المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Microminerals : Manganese
16-12-2021
غني وفقير في مجلس رسول الله
29-9-2021
علي (عليه السلام) وجمع القرآن الكريم
17-2-2019
وفاء كلب
22-11-2017
المواقد Burners
6-10-2016
نشأة المدن وتطورها - مدن الشرق القديم - مدن وادي النيل
23/9/2022


التربية الاقتصادية للشباب  
  
1172   11:40 صباحاً   التاريخ: 2023-02-28
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص346ــ352
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

تعد المسألة الاقتصادية احد المسائل المهمة بالنسبة للشباب، لأنها العماد الذي يوفر له الاستقلال ورفع العبء عن الوالدين، ولذا يجب أن نعمل قواعد التربية لدفع الشباب لطلب الاستقلال بما تخدمهم ومجتمعاتهم.

فالعمل والنشاط مع انه يوفر لهم ما يلزم للعيش الا انه ايضاً يدفعهم الى الاحساس بالأمل والتفوق ويقوي ارادتهم وتمنحهم قابلية على مواجهة المشاكل، ومن جهة اخرى يساهم العمل على تعريفهم بمشكلات العمل والانتاج ونحن نعلم ان الذي لا يعرف هذه المشاكل لا يعرف المعنى الحقيقي للحياة.

وعليه فان سعي الموجهين يجب ان يتجه نحو تعلم الحرف والمهن، وتعريفهم بأبعاد الحياة الاقتصادية، ومنع تراكم عوامل الكسل والاحباط. وكما قال الامام الصادق (عليه السلام) «الكسل يذهب بالدين والدنيا».

في التربية الاقتصادية:

لابد من الاقدام على وضع اسس اختيار العمل منذ بدابة سن المراهقة، وجدير بالذكر ان العائلات الفقيرة تدفع ابناءها للعمل منذ سنين مبكرة حتى ولو كان ذلك غير مقبول بصورة رسمية. الا انه ليس شيئاً جيداً بشرط ان يتم على مقربة من ذوي الابناء واقربائهم ومع اقرانهم ومن نفس السن، الا انه من المناسب ان يبدأ العمل مع سنين البلوغ وربما كان في الطبقات المرفهة لبعض الوقت ويمكن لهذا الغرض مراعاة النقاط التالية:

١- المعلومات عن العمل:

في مسألة اختيار العمل والتهيؤ لممارسته لابد ابتداءً من الحصول على المعلومات، ثم التعرف على مقدار الرغبة وامتحان القدرة على ممارسته.

ولهذا فان الاباء والمدرسة تستطيع تقديم معلومات حول الاعمال التي يمكن ممارستها، وأن يتم اعلامهم بالمهارات التي يحتاجها المجتمع والاعمال الادارية، وأن يصبحوا في وضع يحبونه ويرتاحون اليه. وقد تساهم الكتب بدور آخر على هذا الصعيد، اذ تضع بين ايدي الشباب سلبيات وايجابيات بعض الاعمال وامكانيات التطور من خلالها، الى جانب الاستماع الى خبرات العاملين في المجالات المختلفة بحيث يساهم كل ذلك في توجيههم نحو الجهة المناسبة.

٢- التعليم المهني:

بعد اكتشاف الرغبة في ممارسة الاعمال فانه الضروري ان يصار الى الاقدام نحو خطوة اخرى وهي خطوة التعليم المهني ولو لمدة يوم في الاسبوع او عدة ساعات، مع مراعات القدرات النفسية والجسمية الملائمة.

ومن وجهة نظرنا أن دفع الوالدين ابنائهم لممارسة مهن تروق للوالدين، يعد خطاً فادحاً كذلك الاعمال التي تدر مزيداً من المال والشهرة لأن الابناء قد لا يصلحون لممارسة تلك المهن. وعلى العموم فان رغبات الشباب وقدراتهم تتجلى في سنين البلوغ.

والتعليم يجب ان يتم لكي يتاح لهم الحصول على دخل بعد البلوغ يخفف من الاعتماد على الوالدين. او على الاقل بعد انتهاء فترة الدراسة مع شرط عدم التضاد بين التعليم المهني والدراسة الاكاديمية.

• ٣- الاهتمام بالعمل:

لابد لنا من تعليمهم بأن العمل شيء مهم جداً وليس من الضروري أن يكون عملاً بارزاً كإشغال مناصب عالية خصوصاً ان الاسلام لا يهتم للمنصب بل للشرف والتقوى.

ويمكن أن يكون العمل البسيط افضل من رئاسة دولة بشرط التقوى.

لابد من اقناع الشباب بهذه القضية بحيث لا يشعر بان ممارسة اي عمل يمكن أن يؤثر في اعتباره الاجتماعي. وأن لا يستمع الى ما يشيع في اوساط العوام من احتقار بعض الاعمال. واستبدال ذلك بنظرة واقعية، وأن يمارس مهنته بجدية ويبذل قصارى جهده فيها الى جانب الحصول على معلومات وافية لكي ينجح في ممارستها، ويعلم أن الحياة الشريفة تحتاج الى عمل شريف. 

• 4- التربية والاصرار في العمل:

من الضروري أن ينمو عند الشباب ممارسة اعمالهم ومحاسبة النفس في اداءها وأن يحترموا اعمالهم فضلاً عن اتقان اداءها ورعاية الامانة والصدق.

وأن لا يكون الهم اداء هذه الاعمال بأي وجه، والحصول على المال، بل يجب وضع هدف خدمة الناس في الحسبان واعمال الفكر والسعي للإبداع والابتكار، واهم من كل ذلك مراعاة التقوى، لأن هناك الكثير من الاعمال قابلة لإحراز الموفقية من خلالها اذ تم استخدام الفعل والذكاء فيها، ولكن بصورة اعتيادية يتم التخلي عن ذلك طمعاً في الربح الوفير.

• ٥- الانتباه الى نوع العمل:

يمكن للشباب ان يمارسوا بعض الاعمال الى جانب الانكباب على الدرس بدون الاضرار بالدراسة من قبيل:

الاعمال الاجتماعية والانضمام الى التجمعات واعانة الناس.

الاعمال التي ترتبط بالمطالعة والتحقيق وتنظيم المكاتب .

الاعمال الفنية مثل البناء ومد الانابيب واصلاح الادوات.

الفعاليات الفنية، الزراعية وتنظيف المدرسة والمحلة.

اعمال من قبيل المشاركة في الافراح والمشاركة في الاعياد والوفيات.

في كل حال، علينا حين اختيار الاعمال ان نراعي:

أولاً: عناصر الاثارة والدفع نحو بذل الجهود.

ثانياً: المدة التي ترضي طموح الشباب .

ثالثاً: اعمال الفكر.

رابعا: معلومات الشباب واستنتاجاتهم يجب ان تتحول الى افعال.

خامساً: توفير ظروف افضل لحياتهم وحياة الآخرين.

في الانفاق: ان الحصول على المال الحلال عملية ليست سهلة جداً والأصعب فيها عملية انفاقها في موارد الحلال ايضاً.

فقضية استحصال المال الحلال وانفاقه بطريقة متعقلة تعد من المسائل الضرورية لهم والتي يجب تعليمهم اياها فهم حين يحصلون على المال يشعرون بالحيرة في انفاقها، ومكان هذا الانفاق، وخصوصاً حين يحصلون على الاجر لأول مرة، حينها يختلط السرور بالحيرة والاحساس بالفخر، واحياناً ينفقون المال بصورة عشوائية.

ان الوالدين والمربين يضطلعون بعملية التوجيه في هذا المجال واقناعهم بضرورة دفع قسم من الدخل لصالح الاسرة، لكي ينتبه الشاب الى قيمة النقود وقيمة الجهود التي يبذلها الوالد. كما أن حب المال يشده الى مسألة خطرة ايضاً تحول دون النمو الروحي لشباب وكل ذلك يجب ان يعرفه الشاب.

• عمل البنات:

في التعليم المهني يوجه الاسلام الاهتمام الى كلا الجنسين، اذ انه يدعوا لإعداد البنات لأداء مهن تتناسب مع وضعهن النفسي والشرعي وقدراتهن البدنية، وهو ايضا يخلق المتعة لهن فضلاً عن الآثار الاقتصادية بالنسبة للأسرة.

والاهم من كل ذلك تعليمهن سبل الحياة وتربية الاطفال وادارة المنزل، ومن حسن الحظ ان البنات يشعرن برغبة في امتلاك منزل خاص بهن وأن يؤدّن اعمالهن باستقلالية كاملة، وهذه امور تخلق السعادة لديهن.

ان هذه التوجهات لا تتناقض مع سعيهن لأداء اعمال تنحصر بالنساء مثل الاعمال المتعلقة بالتعليم والتربية والتمريض والتضميد واعمال اخرى من هذا القبيل، تتصف بملئ وقت قصير من العمر قبل الزواج وبناء الاسرة، ولهذا فان العمل لعدة ساعات او نصف الوقت اكثر ملائمة للبنات.

• الدعم اللازم للعمل:

ان لإعداد الشباب للعمل والانتاج الذي لا يخلو من مشاكل ومخاوف من الضروري ان يقدم الاباء الدعم الكافي، ولابد من تقديم التشجيع والترغيب والاطمئنان الى امكانية النجاح، وأن نأخذ بأيديهم اليه.

كما لابد من خلق التفاؤل بواسطة الاباء، فضلاً عن توفير اجواء الحرية للقبول بالمسؤولية وعدم الحياء من ممارسة اي عمل شريف مهما كان بسيطاً. وفي نفس الوقت اشتراط ممارسة اعمال تحافظ على احترامهم.

توفير العمل:

لممارسة عمل علينا أن نبدأ بالبحث عنه وحين نعجز عن العثور على عمل، علينا ان نسعى الى احداث وظائف جديدة، فهناك الكثير من المسؤوليات يمكن ان تعهد اليهم بها في المدرسة او المنزل شرط ان لا تتصف بالاستغلال وتنتهي الى الاحباط.

العمل بالنسبة للشباب ضروري لأنه ينقدهم من الاوهام والخيالات ويعطي لسلوكهم صورته الطبيعية. ويساعد على ترتيب اوضاعهم. ويعطيهم دفعة من الاحساس باحترام النفس لأنه يحقق طموحاتهم ويهيئه للحياة المستقبلية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.