المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التربية السياسية للشباب  
  
1025   11:33 صباحاً   التاريخ: 2023-02-28
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص353ــ358
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

يمر الشباب بظروف خاصة يكونون فيها على الاغلب متمتعين بطهارة وصلاح واضح. ولهذا فانهم عرضة للخديعة باستمرار من قبل محترفي السياسة الذين يحاولون الاستفادة من وضعهم هذا لتحقيق مآربهم السياسية الخبيثة.

كما انهم في وضع يتوجب فيه عليهم المساهمة في تقرير مصيرهم السياسي فيساهمون في السياسة العامة ويتخذون مواقف من الاحداث ويصبحوا اعضاء فعالين في المجتمع وكل ذلك لا يتحقق بدون الحصول على الوعي اللازم والمعلومات الكافية والايمان القوي، وعلى الاباء أن ينتبهوا الى كل ذلك.

أهمية الشباب:

ان الاهتمام بطبقة الشباب واسع جداً في مختلف نقاط العالم وللأسباب التالية:

- هم الاكثر عدد من بين كل طبقات المجتمع وخصوصا مجتمعاتنا.

- الاكثر نشاطاً والاقوى.

- الاكثر حيوية والارخص كلفة.

ـ بسبب قلة التجربة وسرعة التصديق للمدعيات فان الساسة يحاولون استغلالهم.

ـ بسبب اوضاعهم النفسية الخاصة يمكن جمعهم في منظمات.

- السرية من العناصر المهمة في الحياة السياسية لأي جمعية سياسية وهي تتوفر عند طبقة الشباب .

ـ بفعل عواطف الشباب الجياشة فانهم يتأثرون بالشعارات وينساقون وراءها.

- والاهم، انطوائهم على غرور واضح وهذا يجعلهم ينساقون مع اقل اثارة وفي مجموع ما ذكر - يجب الاشارة الى أن في بناء الدول وهدمها يضطلع الشباب بدور كبير.

• التعليم والتربية اللازمة:

في التربية السياسية لهذه الطبقة يجب ان نرد من خلال مدخلين الاول هو التعليم والتصرف في الوعي والمعلومات، والثاني النفوذ الى دواخلهم ومحاولة التوجيه لها ومن خلال ما يلي:

١- في الجانب القانوني: توعيتهم بكيفية تدوين القوانين ومصدرها والناس اللذين يقومون على ذلك وقداسة تلك العملية، اذ يعد هذا الاطلاع من الامور الضرورية للشباب.

علينا ان نعلمهم القواعد والتعليمات واهمية كل ذلك بالنسبة لهم. ولابد أن يكتشفوا هذه النقطة. وان اشباع رغباتهم وتحقيق امانيهم لابد أن يتم من خلال الاعتدال ورعاية القوانين. وأن يرضوا بما يحدده القانون للأفراد بحيث يتم استحصال المصالح في اطار مصلحة المجتمع، وأن يصبح توفير موجبات العيش المشترك هدفاً لهم.

وكجزء من عملية التربية يصار الى توجيه جزء من جهوده نحو السعي لإرساء قوانين عادلة في المجتمع، وأن يشخصوا المصلحة ويتقدموا لتحقيقها ويسخروا طاقاتهم لبناء العدالة والحق والصلاح.

2- التعامل السياسي : ان هذا العمر كما قلنا يتميز بغلبة العواطف، وان هذه الميزة رغم كل الايجابيات تنطوي على سلبيات منها: الاستغلال الذي يقوم به بعض الافراد لهم من خلال بعض الشعارات التي تبعدهم عن الحقائق. لذا علينا ان نربيهم بطريقة تجعلهم يدخلون في المواجهات والنزاعات السياسية من اجل الحق لا من اجل الشعارات البراقة. وهذه القضية ستكون غاية في الصعوبة بسبب غلبة العاطفة التي يتميزون بها، فعملية المنع عن بعض الممارسات يجب ان تتم من خلال استعمال المنطق والنصائح لا الضرب والقسوة.

٣- الاستقلال والحرية: لابد من السعي لمعرفة مستوى فهم الشباب لمسألة الاستقلال والحرية، ثم نعمل على توجيههم الى كيفية التمتع بالاستقلال عن طريق منحهم حق ابداء الرأي والتفكير الحر والدفاع عن الافكار والقدرة على اتخاذ القرارات، مع مراعاة الشرف والفضيلة.

ولابد من ان نوفر لهم فرصة التفهم من خلال سرد قصص حياة الماضين او ما يرتبط بها، وان يعرفوا ان التمتع بالحرية بدون قيود عملية غير صحيحة وخطرة، ننتهي بهم الى اوضاع غير مطلوبة، لذا فإننا مدعوون الى تعليمهم اساليب التمييز بين الحقائق وما عداها لاختيار الصحيح وامكانية تقييم الحوادث والقدرة على الحكم بحرية على الاشياء، وكل ما يهيئ لهم الاستقلال الفكري ومن الفنون الكبيرة عند المربين هي الجمع بين مراعاة رغباتهم النازعة للاستقلال والحرية وبين منع الطيش والاندفاع عندهم، وان تتخذ كل قراراتهم بعد إعمال التفكير والمراجعة الصحيحة.

٤- المشاركة والمشاورة: اكدت التعبيرات الاسلامية على ضرورة مشاورة الآباء في كل الامور المهمة.

وهذه القضية تتم لغرض الاستفادة من قواهم الفكرية، وهي قادرة على تقديم العون في موارد كثيرة، بل ان تدريبهم على ذلك حيوي جداً ويعطيهم تجربة مفيدة علماً ان المشورة ليست ملزمة للآباء والمربين من حيث اتباع اراءهم بل يمكن دفعهم لتبني ما نريد، وأن يقترحونه بأنفسهم علينا فنقبله منهم.

وعن طريق اشرا كهم في الفعاليات فإننا نساعدهم في تحقيق احد امانيهم المشروعة ونضيف اليهم تجربة مهارة في الطرح والاستدلال واستخدام المنطق، وكل ذلك ينفعهم في حياتهم القادمة. وفي اداء واجباتهم.

٥- في جانب العدالة: علينا ان نوجه اهتمامنا وبعض جهودنا الى القضايا التي ترتبط بالعدالة، ومن حسن الحظ يمتلك الشباب ارضية هذا التوجه، وأنهم عطاشى لإحقاق الحق وارساء العدالة ونشرها في المجتمع. وتحتاج روح العدالة فيهم الى مزيد من التنمية والتوجيه، اذ ان حساسيتهم المفرطة في هذا الجانب تتطلب المزيد من التنمية. حتى في البيت والمدرسة فيما اذا اتفق وقوع امر خارج عن العدالة فانهم يعترضون عليه مما يفرض على الاباء الاعتراف بهذا التجاوز. ورغم اننا قد نرى عند الاباء عناد واصرار على تلك التجاوزات من اجل المحافظة على اعتبارهم وبالتالي عدم الاكتراث بصيحات الاعتراض من قبل ابنائهم بل يصدرون امرهم للشباب بالسكوت. ومما يجدر ذكره اولاً: ان محاولة اسكات الشباب لا يعد حلأ للمشكلة، ثانيا: ان هذه الشخصية قصيرة العمر، وثالثاً ان العملية ستكون درساً سيئاً يتعلمه الابناء من آبائهم اذ يلجؤون الى استخدام القوة مع اخوانهم واخواتهم او حتى مع الاخرين.

٦- في جانب التنظيم: قلنا ان الشباب يرغبون بالانضمام الى تنظيمات، ومن جهة اخرى نحن نحتاج الى هذه التنظيمات، ولذا فان على المربين المساهمة في تشجيع هذا التوجه لكن علينا ان ننتبه الى ان بعض الانحرافات تنشأ عن هذه النزعة ولهذا فان على الوالدين ان يباشروا بالإشراف والتوجيه لأبنائهم في هذا الاطار وان تتم المبادرة للحيلولة دون تحول الشباب الى الات عمياء صماء بيد الساسة مما يفرض علينا الانتباه لكافة نشاطات الابناء وان لا نسمح هم للانتماء الى تنظيمات تستغلهم في الاحتراف السياسي الرخيص وأن تنمي لديهم القدرة على الشخيص الذكي والمستقل .

• المحاذير: 

بالنسبة للتربية السياسية، من الضروري ان تتم التوعية بقضية الحكومة الشرعية وأن يتم تدريبهم على اتخاذ المواقف السليمة ازاء الاحداث، وان يبثوا اسرارهم لآبائهم وأن يسألوهم عن الاشياء التي يجهلونها لأن هذا يسهل من عملية التوجيه.

لابد من مراعاة الامانة معهم وان نحافظ على اسرارهم واحترامهم امام الاخرين، وان تتعامل معهم بمحبة وأن نحسن الاستماع لهم، وحين تبرز منهم اخطاء علينا ان لا نسرع الى التوبيخ واللوم بل نتقدم لعلاج الحالة باستخدام المنطق والاقناع، وتتعامل مع ذلك بحذر واهتمام وضبط للنفس.

ويمكن الاستفادة من التاريخ في شرح وتحليل الاحداث السياسية وأن نصور ذلك لهم بوضوح بالغ ثم نقوم باستنتاج النتائج بنفس الدقة والوضوح في اطار الشرح والتفاهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.