أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2020
1516
التاريخ: 8-10-2020
1572
التاريخ: 2023-02-11
1994
التاريخ: 8-10-2020
3610
|
السؤال : في حديث لابن القيّم الجوزيّة في كتابه إغاثة اللهفان ، قال متحدّثاً عن الملائكة : ( فإنّهم موكلّون بتخليقه ـ أي الإنسان ـ ونقله من طور إلى طور ، وتصويره وحفظه في أطباق الظلمات الثلاث ، وكتابة رزقه وعمله وأجله ، وشقاوته وسعادته ، وملازمته في جميع أحواله ، وإحصاء أقواله وأفعاله ، وحفظه في حياته ، وقبض روحه عند وفاته ، وعرضها على خالقه وفاطره ، وهم الموكلّون بعذابه ونعيمه في البرزخ ، وبعد البعث ، وهم الموكلّون بعمل آلات النعيم والعذاب ) (1).
هل نؤمن بهذا الحديث؟ وما المقصود في قوله : ( الظلمات الثلاث )؟
الجواب : إنّ ما ذكره ابن القيّم في خلق الإنسان هو قريب إلى رواياتٍ وردت عن آل البيت عليهم السلام في هذا الشأن ، حيث ذكرت هذه الروايات كيفية الخلقة ، والملكان الموكّلان في ذلك.
ففي صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( إنّ الله عزّ وجلّ إذا أراد أن يخلق النطفة التي هي ممّا أخذ عليها الميثاق في صلب آدم ، أو ما يبدو له فيه ) إلى أن قال : ( فتردد فيه أربعين صباحاً ، ثمّ تصير علقة أربعين يوماً ، ثمّ تصير مضغة أربعين يوماً ، ثمّ تصير لحماً تجري فيه عروق مشتبكة.
ثمّ يبعث الله ملكين خلاقين يخلقان في الأرحام ما يشاء الله ، يقتحمان في بطن المرأة من فم المرأة فيصلان إلى الرحم ، وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، فينفخان فيهما روح الحياة والبقاء ، ويشقّان له السمع والبصر ، وجميع الجوارح ، وجميع ما في البطن بإذن الله.
ثمّ يوحي الله إلى الملكين : اكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ أمري ، واشترطا لي البداء فيما تكتبان ، فيقولان : يا ربّ ، ما نكتب؟ قال : فيوحي الله عزّ وجلّ إليهما : ارفعا رؤوسكما إلى رأس أُمّه ، فيرفعان رؤوسهما ، فإذا اللوح يقرع جبهة أُمّه ، فينظران فيه فيجدان في اللوح صورته ورؤيته ، وأجله وميثاقه ، شقياً أو سعيداً ، وجميع شأنه ... ) (2).
على أنّ ما حكته الصحيحة من أطوار خلقته خارج عن إدراك عقولنا ، والوصول إلى ذلك بأذهاننا القاصرة ، فما علينا إلاّ التسليم ، فسبحان الله وبحمده.
ثمّ أنّ الظاهر من الظلمات الثلاث ، المراحل الثلاث المبهمة التي يمرّ بها الطفل ، فهي : مرحلة النطفة ، ومرحلة العلقة ، ومرحلة المضغة ، وكلّ واحدة منها أبهم من سابقتها ، ولمجهوليتها فكأنّها ظلمة في ظلمة ، هذا ما يمكن تفسيره بالظلمات الثلاث ، والله أعلم.
____________
1 ـ إغاثة اللهفان 2 / 130.
2 ـ تفسير الصافي 1 / 316.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|