم تتطرق الى ذكر الحنطة الا في الحالات النادرة جدا. والشعير كما هو معروف يستهلك كثيرا من خصوبة التربة، ولذلك دلت الاحصائيات الخاصة بزراعة الشعير على ان القدرة الانتاجية خلال فترة حكم الملك اينتمينا 2430 - 2400 ق. م قد بلغت 2537 لترا لكل هیکتار (10000م2) من الارض. وهذا الرقم في الواقع يعتبر معدلا عاليا نسبيا حتى بالنسبة لمعدل الانتاج الذي تحققه كل من الولايات المتحدة الامريكية وكندا في الوقت الحاضر، الا ان هذا المعدل قد هبط عام 2100 ق.م الى 1400 لتر لكل هيكتار وذلك بسبب تناقص خصوبة التربة. وفي عام 1700 ق.م انخفضت القدرة الانتاجية الى درجة كبيرة بحيث بلغت 897 لترا لكل هیکتار. وبسبب هذا التناقص في خصوبة التربة ومعدل انتاج الشعير فقد تزعزعت مراكز السلطة السياسية في القسم الجنوبي من العراق، بحيث أنها اضطرت الى النزوح، شمالا، ولذلك اصبحت مدينة بابل منذ عام 1800 ق. م مركزا لها بعد ان كانت مدينة اريدو واور والوركاء مراكز مهمة للسلطة السياسية قبل هذا التاريخ، ولهذا السبب بالذات سميت السلالة التي اقامها الاموريون في مدينة بابل بسلالة بابل الاولى، لان مدينة بابل لم تكن من قبل مركزا لسلالة حاكمة. وبناء على ما تقدم فان القسم الجنوبي من العراق كاد ان يهجره السكان بسبب تناقص معدل انتاج الشعير المستمر، الا ان الاجراء الذي أنقذ الجنوب من محنته واعاد له الحياة هو قيام سكانه منذ أواخر القرن الثامن قبل الميلاد بزراعة الرز) (الشلب) الذي انتشرت زراعته بصورة واسعة خلال القرن السادس قبل الميلاد والرز يلفظ باللغة السومرية «شي - لي اب (وشي) تعني شعير ودلي، تعني المشتول و«آب» تعني الماء، بهذا يكون معنى الاسم سومريا والشعير المشتول في الماء.. وان دلت هذه التسمية على شيء فأنها تدل على اصالتها العراقية، ولذلك فان كلمة شلب» الحالية لابد وانها آتية من التسمية السومرية «شي - لي - آب) هذا وان انحسار زراعة الشعير واتساع زراعة الشلب في القسم الجنوبي من العراق قد دفع السكان الى عمل الخبز من الشلب ايضا، وخير شاهد بخصوص هذا الموضوع هو (الطابك) أو (السياح) حيث أنه يشبه الخبز ولكنه مصنوع من مادة الشلب والمعروف عن الرز هو ان زراعته قد بدأت في الصين في حدود 3000 ق. م وان أقدم اشارة الى زراعته في الصين قد جاءت من زمن الامبراطور الصيني (جن - نونك – CHIN-NUNG) اي في منتصف الالف الثالث قبل الميلاد والاحتمال كبير على ان كلمة «رز» ذات اصل صيني. مما تقدم يبدو واضحا السبب الذي دعا السلالات التي جعلت من مدينة بابل مركزا لها من بعد سقوط الكشيين في حدود 1200 ق. م، الى عدم اكتراثها لسكنى عدد من القبائل الارامية (الكلدية) المناطق الجنوبية من العراق وبالأخص المناطق المجاورة للأهوار القريبة من البحر، لان هذه المناطق لم تعد تصلح لان تكون مركزا لأية سلطة سياسية وذلك لعدم امكانيتها توفير فائض في الانتاج الزراعي يسد حاجة الجيش وحاجة الحكومات في فترات الحرب، والحصار ولذلك استقر الاراميون (الكلديون) في المناطق المذكورة طيلة فترة حكم السلالات التي حكمت في بابل 1025 - 625 ق.م من بعد سلالة بابل الرابعة 1157 - 1026 ق . م، الذي دام حوالي اربعمائة سنة. وشحة الغذاء في مناطق سكناهم لم يساعد اية عشيرة من عشائرهم لتسيطر على المنطقة بكاملها لتكون الدولة الموحدة الخاصة بالكديين ولذلك بقوا على النظام العشائري منذ دخولهم الأقسام الجنوبية من العراق في حدود اواخر الألف الثاني قبل الميلاد وحتى تكوينهم الدولة الكلدية في عام 626 ق. م وهذه المدة الطويلة التي عاشها الكلديون في الاقسام الجنوبية من العراق هي التي مكنتهم من الانصهار كليا مع معتقدات وعادات وتقاليد العراق القديم. ومن خلال كتابات الملك الاشوري شمشي ادد الخامس 823 - 811 ق. م يبدو واضحا ان العشائر الكلدية قد دخلت في حلف مع الملك البابلي مردوك بلاصواقبي 818 - 813 ق. م ومع عيلام وعدد من القبائل الارامية التي كانت تسكن المناطق الشرقية من نهر دجلة، ولكن قوة الاشوريين آنذاك وضعف السلالات والتشكيلات السياسية الاخرى في القسم الجنوبي من العراق عموما كان ذلك سببا في نجاح الملك شمشي احد الخامس في القضاء على هذا الحلف عام 813 ق. م واسر الحاكم البابلي ومن بعد هذا التاريخ حلت في اشور وبالأخص من بعد حكم الملك الاشوري توكلتي ننورتا الثالث 810 - 783 ق . م فترة ضعف سياسي امتدت ما بين عام 782 و745 ق. م، مما ساعد ذلك الكلديين لان يستحوذوا على السلطة في بابل واول ملك كلدي تولى عرش بابل هو مردوك - ابلا - اوصر، ولكننا نجهل عدد سني حكمه، وجاء من بعده ملك كلدي اخر يدعى اريبا - مردوك وهو ينتسب الى عشيرة (بيت باكين). ومن الكلديين الذين تركوا اثرا بارزا في تاريخ العراق القديم هو (مردوك ابلا أيدينا) (مردوخ بلادان) أحد ملوك بلاد البحر، أي منطقة الاهوار وسواحل الخليج العربي، الذي ثار على الاشوريين وامتنع عن دفع الجزية لهم وذلك بتحريض ومساعدة عيلام، له واعتلى عرش بابل عام 721 ق. م، اي في السنة التي تولى فيها الملك سرجون الثاني حكم الدولة الاشورية، ولذلك امر الملك سرجون بإخماد ثورة (مردوك - ابلا -ايدينا) والانتقام من عيلام المحرضة لها، فأرسل حملة حاول من خلالها احتلال عيلام اولا ومن ثم اخماد ثورة (مردوك - ابلا – أيدينا) في بابل . وعلى ما يبدو ان جيش الملك سرجون الثاني، الذي التقى بجيش عيلام عند مدينة الدير قرب بدرة لم يحقق النتيجة المطلوبة، وذلك لانشغاله بإخماد الثورات التي اندلعت في سوريا كذلك، ولهذا تمكن مردوك - ابلا - ايدينا ان يحتفظ باستقلاله في بابل مدة عشر سنوات، حتى جاءه الملك سرجون الاشوري ثانية وتمكن من القضاء على ثورته، اما مردوك ابلا - ايدينا نفسه فقد هرب الى منطقة الاهوار وعندما تسلم الملك سنحاريب 704 - 681 ق.م مقاليد الحكم في اشور، اعاد مردوك - ابلا - ايدينا ( مردوخ بلادان) ثورته ضد السيادة الاشورية وبدعم من العيلاميين ايضا وتمكن من الاستقلال ثانية في بابل، ولكن الملك سنحاريب عاجله بحملة عام 703 ق . م قضت على ثورته ولكنها لم تقض عليه لأنه تمكن من الهرب، ولذلك ظهر ثانية عام ٧٠٠ ق. م، ولكنه لم يتمكن من تحقيق شيء يذكر فادى ذلك بالملك سنحاريب لان يصمم على تطهير الاجزاء الجنوبية من العراق التي ساندت الثورات الثلاث لمردوك - ابلا - ايدينا، فأرسل لهذا الغرض جيشاً برياً ومجموعة من السفن سيرها في نهر الفرات، وقد تم اللقاء بين الجيش البري والسفن في المدينة المسماة (باب ساليميتي) القريبة من مصب الفرات بالخليج العربي، ثم قام الملك سنحاريب باحتلال المدن العيلامية الساحلية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|