المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6235 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

سديف المكي
14-8-2016
تفسير الآية (33-34) من سورة لقمان
12-8-2020
إظهار العيوب
29-9-2016
إجراءات رفع دعوى التفريق لعلة الغياب أمام المحكمة الشرعية السورية
9-11-2021
فوائد الاختلاف إلى المساجد
17-6-2022
إرادة المعدة وإعطاؤها زمناً كافياً للهضم
25-1-2016


البحث حول الراوي سالم بن مكرم (أبو خديجة).  
  
1467   10:25 صباحاً   التاريخ: 17/12/2022
المؤلف : الشيخ محمد طالب يحيى آل الفقيه
الكتاب أو المصدر : سدرة الكمال في علم الرجال
الجزء والصفحة : ص 368 ـ 371.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-22 1250
التاريخ: 10-9-2016 2946
التاريخ: 31-10-2017 1666
التاريخ: 19-8-2017 1599

سالم بن مكرم (أبو خديجة):

هو سالم بن مكرم بن عبد الله الكناسيّ الأسديّ الكوفيّ الجمّال (أبو خديجة) و(أبو سلمة).

اختلفت كلمات الأصحاب فيه، فوثّقه النجاشيّ صراحة، وضعّفه الشيخ، واختلف القوم من بعدهما، والذي يوضّح المطلب بيان كنيته (أبو سلمة) فهل هي راجعة (لسالم أو لمكرم)؟ إذ أنّ منشأ الخلاف هذا مصدره، وللبيان نقول:

قال النجاشي: "سالم بن مكرم بن عبد الله - أبو خديجة - ويُقال - أبو سلمة - الكناسيّ، يُقال: صاحب الغنم، مولى بني أسد الجمّال، يُقال: كنيته كانت - أبا خديجة - وإنّ أبا عبد الله (عليه السلام) كنّاه أبا سلمة، ثقة ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، له كتاب يرويه عنه عدّة من أصحابنا" (1).

وقال الشيخ في الفهرست: "سالم بن مكرم يُكنّى أبا خديجة، ومكرم يُكنّى ۔ أبا سلمة - ضعيف له كتاب، أخبرنا به جماعة..." (2).

وقد بان أنّ النجاشي يقول: إنّ كنية "أبو سلمة" راجعة لسالم، بينما يقول الشيخ إنّها راجعة لمكرم، وعلى قول الشيخ يصبح اسمه "سالم بن أبي سلمة" وهو عين سالم بن مكرم ومتّحد معه، بينما يفرّق النجاشيّ ما بينهما ويقول بتعدّدهما - أي: أحدهما سالم بن مكرم وهو ثقة، والثاني سالم بن أبي سلمة وحديثه ليس بنقيّ - فإن قلنا بتعدّدهما فلا تعارض، فيُوثّق أحدهما ويُضعّف الآخر.

والذي يظهر تقديم كلام النجاشيّ على الشيخ وذلك لعدة قرائن.

 منها: ترجمة البرقيّ لسالم بن مكرم، إذ أنّه تعمّد توضیح رجوع كنيته "أي: سلمة" لسالم - أي: كما قاله النجاشيّ - فقال: سالم، أبو خديجة، صاحب الغنم، ويُكنّى أيضا أبا سلمة، ابن مكرم.

ألا ترى فصله الاسم عن اسم أبيه، وإرجاعه الكنيتين لاسمه ثم ذكر اسم أبيه لنفي أيّة شبهة بإرجاع الكنية الثانية إلى الأب.

ومنها: ما ذكره الكشي عن محمّد بن مسعود - العياشيّ - قال: "سألت أبا الحسن علي بن الحسن - بن فضّال - عن اسم أبي خديجة؟ قال: سالم بن مكرم، فقلت له ثقة؟

فقال: صالح، وكان من أهل الكوفة وكان جمّالا.

وذكر أنّه حمل أبا عبد الله (عليه السلام) من مكة إلى المدينة، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي خديجة قال أبو عبد الله (عليه السلام):

لا تكتنِ بأبي خديجة، قلت: فبِمَ أكتني؟ فقال: بأبي سلمة.

وكان سالم من أصحاب أبي الخطّاب، وكان في المسجد يوم بعث عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس، وكان عامل المنصور على الكوفة إلى أبي الخطّاب لمّا بلغه أنّهم أظهروا الإباحات ودعوا الناس إلى نبوة أبي الخطاب، وأنّهم يجتمعون في المسجد ولزموا الأساطين يورّون الناس أنّهم قد لزموها للعبادة، وبعث إليهم رجلا فقتلهم جميعا، لم يفلت منهم إلا رجل واحد أصابته جراحات فسقط بين القتلى يعدّ فيهم، فلمّا جنّه الليل خرج من بينهم فتخلّص، وهو أبو سلمة سالم بن مكرم الجمّال الملقّب بأبي خديجة، فذكر - أي: ابن فضّال ـ بعد ذلك أنّه تاب وكان ممّن يروي الحديث" (3).

وقد تبيّن أنّ الكشي قد وضّح بما لا لبس فيه أنّ أبا سلمة هو نفس سالم، وقد قدّم الكنية على اسمه ما يعلم اختصاصها به، وبذلك يُعلم اتّحاد سالم بن مكرم وأنّه (أبو سلمة).

ومنها: أنّ الشيخ نفسه في الاستبصار قد كنّاه بأبي سلمة، فقال في باب ما أباحوه لشيعتهم من الخمس: عنه عن أبي جعفر الحسن بن علي الوشّاء عن أحمد بن عائذ عن أبي سلمة سالم بن مكرم عن أبي عبد الله (عليه السلام) (4).

فإذا بان لك ذلك نقول: إنّ النجاشيّ ترجم رجلين أحدهما سالم بن مكرم وقد وثّقه وقال: ثقة ثقة، وثانيهما سالم بن أبي سلمة وقال: حديثه ليس بالنقي، ولمّا اعتقد الشيخ أنّ سالم بن مكرم هو سالم بن أبي سلمة - الضعيف بنظره - قال بضعفه، وقد صرّح في نهاية ترجمة سالم بن مكرم أنّه سالم بن أبي سلمة، ولهذا لا نراه قد ترجم رجلين في كتابيه - أي: سالم بن مكرم وسالم بن أبي سلمة - كما فعل النجاشيّ، إنّما ترجم واحداً وهو سالم بن مكرم والذي هو سالم بن أبي سلمة.

لكن بعدما تبيّن لك تعدّدهما لما أفاده البرقيّ وابن فضّال والنجاشيّ والشيخ في الاستبصار والكشيّ في الخبر نقول: إنّ من وثّقه النجاشيّ ومدحه ابن فضّال بقوله "صالح" هو سالم بن مكرم "أبو خديجة" والذي هو "أبو سلمة" ومن طعن النجاشيّ بخبره هو سالم بن أبي سلمة، ولا معارضة حينئذٍ ما بين التوثيق والتضعيف لتعدّد الراويَينِ إذ أنّ التوثيق يعود لأحدهما والتضعيف للآخر.

فيكون على هذا "أبو خديجة" ثقة.

نعم، قال الشيخ في الاستبصار في باب ما يحلّ لبني هاشم من الزكاة، "فهذا الخبر لم يروهِ غير أبي خديجة وإن تكرّر في الكتب، وهو ضعيف عند أصحاب الحديث" (5).

ثم ضعّفه ابن شهر آشوب من بعده في معالم العلماء إذ قال: أبو خديجة، سالم بن مكرم ضعيف له كتاب (6).

لكنّ وجه تضعيف الشيخ قد بان لك تفصيله فلا نعيد، أمّا معالم ابن شهر آشوب فهو ناظر لكتاب الفهرست ومكمّل له، لذا لا يكون توثيقه وتضعيفه مستقلاً، إنّما هو تكرار لما يفيده الشيخ في الفهرست.

أمّا ما أفاده العلّامة من أنّ الشيخ قد ضعّف سالم ووثّقه أخرى فلا نطيل الكلام فيه بعدما بان لك وثاقة سالم بن مكرم "أبي خديجة" والله العالم.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) رجال النجاشيّ، ج 1، ص423.

(2) الفهرست، ص132.

 (3) رجال الكشي رقم 661، ص418.

(4) الاستبصار، ج2، ص58.

(5) الاستبصار، ج2، ص36.

(6) معالم العلماء، ص57.

 

 

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)