المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

aKurt Mahler
21-9-2017
بق إسقاط البراعم الزهرية ولوز القطن (حشرات القطن)
28-2-2019
إشعاع سيرنكوف (Cerenkov Radiation)
18-12-2021
طريقة عمل الجداول التكرارية
28-8-2022
Riemann Hypothesis
16-12-2018
التنفيذ الاستراتيجي
28-7-2016


سديف المكي  
  
3314   04:46 مساءاً   التاريخ: 14-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص281-284.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2016 5953
التاريخ: 11-8-2016 4706
التاريخ: 11-8-2016 4720
التاريخ: 12-8-2016 2997

سديف ابن اسماعيل المكي مولى بني هاشم عده الشيخ من أصحاب الامام الباقر (عليه السلام) وروى الشيخ المفيد بإسناده عن حنان بن سدير عن سديف المكي قال : حدثني محمد بن علي (عليه السلام) وما رأيت محمديا قط يعد له قال : حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري قال : نادى رسول الله (صلى الله عليه واله) في المهاجرين والأنصار فحضروا بالسلاح فصعد (صلى الله عليه واله) المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا معشر المسلمين من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا .

كان سديف من عظماء الشيعة ومن أصلب المدافعين عن أهل البيت (عليه السلام) وكان شاعرا ملهما من كبار شعراء عصره وقد نظم الكثير من شعره في مدح أئمة أهل البيت (عليه السلام) وهجاء خصومهم الأمويين وقد تعرض لنقمتهم وسخطهم مما اضطره إلى الاختفاء عنهم ولما تم الانقلاب على الحكم الأموي وتشكلت الحكومة العباسية برئاسة السفاح خف سديف إلى الكوفة لمقابلته ولما انتهى إلى البلاط العباسي طلب منه حاجب السفاح أن يعرفه باسمه ليأذن له بالدخول فأبى ومضى الحاجب إلى السفاح فقال له : يا أمير المؤمنين رجل حجازي أسود راكب على نجيب متلثم يستأذن ولا يخبر باسمه ويحلف أن لا يحسر اللثام عن وجهه حتى يراك!!

فعرفه السفاح فقال لحاجبه : هذا مولاي سديف فليدخل ودخل سديف فرأى بني أمية قد جلسوا على النمارق والكراسي وكانوا قد جاءوا لطلب الأمان من السفاح وتميز سديف غضبا وغيظا حينما رآهم فاندفع يخاطب السفاح بحرارة قائلا :

أصبح الملك ثابت الأساس        بالبهاليل من بني العباس

بالصدور المقدمين قديما                   والرؤوس القماقم الرواس

يا أمير المطهرين من الذم ويا   رأس منتهى كل رأس

أنت مهدي هاشم وهداها         كم أناس رجوك بعد إياس

لا تقيلن عبد شمس عثارا         واقطعن كل رقلة وغراس

انزلوها بحيث أنزلها الله          بدار الهوان والأتعاس

خوفهم أظهر التودد منهم        وبهم منكم كحر المواس

واذكروا مصرع الحسين وزيدا  وقتيلا بجانب المهراس

والامام الذي بحران أمسى       رهن قبر ذي غربة وتناس

وألهبت هذه الأبيات مشاعر السفاح وعواطفه وتغير حاله وبدت الانفعالات على سحنات وجهه وأحس بالخطر بعض الأمويين فاندفع بذعر قائلا قتلنا والله العبد وأمر السفاح الخراسانيين أن يضربوهم بالدبابيس فضربوهم ضربا قاسيا فسقطوا على وجوههم صرعى وأمر السفاح أن يمد عليهم خوان الطعام ففعل غلمانه ذلك وجلس السفاح مع حاشيته يتناولون الطعام وهم يسمعون أنينهم حتى هلكوا عن آخرهم والسفاح مسرور والتفت إلى حاشيته فقال لهم : ما أكلت في عمري أكلة أهنا من هذ الأكلة , ورفع عنهم ما بقى من الطعام وقد هلكوا عن أخرهم وسحبت جثثهم فرميت بالطرق فأكلت الكلاب أكثرها وأطل عليهم سديف وهو مثلوج القلب قد استوفى ثأره منهم وراح يقول :

طمعت أمية أن سيرضى هاشم   عنها ويذهب زيدها وحسينها

كلا ورب محمد وإلهه                حتى يبيد كفورها وخئونها

وكان سديف يحث السفاح على استئصال الأمويين وقتلهم فقد دخل عليه وكان عنده سليمان بن هشام بن عبد الملك فثار سديف وخاطب السفاح :

لا يغرنك ما ترى من رجال                 إن تحت الضلوع داء دويا

فضع السيف وارفع السوط حتى                    لا ترى فوق ظهرها أمويا

 

وصاح هشام : قتلتني يا شيخ وأمر به السفاح فضربت عنقه وواصل سديف جهاده ضد الأمويين لأنهم أبادوا عترة رسول الله (صلى الله عليه واله) وانتهكوا حرمة الرسول (صلى الله عليه واله) في أبنائه ولما وقف الجلاد المنصور الدوانيقي ضد العلويين وأباد أعلامهم أعلن سديف العداء له وهجاه وعامله معاملة الأمويين وأوعز المنصور إلى شرطته بقتله فقتل فمضى إلى الله شهيدا منافحا عن آل النبي (صلى الله عليه واله) ومدافعا عنهم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.